مواسم وأزمنة الخير والطاعات لا تنقطع، وتلك من نعم الله العديدة على عباده المؤمنين، والله قال في كتابة الكريم: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وفي هذا دليل كبير على أن المهم في العبادات القبول. والله ليس بغافل عن ما يعمله حاجزي الأماكن في المساجد، ويأتوا متأخِّرين، وغيرهم في الصفوف المتأخرة، لأن الأماكن محجوزة، وأجزم أن مَن لم يجد مكانًا في الصفوف الأولى مع حضوره المبكر بسبب الحجز، لهو أفضل بأمرِ الله من حاجز المكان وحضوره متأخِّر. وكذا مَن تُوسَّع لهم الأماكن وتُفرَّغ لهم، ليسوا هم بالتأكيد أفضل ممَّن يتعبَّدون في الزحام ويحضرون مبكرين. وأيضًا كم من عابدٍ قائم صائم عمل لغيره، فيوم القيامة هو من المفلسين الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون من المفلس؟»، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم، فطُرحت عليه ثم طُرِح في النار». اللهم حسِّن أعمالنا وخُلقنا وتقبَّل مِنَّا ذلك، وتُب علينا من الذنوب، ولا تجعلنا من المفلسين. وكل عام وأنتم والمسلمين أجمعين بحالٍ أفضل مما نحن عليه اليوم. اللهم أعد إلينا الخيرية التي فقدناها بسوء عملنا وفعلنا. اللهم آمين. وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجراً من أحد سواه.