رسالةٌ تلقيتها، كانت تحمل في طيَّاتها كلَّ معاني الألم، نقلت لي خبرًا آلمني كثيرًا، وهو انتقال زميلُنا وحبيبُنا الدكتور غازي عبيد مدني، مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأسبق، ورفيق المشوار الطويل منذ بدايات الجامعة للمستشفى، وكنتُ أرقبُ تماثله للشفاء؛ حتَّى نتمكَّن من الزيارة التي مُنعت بأمر الطبيب المُعالج؛ لكون الحالة المرضيَّة حرجةً، ولم تمضِ سوى أيام قلائل، وكان صباح يوم الجمعة، وهو من الأيام الفضيلة، وقد تلقيتُ خلاله خبرَ انتقاله للرفيق الأعلى بتلك السرعة التي ذكَّرتنا باشتياقه لمن رحلوا عنه، نسأل الله له، ولهم -جميعًا- الجنَّة ونعيمها. فقد ألتقيته منذ شهرين، بمنزل أخي عبدالحفيظ طاشكندي، في دعوةٍ خاصَّةٍ طلب تأجيلها لحين عودتي من لبنان، وكان -رحمه الله- متألِّقًا وهادئًا كعادته، واليوم يغادر الحياة بنفس الهدوء.. غفر الله لك يا أبا عبيد.. كنت ودودًا وحريصًا على تواصلك بمَن تُحب، فكم من عام سبقتني للتهنئة بشهر رمضان بابتسامتك الهادئة التي تنقل لي مشاعر الحب والوفاء.. وكنت أنتظر هذا العام شهر رمضان الذي شارف على الإقبال كي نكون على موعد لسماع صوتك الدافئ.. لكن في هذا العام ستكون في انتظار دعوات المحبين لك بالرحمة والمغفرة.. والعين تذرف دمعًا على فراقك يا عزيزي.. رحمك الله، وطيَّب ثراك المولى يا أبا عبيد.. كنت كلَّما التقيك تشعرني بحرقة الفراق على رحيل شريكة العمر، فاهنأ بذاك اللقاء الذي كنت تنتظره، وإن طال الانتظار، فاليوم أنت لاقيه.. «إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».