لاحظنا في الآونة الأخيرة، أناسًا يظهرون في مقاطع فيديو، يتحدَّثُون فيما يجهلون، وللأسف يردِّدُ وراءهم المئاتُ، وينقلُون أحاديثَهم دون التحقُّق من صحَّتها عبر ذوي الخبرة والاختصاص. إنَّ هذه الظاهرة السلبيَّة تحتاجُ وقفةً مجتمعيَّةً وتوضيحًا من ذوي الاختصاص، فعندما يظهر شخصٌ يتحدَّث عن أضرار وسلبيَّات شيء معين، سواء كان سلعةً أو غيرها، دون أن يعرف كافَّة جوانبها من خلال فحصها ودراستها، كما لا يعي حجم الضرر الذي يقع على القائمين عليها؛ بسبب حديثه العشوائي، معتمدًا على شيء واحدٍ وهو كثر متابعيه، وروَّاده عبر وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ.. والضرر الأكبر عندما يتداولها عامَّةُ أفراد المجتمع، دون درايةٍ بالآثار السلبيَّة لهذا الكلام الذي خرج من شخص يجهل كافَّة أبعاد ما يتحدَّث عنه، وتصبح كالهشيم، حتَّى تقضي على السلعة، أو الجهة التي يتحدَّث عنها هؤلاء، ويرددها متابعوه دون العلم بنتائجها السلبيَّة. وقد لاحظتُ هاشتاج «عطه من كيسك»، يتناول بعض المواقف لمَن يتحدَّثُون بغيرِ علمٍ، كلُّ همِّهم الحديث، سواء بمعرفة، أو بدون؛ ممَّا يسهم في تضليل الناس، وإيصال معلومات لا أساس لها من الصحَّة للناس. إنَّ هذا العمل مثل الشائعات تمامًا، التي تضرُّ أفرادًا ومجتمعاتٍ، وتهدم صناعات؛ ممَّا يتطلَّب من وسائل الإعلام والمدارس والمساجد والخبراء والمختصين توضيحَ سلبيَّات هذه الظاهرة، وآثارها السلبيَّة على كافَّة أفراد المجتمع، مع توضيح الحقائق للمجتمع حتَّى يفرِّقَ ما بين الحقيقة والأكاذيب.