أن تكون موظفاً يؤدي العمل الذي أوكل إليه فهذا واجبك وتستحق عليه مرتبك الشهري؛ وأن تكون أكثر من مجرد مؤدٍ لعمل محدد في وقت محدد ، تعمل بداعي الحب وبتفانٍ وإخلاص دون أن تلتفت لعبارة شكر أو جزيل ثناء ، مثابر في الإحسان والإتقان فأنت هنا تستحق أن تسمى قيادياً حتى وإن كان مسماك الوظيفي لا يشير لذلك. قبل أسبوع تعرض عدد من المواطنين في المدينةالمنورة لحالة تسمم شملت أكثر من 44 طفلا ، مما أدى إلى ازدحام غرف الطوارىء بعدد من المستشفيات ومنها مستشفى الأطفال بالمدينة التي امتلأت أسرة الطوارىء فيها بعدد كبير من تلك الحالات، وامتلأت الممرات بهم في انتظار مغادرة أحد الأطفال ليحل طفل آخر مكانه طفلتنا هند كانت تعاني من حالة إعياء اضطرتها للبقاء أيضا» مع باقي الأطفال في انتظار فرصتها للحصول على سرير وتلقي العلاج المناسب والذي امتد لأكثر من أربع ساعات وربما كان سيمتد لأكثر من ذلك لولا حسن تصرف الممرضة ( لوهانا لينتوا محمد) التي تصرفت بكل ذكاء وإبداع عندما قامت بإعطاء العلاج للأطفال وهم على مقاعد الانتظار وفي حجر أمهاتهم ، وضعت بأيديهم محاليل العلاج قائلة لن اجعلهم ينتظرون بتعبهم وألمهم. تصرفها الذكي وفر جهد الانتظار وساهم في إنقاذ جميع الأطفال المنتظرين لأكثر من عدة ساعات وساهم بحل مشكلة صعبة بفكرة سهلة وذكية. لوهانا كانت نموذجا للعمل بإحسان والعمل بإخلاص دون انتظار كلمة شكر بل على العكس واجهت بابتسامتها وطيب أخلاقها غضب إحدى الأمهات التي كانت تنتظر حصول ابنها على سرير ليحصل على العلاج ، مقدرة حالتها وخوفها على سلامة ابنها. أخيرا» لماذا لا نرى مبدعين أمثال لوهانا والأهم لماذا يواجه مثلها بالنقد السلبي ورفض فكرتها رغم أنها حلت الأزمة ، مقدمة مبادرة حقيقية في إدارة الأزمات،بعيداً» عن الروتين الممل والإجراءات العقيمة، بشكل لم نره من قبل . مساهمة بذلك في تحقيق الهدف الإنساني من الطب وهو علاج جميع المرضى في وقت قياسي وبأقل تكليف !!