منذ إعلان دخول شهر رمضان المبارك، يتسابق أهالي المدينة المنوَّرة للخير في رحاب المسجد النبويِّ الشريف، والساحات المحيطة به، حيث اعتاد أهالي المدينة المنوَّرة على حجز المواقع لإفطار الصائمين، من خلال وضع السفر الرمضانيَّة داخل المسجد النبوي الشريف، وذلك بعد صلاة العصر في أوَّل أيام الشهر الكريم، حيث يتوقَّع أن يشهد المسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به هذا العام، وضع نحو 20 ألف سفرة رمضانيَّة، وذلك لإفطار نحو 500 ألف مصلٍّ. ويحرص الكثير من أهالي المدينة المنوَّرة على الوجود مبكرًا داخل المسجد النبويِّ الشريف، وفي الساحات المحيطة به للحصول على المواقع، ومن ثمَّ حجزها، هذه العادة التي امتدَّت لأعوام طويلة باتت اليوم هي إحدى أهم العادات الرمضانيَّة في المدينة المنوَّرة، وبالرغم من ما يصاحبها من تنافس مثير، إلاَّ أنَّه تنافس لعمل الخير سرعان ما ينتهي مع نهاية اليوم الأوَّل من شهر رمضان المبارك. البداية تعتبر أولى خطوات الحصول على موقع داخل المسجد النبويِّ الشريف الوجود المبكر داخل المسجد، وقد يكون ذلك من بعد صلاة الظهر في اليوم الأوَّل من أيام شهر رمضان المبارك، إلاَّ أنَّ الجهات المختصَّة داخل المسجد النبويِّ الشريف تمنع وضع السفر قبل صلاة العصر، حيث يتمُّ البدء في وضع السفر، وحجز المواقع داخل المسجد النبوي الشريف، بعد انتهاء صلاة العصر، ويعلم الأهالي جيدًا أنَّ السباق لن يستمر أكثر من 5 دقائق، ينتهي بعدها حجز المواقع، والاستمرار في ذات الموقع حتى نهاية الشهر الكريم. مواقع معروفة داخل المسجد النبويِّ الشريف، أو حتَّى في الساحات الخارجيَّة، هناك مواقع يصعب الاقتراب منها، ليس لسبب محدد، ولكن لأنَّها عُرفت بارتباطها بعدد كبير من أهالي المدينة المنوَّرة، حيث تعتبر تلك المواقع تاريخيَّة ارتبطت بأسماء معروفة في المدينة المنوَّرة، احتفظ بها أصحابها، ومن ثمَّ جيل الأبناء المتوالي من بعدهم، وتكثر تلك المواقع في ما يعرف اليوم بالحرم القديم، حيث تبقى تلك المواقع شاهدةً على تاريخ من عمل الخير، والذي يتمثَّل في إفطار الصائمين على مدى أعوام قد تصل لنحو 40 عامًا، وباتت تلك المواقع اليوم من أشهر مواقع السُّفر الرمضانيَّة داخل المسجد النبويِّ الشريف. ضوابط محددة وضعت الوكالة العامَّة لرئاسة المسجد النبويِّ الشريف عددًا من الشروط والضوابط لإفطار الصائمين داخل المسجد النبويِّ الشريف، يأتي في مقدمتها تحديد مكوِّنات السُّفرة الرمضانيَّة، وموعد السماح بدخولها، ونظافة المكان المخصص لوضع السُّفرة الرمضانيَّة، كما طالبت الوكالة من الجميع التعاون مع عمال النظافة داخل المسجد النبوي الشريف لرفع السُّفر قبل القيام لصلاة المغرب. إشراف ورقابة كما أنَّ السُّفر الرمضانيَّة داخل المسجد النبويِّ الشريف تخضع لمتابعة وإشراف جميع العاملين في وكالة الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد النبويِّ، إلى جانب العديد من موظَّفي القطاعات الأمنيَّة والخدميَّة، والذين يعملون على تطبيق خطط إداراتهم من أجل خدمة الزائرين والمعتمرين أثناء وجودهم في المسجد النبويِّ الشريف لتناول الإفطار. التجهيز والاعداد يستغرق إعداد السُّفر الرمضانيَّة داخل المسجد النبوي الشريف حوالى ساعتين، حيث تستمر من بعد صلاة العصر، وحتَّى وقت الإفطار، ويتوجَّب على القائمين في إعداد السفر الرمضانيَّة التوجُّه إلى الأماكن التي حددتها وكالة الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد النبويِّ، وهي الأماكن التي تُعرف ب«مناطق تجمع المأكولات المسموح بدخولها إلى المسجد النبوي»، حيث حددت الوكالة نحو 10 مناطق لتجمع الأطعمة في جميع الساحات المحيطة بالمسجد، ويقوم عدد من الموظفين على تهيئة تلك المناطق، ومن ثمَّ استقبال القائمين على إفطار الصائمين داخل المسجد النبويِّ قبل صلاة العصر من كلِّ يومٍ من أيام الشهر المبارك.