ها هو العام الدراسي لملم أوراقه ورحل مبكرًا تحت لفحات الصيف الملتهب، ونفحات رمضان المبارك.. وبين النفحات واللفحات قد ننسى ذلك الجندي المجهول الذي يعمل في صمت، ويعطي دون منٍّ ولا أذى.. ولِمَ لا وهو باني الأمم وصانع الحضارة، ألا وهو المعلم والمعلمة، وكل مَن يعمل بجانبهم من منسوبي التعليم. تحية لهم جميعًا مُعطَّرة بالاحترام مضمخة بالتقدير.. سلامٌ على الذين ما ظَلَموا مهما ظُلِموا.. سلامٌ على سدنة الحرف وأرباب الصفوف.. سلامٌ على الجيوب المملوءة بأقلام التلوين.. سلامٌ على الأيادي المخضبة بأحبار القلم.. سلامٌ على دفاتر التحضير.. سلامٌ على كأس الشاي المشروب بين الحصتين.. على الضمير الواقف بين غصتين.. على جرس المدرسة النحاسي.. على صفير الشبابيك في الشتاء.. ولهيب الحر وقيظه في الصيف.. سلامٌ على سبورة احتضنت كل درس فما ضجرت ب(ألف) ولا ضاقت ب(ياء).. سلامٌ على الإخلاص المقيم إقامة دائمة.. سلامٌ على الصوت المبحوح في الحصة السادسة.. سلامٌ على العقول المشغولة بمسائل الجبر وبراهين الهندسة.. سلام على الأفهام الغارقة في البحث عن المبني للمجهول.. الباحثة عن الضمير البارز والمتصل.. سلامٌ على مُعلِّمينا الذين علَّمونا استقامة الحرف واعتدال السطر فتنتظم الحياة.. سلامٌ على من أبكونا لنضحك، وعاقبونا لنرتقي.. سلامٌ على كل الذين خرجوا لعملهم مستقبلين نسمات الفجر، وعادوا تحت سياط الحر، راسمين بسمات الوطن على وجه الحياة.. سلامٌ على طاهري القلوب متقدي العقول شامخي الجباه..