لليوم الثاني على التوالي، تلقت أسرة مدني العزاء في الفقيد معالي الدكتور غازي بن عبيد مدني، مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأسبق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر الأسبق، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى ودفن في بقيع الغرقد.. وقد وصف لفيف من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين والأعيان والمسؤولين وكل أطياف المجتمع وفاة فقيد الوسط الثقافي والأكاديمي ب»الفاجعة» التي أصابت الوسط، مضيفين، أن فقدان الرجل الذي كان لجهوده وما بذله كبير الأثر في إنجاح وتطوير العملية التعليمية والأكاديمية بالمدينةالمنورة خسارة كبيرة للمنظومة التعليمية والوسط الأكاديمي والإعلامي. وأشاروا في لقاءات مع «المدينة» إلى العديد من مآثر الفقيد وجهوده، التي توجتّ بإنشاء جامعة طيبة الصرح الأكاديمي، الذي يلبي تطلعات أبناء المدينةالمنورة، مبينين أنه كان قامة علمية وثقافية، يتسم بحسن الخلق والتعامل مع الجميع. فلاتة: الراحل تميز بحُسن الخلق والتعامل تحدث الأكاديمي الدكتور عمر فلاتة، العميد السابق لكلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة عن مآثر الدكتور غازي مدني، وقال: حقق الراحل بصمات ظاهرة وواسعة في خدمة العلم وكذلك استيعاب المباني الأكاديمية في المدينةالمنورة للطلاب والطالبات المقبلين على استكمال دراستهم الجامعية وصولًا إلى تحقيق الريادة. وأشار فلاتة إلى أن جهود الفقيد حققت قفزات متتالية بكليات فرع الجامعة في ذلك الوقت لتصبح من الجامعات الرائدة على مستوى المملكة. ميمني: فقدنا شخصية معطاءة قدمت الكثير أوضح عضو مجلس الشورى السابق يوسف ميمني، أن الفقيد كان يتبوأ منزلة رفيعة في العلوم والوسط الثقافي وله إسهامات واضحة في تطوير منظومة التعليم في المدينةالمنورة وقال: في الحقيقة فقدنا شخصية أكاديمية معطاءة كانت بمثابة القدوة للجميع، حيث كان الفقيد رمزًا في التسامح والأخلاق النبيلة فضلًا عن كونه أديبًا وشخصية تعليمية منحت الكثير لهذا القطاع الذي كان في تلك الفترة بحاجة ماسة لتلك الجهود وللفقيد مساهمات كبيرة في خدمة المدينةالمنورة من خلال استكمال فرع جامعة الملك عبدالعزيز. العقبي: مبادرات الفقيد قفزت بالمنظومة التعليمية أكد المهندس عبدالحق العقبي أن المبادرات الأكاديمية والمنهج الفكري للفقيد الراحل كانت سببًا وراء القفزات، التي شهدتها المنظومة التعليمية، خاصة في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وقال: الدكتور غازي مدني ينحدر من أسرة عُرفت بالاهتمام بالعلم والثقافة والأدب والإعلام، فضلًا عن كونهم من وجهاء المدينةالمنورة، وأضاف: فقدنا رجلًا صاحب فكر وعطاء متواصل سواءٌ كان على المستوى الأكاديمي والثقافي والاجتماعي. إلياس: جهود الفقيد أسهمت في انطلاق جامعة طيبة تحدث المهندس عبدالجبار إلياس، نائب المشرف العام لإدارة المشروعات بفرع جامعة الملك عبدالعزيز في تلك الفترة، عن سيرة د. غازي، وقال: كان رحمه الله يتبع أسلوبا منهجيا علميا يحاكي التناغم المعماري مع بيئة المدينةالمنورة، ويلبي متطلبات المدينة الجامعية حيث كان مقررًا للمدينة كلية واحدة وهي كلية العلوم، وخلال توليه إدارة فرع الجامعة بالمدينة، أنشئت كلية العلوم، ومن ثم التربية، واحتضنت أكثر من 8000 طالب بالرغم من الميزانيات المحدودة، في ذلك الوقت إلا أنه كان يولي اهتمامًا لفرع الجامعة ووضع تصورًا لتطوير الناحية الأكاديمية، خصوصًا في كليات الهندسة والحاسب، ومن ثم صدرت الموافقة السامية بإنشاء كلية الطب في المدينة. عسيلان: عرفت الفقيد قامة علمية وثقافية أكد الدكتور محمد صالح عسيلان، أن نبأ وفاة الدكتور غازي مدني كان بمثابة الوقع الأليم، الذي أصاب الوسط الثقافي والأكاديمي في المدينةالمنورة وقال: كان للفقيد مواقف عديدة يعرفها الكثير من الناس. وأضاف: عرفت الفقيد عن قرب وجالسته وتحاورت معه فرأيت فيه قامة علمية ثقافية، ويناقش الرأي بالحجة، ويقبل الرأي الآخر، وكان يخجل أن يقول لا لمن يطلب قضاء أمرٍ ما كيف لا وهومن بيت فاضل.. وأضاف: «كان فقيد المدينةالمنورة الدكتور غازي من ضيوف كتابي «استراحات طيبة»، وفتح لنا قلبه لمعرفة المزيد من علمه وتجاربه وقراءاته المعرفية، التي حواها تاريخه». البكري: لم أرَ الراحل منفعلًا يومًا قال الدكتور محمد أنور البكري: إن الفقيد، رحمه الله، كان طيلة حياته العلمية والعملية يُمثل أخلاق أهل المدينةالمنورة من خلال حُسن التعامل والخلق الكريم مع الجميع، حيث كان صاحب خلق رفيع مع الجميع ولا يُفرق بين الناس في شخصياتهم أو مراكزهم الاجتماعية، وكان يتعامل مع الجميع بنفس المستوى، وهذا دليل على أدبه وأخلاقه وحُسن التربية فتجده يعامل الطلاب بنفس معاملة عميدي الكليات عندما كان مديرًا للجامعة في تلك الفترة، وأضاف: كان الفقيد هادئًا في نقاشه مع الجميع ومستمعًا جيدًا بالرغم من الأعباء الوظيفية.