قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إنَّ ما شهدته القمم الثلاث في الرياض من مباحثات ولقاءات، جسَّد الحرص الشديد من جميع الدول المشاركة، والعزم على كل ما يسهم في مواجهة مختلف التحديات، وتثبيت أسس السلم والأمن والاستقرار. وأعرب، خلال ترؤسه مجلس الوزراء بالرياض أمس، باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة عن الشكر والتقدير لرئيس الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة دونالد ترامب، وقادة الدول العربيَّة والإسلاميَّة الذين شاركوا في اللقاء التشاوري السابع عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة، والقمَّة الخليجيَّة الأمريكيَّة، والقمة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة التي استضافتها المملكة يوم أمس الأول. وأكَّد أنَّ الاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة يوم أمس الأول مع الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة على اتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، جاء امتدادًا للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب، ومبنيًّا على الجهود القائمة في هذا الصدد، كما أنَّ الإعلان عن إطلاق «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرِّف» جاء بهدف نشر مبادئ الوسطيَّة والاعتدال، ومواجهة التغرير بالصغار، وتحصين الأسر والمجتمعات، ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية؛ لأنَّ التطرُّف يولِّد الإرهاب. وأضاف: إنَّ ما جرى مع الرئيس دونالد ترامب من استعراض للعلاقات التاريخيَّة بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة لاستقرار وأمن المنطقة، والتوقيع على إعلان الرؤية الإستراتيجيَّة المشتركة، وتبادل عدد من الاتفاقيَّات التجاريَّة، والفرص الاستثماريَّة بين البلدين التي تفوق قيمتها الإجماليَّة 280 مليار دولار، وما تم من مباحثات بين كبار المسؤولين في البلدين، ومنتديات اقتصاديَّة، يُعدُّ نقطة تحوُّل في العلاقات بين البلدين وستنتقل بالعلاقات من البُعد الإستراتيجي والشراكة إلى مستوى تكثيف عمليات التَّشاور والتعاون والتنسيق في مختلف المجالات. وأعرب عن تقديره لما أبداه الرئيس ترامب من مشاعر فيَّاضة تجاه الروح الطيِّبة والتعاون الكبير الذي ساد الاجتماعات بين البلدين، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيَّات تاريخيَّة بينهما، وما عبَّر عنه من شكر للمملكة حكومةً وشعبًا على ما أحيط به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، وعلى استضافتها القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة. دور محوري للمملكة في مواجهة الإرهاب والتطرف أوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في بيانه عقب الجلسة أنَّ مجلس الوزراء، أكَّد أنَّ استضافة المملكة للقمَّة الخليجيَّة الأمريكيَّة، والقمَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة التاريخيَّة غير المسبوقة، يجسِّد ما تحظى به المملكة العربيَّة السعوديَّة -ولله الحمد- من تقدير على المستوى الدولي، وما تتسم به من حرص شديد على تعزيز أواصر التعاون بينها وبين الدول الشقيقة والصديقة، وما تمثله من دور محوري في مواجهة الإرهاب والتطرُّف، وإنهاء الصراعات المختلفة في المنطقة، وجهودها المشهودة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. المملكة تدعو الجميع لمحاربة قوى الشر والتطرف شدَّد مجلسُ الوزراء على المضامين القيمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين أمام القمة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة، التي بيَّن فيها -حفظه الله- أن القمَّة تنعقد في وقت شديد الأهميَّة وبالغ الخطورة، واهتمام فخامة رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة وحرصه على توثيق التعاون مع العالم العربي والإسلامي، وما اشتملت عليه كلمة خادم الحرمين الشريفين من تشديد على مسؤوليَّة الدول العربيَّة والإسلاميَّة أمام الله، ثم أمام الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة أن يتحد الجميع لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها امتثالاً لأوامر الدين الإسلامي الحنيف ونشر قيمه السمحة التي تقوم على السلام والوسطيَّة والاعتدال وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض، وما أكدت عليه الكلمة حول مختلف الجهود في القضاء على الإرهاب والتطرف، وأهميَّة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتكثيف الجهود لحل الأزمة السوريَّة، ورفض الإضرار بعلاقات الدول الإسلاميَّة مع الدول الصديقة، واستغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجِّج الكراهية والتطرُّف والإرهاب والصراعات الدينيَّة والمذهبيَّة كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له وغيرها من التنظيمات الإرهابيَّة. تقدير سعودي لخطاب ترامب عن «التشدد» قدَّر مجلسُ الوزراء ما أبداه الرئيس دونالد ترامب في خطابه أمام القمة من تشديد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، وأن أمريكا تسعى نحو السلام وليس الحرب، وما تضمَّنه الخطاب من نقل رسائل صداقة وأمل وحب، ومن أجل ذلك كان اختياره في أول زيارة له خارج بلاده للمملكة العربيَّة السعوديَّة، قلب العالم الإسلامي وقبلته، وراعية الحرمين الشريفين، وما أكَّده فخامته من أن رؤية بلاده تتمثل في سلام وأمن ورخاء هذه المنطقة، وجميع أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل، وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم. التصدي للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل الخارجي ثمَّن مجلسُ الوزراء «إعلان الرياض» الذي صدر عقب قمَّة الدول العربيَّة والإسلاميَّة والولاياتالمتحدة الأمريكيَّة، التي جاءت بناءً على دعوة من خادم الحرمين الشريفين، وشارك فيها قادة وممثلون ل 55 دولة عربيَّة وإسلاميَّة مع الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة، وما تضمَّنه البيان من شكر وتقدير القادة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة لهذه القمَّة التاريخيَّة، وتقدير لزيارة فخامة رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة للمملكة، ومشاركته لهم هذه القمَّة، وجهوده للإسهام فيما فيه خير المنطقة ومصالح شعوبها، وما تضمَّنه إعلان الرياض تجاه الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربيَّة والإسلاميَّة وأمريكا لمواجهة التطرُّف والإرهاب، وما تمَّ الاتفاق عليه من سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك، وتعزيز التعايش والتسامح البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات، والتصدِّي للأجندات المذهبيَّة والطائفيَّة والتدخل في شؤون الدول، بالإضافة إلى أهمية تعزيز العمل المشترك لمواجهة القرصنة وحماية الملاحة، وأهمية متابعة برامج وأنشطة مجالات الشراكة بين العالمين العربي والإسلامي والولاياتالمتحدة الأمريكيَّة. أكَّد المجلسُ أنَّ إعلان خادم الحرمين الشريفين إطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرِّف «اعتدال»، وتدشينه -حفظه الله- للمركز بمشاركة فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأمريكيَّة، تجسيد لجهود المملكة الكبيرة واستمرارها في حربها ضد الإرهاب، وعزمها في القضاء على التنظيمات الإرهابيَّة حيث سبق وأن شكَّلت في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، كما نوَّه المجلسُ بتبادل مذكرة التفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة الأمريكيَّة لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب، والذي مثَّل دولَ مجلس التعاون الخليجي في تبادل مذكرة التفاهم صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليَّة، ومثَّل الجانبَ الأمريكيَّ معالي وزير الخارجيَّة ريكس تيليرسون. الملك يهنئ الشعب بقرب حلول شهر رمضان في الشأن المحلي، اطمأن خادم الحرمين الشريفين على مختلف الاستعدادات التي توفرها مختلف القطاعات الحكوميَّة والأهليَّة لخدمة المعتمرين والزوَّار في شهر رمضان المبارك، وقدم -رعاه الله- التهنئة لشعب المملكة، وشعوب الأمتين العربيَّة والإسلاميَّة بمناسبة قرب حلول الشهر الكريم، داعيًا الله جلَّ وعلا أن يعين جميع المسلمين على صيامه وقيامه، ويتقبَّل صالح أعمالهم. رجال الأمن نجحوا في إفشال المخططات الخارجية استنكر مجلسُ الوزراء تعرُّض دوريَّة أمن أثناء أدائها لمهامها في حفظ النظام العام بمحيط منطقة حي المسورة في محافظة القطيف لقذيفة صاروخيَّة، أطلقتها عناصر إرهابيَّة من داخل الحي، ممَّا أدَّى إلى استشهاد جندي من قوات الطوارئ الخاصَّة، وإصابة خمسة من رجال الأمن، مجددًا التأكيد على أن الجهات الأمنيَّة سوف تواصل عزمها على أداء مهامها وواجباتها بتعقُّب هذه العناصر الإرهابيَّة، وتقديمهم للعدالة، وإفشال مخططات من يقفون وراءهم من الخارج الموجهة ضد أمن المملكة واستقرارها. «الصناعات العسكرية» نقطة تحول فارقة ثمَّن مجلسُ الوزراء، إعلان صندوق الاستثمارات العامَّة إنشاء شركة صناعات عسكريَّة وطنيَّة جديدة تحمل اسم الشركة السعوديَّة للصناعات العسكريَّة، لما تمثله من مكوِّن مهم من مكوِّنات رؤية المملكة 2030، ونقطة تحوُّل فارقة في نمو قطاع الصناعات العسكريَّة في المملكة، وما ستسعى إليه بأن تكون -بمشيئة الله- محفِّزًا أساسيًّا للتحوُّل في قطاع الصناعات العسكريَّة وداعمًا لنمو القطاع ليصبح قادرًا على توطين نسبة 50% من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري في المملكة بحلول عام 2030م -بحول الله وقدرته-. مكافحة واحتواء وباء الكوليرا في الجمهورية اليمنية رفع مجلسُ الوزراء الشكرَ والتقديرَ لخادم الحرمين الشريفين على توجيهاته بالاستجابة العاجلة لمكافحة واحتواء وباء الكوليرا في الجمهوريَّة اليمنيَّة، منوِّهًا في هذا الشأن بمبادرة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيَّة فور ورود توجيهات الملك المفدى بتشكيل فريق استجابة عاجلة لوضع برامج التدخل السريع وتشخيص الوباء والعلاج والسيطرة والعمل على محور الوقاية في تنفيذ برامج عاجلة، ووضع خطة لاحتواء الوباء، وحماية الشعب اليمني الشقيق من مخاطره وتبعاته. قرارات اتخذها مجلس الوزراء