لا أدري إلى أيِّ حدٍّ أكون قريبًا من الواقع، لو قلت: إنَّ الجمالَ هو ظلُّ اللهِ على الأرض، يتجلَّى في كلِّ خلقِ الله، وكثير من مخلوقاته. فقد خلقَ اللهُ -سبحانه وتعالى- الجمالَ فأبدعَ صنعه في كلِّ شيءٍ على وجه الأرض، نطالعُ بديعَ صنعهِ تعالى كلَّ يوم في جميع مخلوقاته. ** ** وتأمَّلوا معي في كلمات الشاعر الفيلسوف «جبران خليل جبران»، عندما يُؤكِّد أنَّ الجمالَ حقيقةٌ نافيةُ الريبِ، ومانعةُ الشكِّ، ونورٌ باهرٌ يقيكم ظلمةَ الباطِل: • تأمَّلوا يقظة الربيع، ومجيء الصبح، إنَّ الجمالَ نصيبُ المتأمِّلين. • إصغوا لأنغام الطيور، وحفيف الأغصان، وخرير الجدول، إنَّ الجمالَ قسمةُ السامعين. • انظروا وداعة الطفل، وظرف الشاب، وقوة الكهل، وحكمة الشيخ، إنَّ الجمال فتنةُ الناظرين. • تشببوا بنرجس العيون، وورد الخدود، وشقيق الفم، إنَّ الجمال يتمجَّد بالمتشببين. • سبِّحوا لغصنِ القدِّ، وليلِ الشعر، وعاج العنق، إنَّ الجمال يُسرُّ بالمسبِّحين. • كرِّسوا الجسد هيكلاً للحسن، وقدِّسوا القلبَ مذبحًا للحبِّ، إنَّ الجمالَ يجازي المتعبِّدين. ** ** عن ابن مسعود أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ». والجمالُ هنا ليس مقصورًا على الجمال الحسيِّ في المنظر والملبس، بل والجمال في الأقوال والأفعال والأخلاق. فالله سبحانه وتعالى يحبُّ الجمالَ الظاهر كحُسن الملبس، وجمال الباطن كشكر الله على نعمه، التي أنعم بها علينا. فما أجمل أن يكون جمال المسلم في الصورة والمنظر، وفي الأعمال والنوايا، وفوق كل ذلك في نظافة اللسان وجمال القول. #نافذة: (أمسكْ عليكَ لسانَكَ ولْيسعكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ). حديث نبوي