أبلغ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء العراقي رسالة، واضحة الملامح عندما اعتبر بأن الحرب على الجماعات الإرهابية في المنطقة هي «حرب الأردن»، وأن أي مساس بحدود بلاده فإن سياسة الأرض المحروقة ستكون سيدة الموقف في أرض المعركة. الحزم الذي تحدث به العاهل الأردني جاء بعد أن تمركزت مليشيا الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي الشيعي العراقي وحزب الله على شريط المملكة الحدودي مع سورياوالعراق بما يوحي أن الأردن يواجه نسخة «شيعية» من «داعش». إعلان حرب سياسيا رأى مراقبون أن العبارة الصريحة لعاهل الأردن التي سمعها حيدر العبادي خلال الاتصال الهاتفي، الذي اجراه معه الملك عبدالله الثاني، هي بمثابة «اعلان حرب» لكل من يحاول الاقتراب من الحدود الاردنية، التي يتمركز فيها الآن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني على رأس مليشيا حزب الله والحشد الشعبي. سيناريو حلب الأردن الذي يتلقى نداءات استغاثة يومية من اهالي الجنوب السوري، وبصورة توحي بأن اهالي درعا والقرى المحيطة بمثلث التنف في طريقهم نحو سيناريو مدينة حلب بعد ان شهدت المنطقة نشاطا كبيرا، حيث نقل الجيش السوري آليات ثقيلة من منطقة البادية إلى عمق درعا، بالتوازي مع تدشين معركة ما يسمى بتحرير مدينة الرقة. والمحاور التي يهتم بها جيش النظام السوري، تتمثل في التموقع في خربة رأس الوعر قرب مثلث التنف الصحراوي، وبالقرب من معسكر الزكف، ويتوغل الجيش النظامي السوري في تلك المناطق وسط مساعدة متقدمة وكثيفة لميليشيات عراقية وإيرانية ولبنانية. رفض ميليشيات طائفية لحراسة الحدود ما دفع الأردن لأن يجري اتصالات دبلوماسية وعسكرية مكثفة بحثا عن ضمانات باتجاهين، الأول هو وقف تقدم الميليشيات الطائفية باتجاه الحدود مع الأردن، خصوصا في درعا وبمحاذاة بلدة وسط درعا، وكذلك في النقطة الوعرة بمحاذاة البادية الشمالية. والثاني يتعلق بالحرص على عدم وجود ميليشيات على نقاط الاشتباك الحدودي والمعابر. القوات السورية النظامية فيما يبدو تحقق تقدما بعدما نقلت كمية كبيرة من السلاح الثقيل إلى محور المعارك الجديدة من تدمر ودير الزور إلى عمق درعا. ويتجاهل نظام الاسد التحذيرات الأردنية من خطوة توغل الميليشيات الشيعية الايرانية والعراقية واللبنانية، مع التحذير من ان عمان لن تقبل ميليشيات طائفية تحرس الحدود على الطرف المقابل. واتخذت إدارة الجيش الأمريكي ما يمكن وصفه بالخطوة الأولى التي تعزز وجودها الحربي في عمق الأراضي السورية من جهة الحدود مع العراق وتحديدا في منطقة العمليات التي تم تحريزها عسكريا حول مثلث التنف الإستراتيجي الذي أصبح اليوم بؤرة لصراع الأجندات الدولية والإقليمية.