تدوم الأفراح والمسرات ونحن نرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، يرفل حلاً وترحالاً في السلامة والعافية، والعزة والكرامة، مصحوبًا برعاية الله، ومحاطًا بمشاعر الحب والحفاوة من قبل الجماهير الغفيرة.. وأثناء زيارته لدول المشرق الإسلامي -إندونيسيا وماليزيا وبروناي- رأينا الأرواح كيف عانقته بالترحيب والحبور، والمهج كيف صافحته بالبهجة والسرور؟ لقد تجلت المشاعر الصادقة في بشاشة الجموع المحبة، وهي تهتف بشغف وأنس طوال طريقه ذهابًا وإيابًا، كلٌ يهفو لنظرة أو تحية أو قبلة احترام وتوقير لقائد فذ متفانٍ لأمته؛ ولازال يبحر بسفينتهم عباب الأمواج العاتية بشجاعة وعزم واقتدار وحزم، نحو شواطئ الأمان ومرافئ الأمل. وفيما تسطر الشعوب الإسلامية أروع لحظات الحب لهذه البلاد المباركة وقادتها الكرام؛ رغم مساعي الإعلام العالمي لتشويه صورتنا باستمرار؛ فإنه حري بنا أن نعطي هذا الأمر وزنه، وأن يعكس ذلك في حجم اهتماماتنا وأولوياتنا الإنسانية والاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلامية مع دول المشرق الآسيوي الإسلامي، وأن نبدع في استثمار هذا الولاء النابع من عمق الأخوة الإيمانية والعقيدة الإسلامية بخطط إستراتيجية متعددة المدى، بما يحقق مصالح الوطن وأمنه ويعزز من قوته وقبوله وامتداده المتنوع لدى الشعوب الإسلامية، وبما يعزز من قوة الأمة بأكملها، وتحالفها المتين وشراكاتها الوثيقة مبنىً ومعنىً وجوهرًا، على كافة الأصعدة الإستراتيجية، ولصالح قضايانا العادلة، ومصيرنا المشترك. إن هذا الحب الحقيقي والشغف الأكيد لدى شعوبنا الإسلامية لهو مصدر قوتنا بعد الله عز وجل، وهو عمقنا الحقيقي والإستراتيجي، الذي ينبغي أن نتفنن ونبتكر في توجيهه، وهو الشيء الوحيد الذي لا يملكه عدونا، ومع ذلك فهو يكافح للوصول بفكره وثقافته. حان الوقت دون تسويف أن يفكر أهل الرأي والاختصاص كلٌ في مجاله، كيف نوظف هذا الشغف بتفوق، ونجعل منه قوة لا يستهان بها، فالحب هو منجم القوة الناعمة الذي لا ينضب، والحب هو الذي تستحقه هذه البلاد التي شع منها النور.