ما بين سامي الأمريكي «القسيس السابق» وليلى السعودية آصرة علاقة أشبه بحالة عشق، حيث لا يكاد يحادث أحدا دون أن تكون «ليلى» حاضرة في جواله ليشاهد صورها، ففي نهاية كل نهاية أسبوع يذهب إلى عسفان ليقضي معها يومًا كاملًا، يحتضنها يقدم لها الطعام بيده فهي ناقة لطيفة ويخشى عليها من باقي الإبل. بهذا المدخل يؤكد سامي الأمريكي بأنه يعمل مع المكتب التعاوني بالحمراء في جدة متطوعًا ولا يريد منهم مالا، مشيرا إلى أن الحديث مع الأمريكيين والأوربيين ودعوتهم للإسلام عملية سهلة جدًا بالنسبة له، فهو يعرف كيف، يفكرون وماذا يريدون، وماهي عاداتهم وثقافتهم، مضيفا بأن الغرب ينظر إلى المسلمين بطريقة خاطئة، وهذه الصورة بسبب هذه الجماعات.. نستكمل في هذه الحلقة بقية الحوار مع ضيفنا سامي الأمريكي «القسيس السابق». ما رأيكم فيما يحدث ضد الأقليات المسلمة على مستوى العالم وخاصة الروهينغا «بورما»؟ أنا مهتم بقضية الروهينغا لأنها بلد صديقي المؤذن شفيق جبير ولأنهم مضطهدون اضطهادا كبيرا، لقد شاهدت مع شفيق عددا من الصور ومقاطع الفيديو للمسلمين في بورما ولما يعانون منه من الجوع والفقر والاضطهاد، وهذا ما يحدث لكثير من المسلمين، فالقضية الفلسطينية أكبر مثال نراهم يعذبون وتنتهك حقوقهم ولا أحد يهتم لأمرهم. أنا أسعى إلى تأسيس مؤسسة خيرية دعوية سجلتها في أمريكا رسميا وسوف أتقدم للجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية لفتح فرع لها ثم تأسيس المقر لها داخل أمريكا والسعودية، وسوف أستعين برجال الأعمال في البلدين لدعم هذه المؤسسة، فلقد قدم لي عدد من رجال الأعمال داخل السعودية وأمريكا عددا من المساعدات لإخواننا المسلمين في بورما وتحركت سفينة كبيرة بالغذاء وملابس الشتاء من ماليزيا إلى بورما ووصلت وتم توزيع جميع الإعانات الموجودة داخلها وخلال الأيام القادمة سوف نحرك سفينة أخرى لبورما ونساعد المسلمين هناك. هدفي هو زيارة المسلمين في بورما والوقوف على معاناتهم والتحدث معهم، سوف أزور جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم وأساعدهم وأذهب إلى رجال الأعمال المسلمين وأطلبهم مد يد العون للمسلمين. وقال لدينا رحلة إلى إحدى الدول الأوربية بعد أسبوعين لدعوة الناس إلى الإسلام لكننا نعاني من قلة المال فإلى الآن لم نستطع توفير قيمة تذاكر السفر. تذهبون إلى الدعوة خارج السعودية ألا تخافوا في ذلك مخالفة الأنظمة والقانونين؟ نعم نخاف من ذلك، ونحن حريصون حرصا شديدا على اتباع القوانين والأنظمة المعمول بها داخل السعودية، ولن نخالف أي نظام لأي دولة فكل دولة نذهب لها ندرس أنظمتها وقوانينها لكي لا نعرض أنفسنا إلى مشكلة فنحن هدفنا الدعوة إلى الإسلام، ولا نريد أن نكون غير مرغوب فينا في أي دولة، وأنا عملت قبل عودتي إلى الإسلام مع كثير من الحكومات وأعرف ماهي الأنظمة والقوانين وأماكن الخطر، خبرتي الماضية في حقوق الإنسان والكنيسة، التي تتجاوز 35 عامًا سوف أستفيد منها في الدعوة إلى الإسلام، فاليوم أنا لا أريد من هذه الحياة إلا دعوة الناس إلى الإسلام. الدعوة إلى الإسلام تحتاج إلى مبالغ مالية تذاكر سفر ووسائل نقل وسكن وغيرها. كيف توفرون ذلك؟ صحيح أننا نحتاج إلى المال فكلما وجدنا مالا دعونا عددا أكبر من الناس، فأنا أعيش في المملكة ولا يوجد لي أي دخل مادي سوى راتبي التقاعدي، الذي يصلني من أمريكا، أعمل مع المكتب التعاوني بالحمراء في جدة متطوعًا ولا أريد منهم المال، أنا أبحث عن الأجر وأجد سعادتي في مجال الدعوة إلى الله، نحن نحتاج إلى قيمة تذاكر السفر فقط، أما المواصلات والسكن فلدينا أصدقاء في كل مكان نزوره يساعدوننا في هذا الأمر ويوفرون لنا السكن والمواصلات والأكل والشرب. إذا نجحت وتحقق حلمي في إنشاء مؤسستي الدعوية سوف أجد من يدعمني من المسلمين، وسوف يعمل معي عدد كبير من محبي الدعوة، أريد أن يدخل الإسلام جميع الناس. تسعى إلى دعوة الناس في الخارج وداخل المملكة عدد من الأمريكيين والأوربيين هل قمت بدعوتهم للإسلام؟ نعم، فجزء من عملي في مكتب الدعوة بالحمراء هو دعوة الغربيين للإسلام نقوم بمتابعتهم والتعرف عليهم ثم تعريفهم بالإسلام وأخلاق المسلمين، الحديث مع الأمريكيين والأوربيين ودعوتهم للإسلام عملية سهلة جدًا بالنسبة لي فأنا أعرف كيف يفكرون وماذا يريدون وماهي عاداتهم وثقافتهم، فكثير ممن تحدثت معهم عادوا إلى الإسلام، والآخرون سوف يسلمون قريبًا، أتذكر آخر موقف قبل كم يوم هو إسلام فلبيني ولله الحمد، العام أسلم القنصل الإيطالي لأنه صديقي وتحدثت معه كثيرًا عن الإسلام وعن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لأنني كنت ساكنا قريبا منه. أريد من المسلمين أن يعاملوا غيرهم بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمعاملة الحسنة تدعو غير المسلمين إلى العودة للإسلام، فأنا عندما وجدت التعامل الحسن، وعشت بين الشعب السعودي الكريم الطيب عدت إلى الإسلام ووجدت السعادة. هل وجدتم تشددا دينيًا داخل المجتمع السعودي؟ وكيف ترون حقوق المرأة في السعودية؟ هذا مصطلح باطل فالسعوديون لا يوجد لديهم إلا القرآن الكريم والسنة النبوية، وجدت لديهم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، صحيح أن هناك فئة بسيطة متشددة في الدين تعد على أصابع اليد يضايقونني عندما يشاهدون ثوبي طويلا، لكني أقول لهم أنا مسلم أحب العود والدف الحجازي والأناشيد، وأحكي لهم أنني كنت نصرانيا ومتشددا في الديانة النصرانية، ولا أقبل النقاش وكنا في النصرانية نحرم مشاهدة الأفلام والحديث مع النساء، كنت من كبار المتشددين واليوم أنا أكره هؤلاء المتشددين ولا أريد العودة إليهم، أريد أن أعرف الغرب بالثقافة العربية والتسامح، وأنهم شعب يحبون الحياة والثقافة والفن، أنا زرت مهرجان الجنادرية قبل عام وأعجبني كثيرًا، فهذا المهرجان ينقل صورة ثقافية جميلة عن الشعب السعودي، وعن الإسلام، فعلى القائمين على هذا المهرجان دعوة غير المسلمين لزيارته ليتعرفوا على الإسلام الحقيقي المعتدل، أتمنى من المجتمع السعودي أن يدعوني لجميع المناسبات والمهرجانات الثقافية لديهم، أريد أن أنشر هذه الثقافة فلدي خطة أن أنقل ثقافة المملكة إلى أمريكا، قريبا سوف أقيم المجس الحجازي في أمريكا، وأحد أهدف مؤسستي الدعوية هو نقل الثقافة السعودية إلى جميع أقطار العالم لأنها سوف تسهل علي عملية الدعوة إلى الإسلام. أعدكم أن تدخل الثقافة السعودية إلى جميع الكنائس، فعندما يكون في إحدى الكنايس مجس حجازي وبعده دعوة إلى الإسلام سوف يعود الناس بأعداد كبيرة إلى الإسلام، مشروعي الدعوي هو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام من خلال الثقافة السعودية والفنون الشعبية الجميلة. أما حقوق المرأة السعودية فهي أفضل وأحسن الحقوق فلا حقوق للمرأة في العالم، المرأة السعودية هي من تنال كامل حقوقها يريدون أن يكون جسد المرأة المسلمة عاريًا ليستمتع فيه جميع الرجال وهذا أمر غير مقبول لدى أي إنسان، فرسالتي للمرأة السعودية لا يخدعونك بمصطلح الحقوق حقوقك هنا أجمل الحقوق. داعش والقاعدة جماعات إرهابية.. وأصدقائي كانوا يحذرونني من القدوم إلى السعودية ما هو رأيكم في الجماعات الإرهابية، التي تدعي الإسلام كداعش والقاعدة وغيرها؟ للأسف هؤلاء ليسوا مسلمين ولا يعرفون الإسلام كيف نقول عنهم مسلمين وهم يقتلون الناس، لو كانوا مسلمين ما قتلوا المسلمين، كيف لمسلم أن يفجر داخل المساجد وبين المسلمين، من يستهدف مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس مسلما، هذه الجماعات خرجت بين المسلمين وقتلتهم، شوهت صورة الإسلام الجميلة فعندما كنت في أمريكا وقبل دخولي في الإسلام، وعندما كنت أريد القدوم إلى السعودية كنت خائفا كثيرًا وكانوا أصدقائي يحذرونني من المسلمين ويقولون بأنهم قتلة إرهابيون لأن الغرب ينظر إلى المسلمين بطريقة خاطئة، وهذه الصورة بسبب هذه الجماعات، أتيت إلى السعودية ووجدت الخير والسعادة، ذهبت إلى أماكن في السعودية يعتبرها الأمريكان والحكومة الأمريكية خطر على غير المسلمين، وأن جميع سكانها قتلة وإرهابيون ووجدتهم من أفضل البشر يحبون الإنسان، ويحرمون سفك الدماء، فأنا أدعو جميع غير المسلمين إلى زيارة السعودية والنظر إلى الإسلام الحقيقي، فمن يعيش بين السعوديين يحب الإسلام والمسلمين ويعود إلى الإسلام، فعلى غير المسلمين ألا يصدقوا أكاذيب الإعلام ويبحثوا عن الحقيقة بأنفسهم، أما داعش وغيرها فهي صناعة دول هدفها هدم الإسلام وتشويه صورة المسلمين، شفيق جبير جذبني للإسلام، وهذا واحد من المسلمين فكيف كل المسلمين.