قطعت المملكة العربية السعودية والإماراتوالبحرين ومصر واليمن وليبيا علاقتها مع دولة قطر أمس، متهمة الدوحة بدعم الإرهاب. وأغلقت هذه الدول موانئها الجوية والبحرية والبرية أمامها، مؤكدة بذات الوقت أن خلافها مع الحكومة القطرية التي تشق الصف الخليجي والعربي بدعمها للإرهاب وبمساندة قوى إقليمية لا تريد الخير للمنطقة، وليس مع الشعب القطري الشقيق، الذي شددت على أنها ستظل سندًا له، وستدعم أمنه واستقراره. وأُمهل الدبلوماسيون القطريون 48 ساعة لمغادرة دول السعودية والإماراتوالبحرين ومصر. أما المواطنون القطريون فقد أُمهلوا 14 يومًا لمغادرة السعودية والإماراتوالبحرين التي منعت مواطنيها من التوجه إلى قطر. وتأتي هذه الأزمة بعد أقل من أسبوعين على نشر تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وتضمَّنت التصريحات انتقادات للسعودية ودول الخليج بعد القمة الخليجية الأمريكية خلال زيارة ترامب للرياض، لجهة موقفها من إيران. ونقل عن الأمير قوله إن إيران «تمثل ثقلًا إقليميًا وأن ليس من الحكمة التصعيد معها». وأكد أنه «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنّف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله». الرياض: بدء نفيذ قرارالمقاطعة فورًا صرَّح مصدر مسؤول أن حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقًا من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي. محاولات لشق الصف السعودي الداخلي لقد اتخذت المملكة قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سرًا وعلنًا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة)، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخليًا كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لمليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن. كما أنها اتخذت هذا القرار تضامنًا مع مملكة البحرين الشقيقة التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل السلطات في الدوحة. الإمارات: لجم لسياسات الوقيعة بين شعوب المنطقة أما الإمارات فقد عبَّرت عن أسفها على ما تنتهجه السلطات القطرية من سياسات تؤدي إلى الوقيعة بين شعوب المنطقة، وأكدت «احترامها وتقديرها البالغين للشعب القطري الشقيق لما يربطها معه من أواصر القربى والنسب والتاريخ والدين». وفي هذا الإطار أكد الباحث السياسي حمدان الشهري، على تمني الجميع الأمن والاستقرار للشعب القطري، مشددًا على أن مصلحة الشعب القطري «مع أشقائهم وإخوانهم الخليجيين، وليست مع إيران أو غيرها، مضيفًا «قطر ستبقى منا ونحن منها». البحرين: دعم الدوحة وراء سقوط الضحايا بالبحرين قالت البحرين إنها تعتز وتثق في الشعب القطري، الذي يدرك معاناة المملكة «وهي تشهد مع كل عملية إرهابية سقوط ضحايا من إخوانه وأخواته وأهله في البحرين، بسبب استمرار حكومته في دعم الإرهاب على جميع المستويات». وذكرت المملكة، في بيان إعلانها قطع العلاقات مع قطر، أنها ستمنح المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يومًا لمغادرة أراضي المملكة، «رغم الاعتزاز والثقة العالية في إخواننا من الشعب القطري وغيرتهم على بلدهم الثاني». مصر: فشل كل محاولات إثناء الدوحة عن الإرهاب حسين أبوعايد القاهرة أعلنت القاهرة غلق أجوائها وموانئها البحرية أمام كل وسائل النقل القطرية حرصًا على أمنها القومي. وأضاف بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية، أمس الاثنين: «قررت حكومة جمهورية مصر العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل كل المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلًا عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها». نكث بالالتزامات وخرق للاتفاقات الموقعة منذ عام 1995م بذلت المملكة وأشقاؤها جهودًا مضنية ومتواصلة لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها، والتقيد بالاتفاقيات، إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض. وإنفاذًا لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يومًا، كما تمنع، بكل أسف، لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يومًا للمغادرة؛ مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين. صبر طويل على التملص تؤكد المملكة إنها صبرت طويلًا رغم استمرار السلطات في الدوحة على التملص من التزاماتها، والتآمر عليها، حرصًا منها على الشعب القطري الذي هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة، وجزء من أرومتها، وستظل المملكة سندًا للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية. اليمن: قطر تدعم المتمردين الحوثيين كما أعلنت الحكومة اليمنية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة الدوحة بدعم المتمردين الحوثيين المناصرين لإيران ودعم جماعات متطرفة في اليمن.وقرر التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن بقيادة السعودية، إنهاء مشاركة قطر. وأكدت الحكومة اليمنية في بيان لها اليوم بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية تأييدها للخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بإنهاء مشاركة القوات القطرية وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر. وأعربت الحكومة اليمنية عن الثقة أن الأشقاء في التحالف سيستمرون في بذل جهودهم كافة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني ودعم الشرعية واستعادة سيادة الدولة اليمنية من الانقلابيين والاستمرار في محاربة الإرهاب على الأراضي اليمنية كافة. تركيا تدعو للحوار لحل الخلاف بين قطر ودول عربية قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إنه يشعر بالأسى للخلاف بين قطر ودول عربية أخرى ودعا للحوار لحل النزاع. وأضاف في مؤتمر صحفي «نعتبر استقرار منطقة الخليج من وحدتنا وتضامننا». «تطرأ بعض الأمور بين الدول بالطبع لكن الحوار يجب أن يستمر تحت أي ظرف لحل المشكلات سلميًا. نشعر بالأسى للوضع الحالي وسنقدم أي مساندة لإعادة الوضع لطبيعته». واشنطن:الأزمة الخليجية لن تؤثر على الحرب ضد داعش دعا وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الدول الخليجية إلى الحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات. وقال في سيدني «بالتأكيد نشجع الأطراف على الجلوس معًا ومعالجة هذه الخلافات». وأضاف «إذا كان هناك أي دور يمكن أن نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فاعتقد أنه مهم لمجلس التعاون الخليجي أن يحافظ على وحدته». ويملك الأمريكيون أكبر قاعدة عسكرية لهم في المنطقة في قطر. واستبعد تيلرسون أن تؤثر الأزمة الدبلوماسية على الحرب ضد تنظيم داعش. وقال خلال زيارته لأستراليا: «لا أعتقد أن هذا سيكون له أي تأثير كبير، أو أي تأثير على الإطلاق، على الحرب الموحدة ضد الإرهاب في المنطقة أو على مستوى العالم». الكرملين: استقرار وسلمية الوضع في الخليج من مصلحة روسيا قال الكرملين أمس إن من مصلحة روسيا أن يكون الوضع في الخليج «مستقرًا وسلميًا» وذلك في تعليق على قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن موسكو تأمل أيضًا ألا يؤثر الخلاف الدبلوماسي الحالي مع الخليج على «العزم المشترك» في الحرب على «الإرهاب الدولي». برلماني روسي: ندرس بعناية المعلومات عن دعم قطر للإرهاب قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف، أمس إن موسكو تدرس بعناية المعلومات التي تتحدث عن دعم الدوحة للإرهاب. ونقل موقع «سبوتنيك» الروسي عنه القول إنه «لن تطرأ أي تغيرات في العلاقات بين روسياوقطر». وقال أوزيروف:»بالطبع سندرس بعناية كافة المعلومات، التي تقولها مصر والسعودية، والدول التي انضمت إليهم بأن قطر ترعى الإرهاب الدولي». وتابع:»موسكو لديها استقلالية في تطوير سياساتها تجاه العلاقات الدبلوماسية مع قطر». ليبيا: نقطع علاقتنا مع الدوحة تضامنًا مع الأشقاء في نفس السياق أعلنت الحكومة الليبية أمس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر. وقال وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة محمد الدايري في تصريح صحفي «إن بلاده قررت قطع علاقاتها مع دولة قطر تضامنًا مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية». وأشار إلى أن سجل قطر في اعتداءاتها المتكررة والعديدة على كرامة الشعب الليبي بعد أحداث 17 فبراير لطالما أغضب قطاعات عريضة من الشعب الليبي. التحالف العربي: ممارسات قطر تعزز الإرهاب في نفس الإطار أعلنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن أمس إنهاء مشاركة قطر في هذا التحالف «بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب»، وذلك بعيد إعلان السعودية والإماراتوالبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة. وقالت قيادة «تحالف دعم الشرعية في اليمن» في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إنها «قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف». وأوضحت قيادة التحالف أنها اتخذت هذا القرار «بسبب ممارساتها (قطر) التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن». المالديف تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر أعلنت جمهورية المالديف أمس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر . وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أوردته وكالة الأنباء الألمانية اليوم « إن قرار قطع العلاقات سببه معارضتها القوية للأنشطة التي تشجع على الإرهاب والتطرف «، وأضاف البيان « إن المالديف تشدد على التزامها بالعمل مع الدول التي تعزز السلم والاستقرار، وتؤكد التضامن في الحرب على الإرهاب» .