إن اختيار المملكة العربية السعودية لتكون أول دولة في العالم يزورها الرئيس الأمريكي ترامب ويعقد خلالها ثلاث قمم مع المملكة ودوّل الخليج والعالمين العربي والإسلامي يؤكد المكانة الكبيرة والمستوى الرفيع الذي تحتله المملكة في العالم من خلال ثقلها السياسي والاقتصادي ومكانتها الدينية والإسلامية. كما أن الولاياتالمتحدة تعرف تماماً الدور القيادي الذي تقوم به المملكة من أجل تعزيزالأمن والاستقرار والنمو الإقليمي والدولي،ومكافحة الإرهاب. وها نحن نرى اليوم رئيس أكبر دولة في العالم يتواجد في المملكة مع نحو 37 رئيساً وقائداً عربياً واسلامياً مما يجعل الرياض من أهم العواصم في العالم والأكثر حراكاً في المنطقة لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية ومكافحة الارهاب الذي أصبح يضرب العديد من دول العالم. وما نراه أيضاً يؤكد أن العلاقة السعودية الأميركية علاقة إستراتيجية في جميع أوجه التعاون ، هي علاقة تاريخية تمتد إلى نحو 70 عاماً كانت زاخرة بالأحداث وانعكست على تطوير العلاقات وأخذها إلى آفاق أوسع . إن المصالح المشتركة بين الدول هي من يتحكم في مسار علاقاتها إما سلباً أو إيجاباً، كما أن المواقف هي من تعزز العلاقة أو تأخذها إلى مستوى أدنى من الاشتباك الإيجابي الذي من المفترض أن يكون. والعلاقات السعودية الأميركية لا تختلف عن علاقات الدول ببعضها البعض وإن كانت تتسم بالرغبة المشتركة الدائمة في تحقيق منافع متبادلة مرحلياً وعلى المدى الطويل تأخذ فيها الأبعاد والأهداف التي تم رسمها لتكون نقاط التقاء تنعكس على البعد الإستراتيجي للعلاقة ونموها. من أجل كل ذلك كان اختيار الرئيس ترامب المملكة لتكون المرحلة الأولى لأول زيارة خارجية منذ توليه الرئاسة وذلك على غير عادة الرؤساء السابقين الذين كانوا يفضلون بدء رحلاتهم الخارجية الأولى لدول الجوار الأميركي ككندا والمكسيك. ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة ضخ المزيد من الاستثمارات المشتركة بين البلدين وزيادة التجارة البينية والعمل على توطين بعض الصناعات المهمة في ظل توجه المملكة وقد يكون للشركات والاستثمارات الأمريكية دور كبير فيها. وستبقى الرياض محطة مهمة لكبار القادة في العالم بثقلها السياسي والاقتصادي والديني .