تعد العرضة الجنوبية لونًا ممتدًا من الطائف مرورًا بالباحة ووصولًا إلى منطقة عسير ويحاذيها كل المناطق التهامية. ولها مناسبات متعددة ما بين المناسبات الرسمية للقبائل، وكذلك مناسبات الزواج الخاصة بأبناء الجنوب والأفراح. وهي لون ممتزج أيضًا بمناسبات الأفراح وكذلك الصلح والأعياد والسموة.. إلخ. وتتميز بألوان إيقاعات مختلفة فمثلًا في عسير القبيلة إيقاعات الزير تختلف عن بيشة وكذلك عن رجال الحجر أو الباحة أو الطائف، وكذلك طريقة الأداء الحركي. فيما ينظم الأداء الحركي للمشاركين في طابور العرضة شخص يسمى عند البعض «مقارع» أو «مزايف» وهو شخص ممتهن للعرضة مهمته ضبط الأداء. قصائد وألحان قال الشاعر عبدالله البيضاني: «إن شعر العرضة الجنوبية عبارة عن قصائد تردد من قبل الشعراء المتواجدين بالألحان الجنوبية، حيث يكون الشاعر الثاني مكملًا للشاعر الأول بما يسمى (الشقر) وهو أن يأتي الشاعر الثاني بنفس كلمة الشاعر الأول ولكن مختلفة المعنى وأضاف أن العرضة في رأس قائمة طويلة من أنواع ذلك الفن الجنوبي الثري المتنوع، وقد جاء اسمها متناسبًا مع تفصيلات الأداءين الحركي والكلامي فيها، فالعرضة هي عرض عسكري تؤديه القبيلة أمام بقية القبائل في احتفالاتها. وإذا تتبعنا أوجه الشبه بين (العرضة) و(العرض العسكري) وجدناهما يشتركان في الأمور الآتية: رسمية الاحتفال، وحدة القيادة، تنظيم الصفوف، حمل السلاح، الأداء الموحد بالأيدي والأرجل، التغني بعبارات تستعرض القوة والوحدة والترابط وجميع المعاني الجادة، ضبط الأداء الحركي بالإيقاع الموسيقى، وقال البيضاني يؤسفني أنني عندما أحضر حفلة ألقى فيها شيلات، وقال إن الشيلات دخيلة على تراث آبائنا وأجدادنا وأتمنى أن تختفي من حفلاتنا ومن مواقفنا. ألوان اللعب الشاعر رياض الخزمري قال إن إقامة احتفال العيد على شكل عرضة تحرص عليه بعض القبائل في منطقة الباحة، حيث يقرر أبناء القبيلة إقامة احتفال عصر يوم العيد يضم حفلة عرضة يجتمع فيها كل أبناء القبيلة والقبائل المجاورة، حيث يتوقع حضور أعداد غفيرة للاحتفال من محبي العرضة، مما سيعطي ليوم العيد بهجة أكبر وفرحة أعم، بعدها يتم تقديم دعوة عامة في نهاية الحفل لمعايدة جماعية لبعض القرى. وقال سعيد خبتي الزهراني قائد فرقة زير إن الزير عبارة عن نصف برميل أو زير من الفخار، تغطي فوهته بجلد جمل مدبوغ ومعتنى به، ثم يترك ذلك الجلد حتى يجف، فإذا ضرب عليه بعد جفافه بعصى أو ما شابهها يعطي صوتًا مدويًّا يسمع من بعيد، وفي فن الزير هذا يتصدر ضارب الزير المجلس أو مكان ممارسة اللعب، ويبدأ في الضرب عليه حسب اللون الذي يرغبه اللاعبون، لأن لكل لون من ألوان اللعب على الزير ضربًا خاصًّا ووقعًا معينًا ويعتبر الزير من ضروريات العرضة بل هو نكهة العرضة ومنطلق الحماس بها متى ما كان ضابط الإيقاع مميزًا يدعمه فريق لا يقل عن ثلاثة أشخاص ويحمل البعض الدفوف، وأضاف إن الزير يقوده كوكبة من محترفي الإيقاع بالمنطقة يصل عددهم إلى ستة أفراد ولديهم قدرة لدمج وتنسيق طبولهم والتحكم في الإيقاع على كثرته بطريقة منظمة وبسرعة مناسبة. استعراض عسكري فيصل وازع، رئيس الفرقة الشعبية بجمعية الثقافة والفنون بالباحة، قال جاءت كلمة عرضة من الاستعراض العسكري السلمي، والذي يعتمد على تناسق الأداء والزي وقوة الحضور لدى المجموعة، وتقوم العرضة على أساس وجود شاعر أو أكثر بمصاحبة الزير حولهم، في صفوف العرضة التي لا تتقيد بعدد محدد، كما يحملون السيوف أو البنادق أو الخناجر أثناء الاستعراض، ويتم المشي بخطوة موزونة وبطريقة ثنائية الحركة (كل اثنين بجانب بعض) في حركة دائرية، لا تلبث أن تعود لصف واحد دائري الشكل. بالإضافة إلى المواجهة في وسط الميدان لمتابعة الموزعين ومحاكاتهم في حركات استعراضية، ثم تتوقف لمرحلة البدع والرد من الشعراء وتعود للدوران مرة أخرى، وتختلف من منطقة إلى أخرى، بل إن هناك اختلافات في المنطقة الواحدة.