أكَّد مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجيَّة الدكتور أنور عشقي أنَّ قرار المقاطعة الذي اتَّخذته المملكة وأشقاؤها الخليجيون والعرب أمس، بحقِّ الدوحة نتيجة دعمها للإرهاب، جاء بقيادة ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، موضِّحًا أنَّ الصبر الخليجي والعربي على دعم قطر للإرهاب، وشق الصف الخليجي والعربي، كان يحتاج لحزم من قبيل الخطوات التي تمَّ اتِّخاذها أمس اتجاه الدوحة. وأضاف د.عشقي بأنَّه قبل 3 سنوات، وبعد توتر العلاقات بين الدوحة وبين جيرانها في دول مجلس التعاون الخليجي، نتيجة تدخلها في الشؤون الداخليَّة لهم، ودعمها للجماعات الإرهابيَّة، ممَّا أدَّى لسحب سفراء المملكة والإمارات والبحرين من الدوحة، وقَّعت قطر بوساطة كويتيَّة للمصالحة على اتفاق الرياض المكوَّن من عشر نقاط، لكنَّها لم تلتزم بأيِّ نقطة منها. وأوضح د.عشقي بأنَّ ما تلا مؤتمر القمة العربي الإسلامي الأمريكي الأخير في الرياض، حيث اتفقت 56 دولة عربيَّة وإسلاميَّة على تشديد الحرب على الإرهاب وداعميه، والدول التى تزعزع الاستقرار بالمنطقة، هو البدء بالنظام القطري، لأنَّه يقوم بكل هذه الأدوار، وحين انبرت وسائل الإعلام الخليجيَّة والعربيَّة في الرد على تصريحات أمير قطر المسيئة للمملكة ودول خليجيَّة وعربيَّة، لعل الدوحة ترعوي عن سياساتها الخاطئة، فما كان من أمير قطر إلاَّ الاتِّصال بالرئيس الإيراني، وإعلان رغبته بتعزيز العلاقات بين الدوحة وطهران، وهو ما يدل على أن النظام القطري غير مدرك لما يدور، وهو ما تطلب الرد عليه، لأن النفاق السياسي والمجاملات السياسية غير مقبولة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. وأشار د.عشقي أن قرار قطع العلاقات مع الدوحة يوجه رسالة قوية أيضًا للدول الأخرى مثل إيران التي تدعم الإرهاب، مضيفًا إنَّ قرارات المقاطعة السياسية والاقتصاديَّة مع قطر، سينعكس سلبًا عليها، وأن إصرارها على الاستمرار في سياساتها الداعمة للإرهاب وزعزعة الاستقرار بالمنطقة سيقود الدوحة إلى انهيار اقتصادي مؤكّد، مشددًا على أهميَّة عدم قبول الوساطة لحل الأزمة التي تسبَّبت بها الدوحة، ومتوقعًا أن تلجأ الأخيرة إلى إحدى الدول الكبرى الولاياتالمتحدةالأمريكية أو روسيا، وفي هذه الحالة يجب أن يتمَّ التأكُّد من أن تضمن هذه الدولة التزام ومتابعة قطر فيما يتم التوصل إليه من اتفاق.