تتميز حائل باحتضان العديد من مراكز الحضارات القديمة التي عاصرت الآشوريين والبابليين، كما تدل على ذلك الآثار والنقوش القديمة من كتابات ثمودية وغيرها التي تمثل تراثًا تاريخيًا سياحيًا جذابًا، مثل: موقع جبة وياطب والمليحة وجانين والحائط (فدك) وصبحة والقاعد وطوال النفود والشملي والغوطة، ومنها أيضًا الحويط (يديع)، يقع الحويط بالقرب من فدك جنوبًا على سفح حرة خيبر الشرقي، وهي منطقة سهلية تغطيها الأحجار الداكنة، وفي الحويط تكثر العيون العذبة ولايقل موقع الحويط أهمية عن الحائط بل كلاهما مهمّ، وكلّ منهما مكملٌ للآخر ولاسيما أنهما قريبان من بعضهما ( لاتتجاوز المسافة بينهما عشرة أكيال ) و الحويط بلدة على اسم تصغير الحائط، وكأنها سميت بذلك لكونها أصغر من بلدة الحائط والقريبة والمشابهة لها والتي تقترن تاريخيًا بها، وبلدة الحويط كان اسمها قديمًا «يديع» وبه اشتهرت في كتب البلدانين، قال الشاعر: رويت خيبر لها فيديع ديمة كان يؤديها الجوزاء وقد وقعت الحويط ضمن النفوذ البابلي عندما استقر الملك نابونيد في تيماء لمدة عشر سنوات بين عامي 552 و543 ق.م، وقام خلالها بغزو عدد من المدن التي ذكرها في حولياته التي عثر عليها في حرّان ونشرت عام 1378ه/1958م، ومن تلك المدن التي ضمها يديع (الحويط) وهي من الأسماء البابلية مثل: فداكو ( فدك )، يثربو، وديدان ( العلا )، تيماء، فيد، وهذا يدلّ على أن الحويط كانت ضمن النفوذ البابلي، وتُعدّ الحويط واحدة من أقدم المواقع الثقافية الأثرية في منطقة حائل، وهو موقع أثري يعود إلى فترتين: الفترة الأولى: فترة سابقة للإسلام، وتمثلها الرسوم والكتابات الثمودية المنتشرة على أحجار الصوان المنتشرة في الموقع، والفترة الثانية: فترة إسلامية مبكرة، ويمثلها كتابات كوفية بعضها مؤرخ من القرن الثاني الهجري، و بقايا المدينة القديمة تمثلها أساسات المنازل والقصور والمباني التجارية والدفاعية المتهدمة، وهذه الآثار تشير إلى تاريخها العميق، كما تشير إلى أن الحويط كان خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد من الحواضر المهمة شمال غربي الجزيرة العربية. وقد كشف النقاب عن الحويط عن أدلة أثرية عديدة أبرزت جوانب حضارية متنوعة ذات وجهة سياحية تستحق الزيارة. بقايا المنشآت المعمارية في موقع الحويط