يمثل رمضان فرصة للشباب للبحث عن الرزق فمنهم من يسترزق من بسطات البليلة وآخرين يستغلون تجمع الشباب ويأتون بالفرفيرة، التي تستهوي الكثيرين للعب والتنافس عليها، وهناك من يقوم بقلي البطاطس والأقر المنيس الذي اشتهرت به المدينةالمنورة عن بقية مدن المملكة. «المدينة» التقت ببعض هؤلاء الشباب والمرتادين لهذه البسطات خلال جولة في حارة النصر بالمدينة. وقال عبدالشكور : في كل عام ومع حلول شهر رمضان نقوم ببيع الأكلات الشعبية ومنها البطاطس والتي تعتبر أكلة شعبية ساخنة تقلى ويوضع عليها الملح والكمون والكتشب والشطة الحمراء الحارة حسب الطلب ولنا زبائننا ونحن في هذا الموقع منذ سنين. وأضاف يوسف - صاحب بسطة بليلة أنه ورث هذه البسطة من والده عندما كان يقوم ببيع البليلة في حارة الأغوات بالقرب من المسجد النبوي الشريف، ولكبر الوالد وانشغاله أصبحت أنا وأخوتي نقوم ببيع البليلة في شهر رمضان بحي النصر وزبائننا من خارج الحي يأتون إلينا لكي يشتروا البليلة، وبعضهم شخصيات مشهورة. وقال طه : رمضان هو شهر الخير لكل الناس بما فيهم أصحاب البسطات مثلنا وفي هذا الشهر نقوم بالبيع لشباب الحارة بعد تجمعهم على لعبة الفرفيرة منذ انتهاء صلاة العشاء إلى موعد السحور، وهذه عادة توارثناها من أبائنا وأجدادنا بتجهيز البسطات في رمضان والتجمع الاجتماعي وهناك من يأتي بأبنائه ويوصلهم إلى موقع وتجمع البسطات ويذهبون للسوق أو لأي مشوار يقصدونه وذلك لثقتهم بنا، وهناك شباب يأتون بعدد من الفرافير ويسترزقون منها خلال شهر رمضان المبارك. كما قال عبدالرحيم موافي أكبر المتواجدين سنًّا في بسطة حي النصر: أنا آتي لهذه البسطة منذ عشرات السنين وهذه البسطة يتجمع حولها أبناء الحي شباب وكبار وصغار يلعبون ويمرحون تحت أعين الآباء ويأكلون وجبات ساخنة مثل البليلة والبطاطس المقلية والأقر المنيس، وكل هذه الأكلات تربينا عليها في صغرنا منذ أيام حارتي الساحة والأغوات، وهذه البسطات الرمضانية تعتبر من طقوس رمضان التي تعودنا عليها منذ نعومة أظفارنا والعديد من أهالي المدينةالمنورة يقبلون على البليلة في رمضان.