طالب رئيس الوزراء التركي بإنهاء الجدل حول الاستفتاء الذي جرى الأحد حول تعديلات دستورية، ووافق عليه الأتراك بغالبية بسيطة، مفندا الشائعات بوجود مخالفات شابت عملية الاقتراع، فيما قدم أكبر حزب معارض تركي عريضة إلى لجنة الانتخابات لإبطال نتائج الاستفتاء، ومن جانبه هنأ الرئيس الأمريكي نظيره التركي، واتفق معه على وجوب محاسبة بشار الأسد على انتهاكاته بحق الشعب السوري. محاولة عقيمة للتشكيك قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس: إن الشائعات بوجود مخالفات في الاستفتاء الذي أجري يوم الأحد ما هي إلا محاولة عقيمة للتشكيك في النتيجة بعد أن توعد حزب المعارضة الرئيس في البلاد بالتقدم بطلب لإلغائها. وأضاف أمام أعضاء حزبه في البرلمان: «عبرت صناديق الاقتراع عن رغبة الشعب وانتهى الجدال، يجب أن يحترم الجميع النتيجة خاصة حزب المعارضة الرئيس.». وكان حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض الرئيسي في تركيا أعلن أمس في بيان أنه سيتقدم للجنة الانتخابات العليا بعريضة إبطال نتائج الاستفتاء الأحد الذي عزز صلاحيات الرئيس رجب طيب إردوغان. على الجميع الامتثال من جهته قال رئيس حزب الحركة القومية التركي المعارض دولت بهجلي أمس: إن نتيجة الاستفتاء «نجاح لا ريب فيه» وعلى الجميع الامتثال لها. أدلى بهجلي، الذي دعم حملة الموافقة على التعديلات الدستورية في استفتاء الأحد، بهذه التصريحات أثناء اجتماع كتلة الحزب في البرلمان وقال: إن التصويت كان شرعيا. تضليل لمجالس صناديق الاقتراع من جانبها قالت نقابة المحامين التركيين: إن القرار الذي اتخذته لجنة الانتخابات العليا في تركيا في آخر لحظة بالسماح باحتساب مظاريف بطاقات الاقتراع غير المختومة في استفتاء الأحد ينتهك بوضوح القانون وحال دون وجود سجلات سليمة وربما يكون أثر على النتيجة. وأضافت في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الاثنين «بهذا القرار غير القانوني تم تضليل مجالس صناديق الاقتراع (المسؤولون في مراكز الاقتراع) ليعتقدوا أن استخدام مظاريف أوراق الاقتراع غير المختومة أمر مناسب.». دعوة أوروبية للتحقيق دعت المفوضية الأوروبية تركيا أمس للتحقيق في «مخالفات مزعومة» في الاستفتاء الذي أجري الأحد ويهدف لمنح الرئيس رجب طيب إردوغان صلاحيات أوسع. وقال مارجاريتيس شيناس المتحدث باسم المفوضية في إفادة دورية: «ندعو السلطات التركية لبحث الخطوات المقبلة بحذر شديد والسعي لأكبر توافق وطني ممكن في أعقاب الاستفتاء.»وأضاف: «كما ندعو السلطات إلى بدء تحقيق شفاف في هذه المخالفات المزعومة» في إشارة إلى تقرير مراقب دولي وقرار اتخذ في اللحظة الأخيرة باستخدام أوراق اقتراع غير مختومة بختم رسمي في الاستفتاء. احتجاجات خرج مئات المحتجين إلى شوارع اسطنبول الاثنين (17 أبريل نيسان) للتنديد بنتيجة الاستفتاء الذي سيمنح رئيس البلاد صلاحيات واسعة في سياق أكبر عملية تغيير خلال التاريخ السياسي الحديث في تركيا. ونظم المحتجون مسيرة في ضاحية بشكتاش ردد بعضهم خلالها هتافات منها: «هذه مجرد بداية» و»سيستمر النضال.» معايير أوروبا لم تتحقق في نفس السياق قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة أمس: «يتعين الآن تقديم إيضاح على نحو عاجل حول ما إذا كان الاستفتاء تم بإنصاف ونزاهة في ظل الظروف الراهنة في تركيا». وأعرب دي ميزير عن أمله في أن تتعامل الحكومة التركية «بتعقل مع نتائج الاستفتاء ولا تواصل التصعيد». ومن جانبه، كتب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحر فولفجانج كوبيك في موقع التجميع الإخباري «هافينجتون بوست» أنه «من الواضح أن المعايير التي نضعها في الاتحاد الأوروبي لإجراء ديمقراطي لم تتحقق هنا قطعا». تمديد حالة الطوارئ من المقرر أن يمرر البرلمان التركي أمس قرار تمديد حالة الطوارئ المعلنة في البلاد، بعد يومين من تصويت غالبية المشاركين في استفتاء التعديلات الدستورية لصالح منح المزيد من الصلاحيات للرئيس رجب طيب أردوغان. وكانت الحكومة صدقت الاثنين على الاجراء الذي من المتوقع أن يمرره البرلمان - الذي يمتلك به حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان - غالبية مطلقة. من ناحية أخرى، ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيان لها صدر أمس، أن تمديد حالة الطوارئ «سوف يتسبب في تعريض حقوق الإنسان وسيادة القانون - المتضررة بشدة بالفعل في تركيا - لمزيد من الخطر». وكانت قوانين الطوارئ دخلت حيز التنفيذ في البداية في تموز/يوليو الماضي، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي يحمل أردوغان مسؤوليتها لاتباع رجل الدين، فتح الله جولن ترامب يهنئ ويتفق على محاسبة الأسد هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان الاثنين على فوزه في استفتاء يوسع صلاحياته الرئاسية.وأعلن البيت الأبيض مساء الاثنين أن ترامب تحدث مع أردوغان هاتفيا، وتم التطرق خلال المحادثة أيضا إلى الأزمة السورية و»الحاجة إلى التعاون ضد كل الجماعات التي تستخدم الإرهاب». وأضاف البيت الأبيض أن الرئيسين اتفقا على «أهمية محاسبة الرئيس السوري بشار الاسد».كما بحث ترامب وأردوغان الحملة ضد تنظيم داعش المتطرف. العاهل الأردني يهنئ بالنجاح في نفس السياق هنأ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في برقية، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ب»نجاح» الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تعزز صلاحياته، وفق ما ذكر بيان للديوان الملكي الاردني ليل الاثنين. وقال البيان: إن «الملك عبدالله الثاني بعث الاثنين برقية تهنئة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمناسبة نجاح عملية الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، الذي أجري أخيرا في تركيا». واضاف: إن «الملك أعرب في البرقية، عن تمنياته للرئيس أردوغان بموفور الصحة والعافية، وللشعب التركي الشقيق تحقيق المزيد من التقدم والازدهار». دفاع عن وجود تركيا بالناتو دافعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين عن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس: «التطورات في تركيا تصعب الأمر علينا، لكن لا ينبغي لأحد أن يعتقد أن التعامل مع تركيا خارج الناتو سيكون أسهل من التعامل معها داخل الناتو»، موضحة أن تركيا ستظل جارة لأوروبا بحكم موقعها الجغرافي.