ليست المرة الأولى التي تشرق فيها شمس الاتحاد من جديد في عالم البطولات بكأس ولي العهد، أنها الثانية في الربع قرن الاخيرة، اذ كانت الاولى امام النصر ايضا ولكن من على ملعب الاميرعبدالله الفيصل بجدة، والتي جاءت بعد غيبة أيضا، ونقطة الاختلاف هنا ان الفريق الذهبي في هذه المرة تسامى فوق كل الجراح والمتاعب التي سببها له البعض ربما بقصد او بغير قصد في السنوات الاخيرة وأغرقوه في عالم الديون التي كانت تهدد بقاءه بين الكبار لو لا لطف الله وإخلاص بعض الرجال الذين قبلوا التحدي، وأقبلوا على مواجهة المصاعب بصدق نية حتى آخر يوم في حياتهم، وهو أحمد مسعود «يرحمه الله»، وأكمل المهمة من بعده صديقه المهندس حاتم باعشن ورفاقه الاوفياء، وهي المواقف التي قابلها لاعبو الاتحاد بصدق الإخلاص وتقديم افضل ما لديهم رغم كل المعوقات فحضرت روح العميد في الملاعب فكان الإنجاز الكبير باعشن مهندس الانتصارات وباعث الأمل في المواقف الصعبة يظهر الرجال ورئيس نادي الاتحاد المهندس حاتم باعشن هو رجل المواقف في نادي الاتحاد الآن بتحمله مسؤولية إدارة دفة العمل في النادي الذي يواجه جيشا جرارا من المشكلات والأزمات المالية، فعمل على إعداد الفريق للمنافسة، والتغلب على الالتزامات من جهة ثانية في خطين متوازيين، فحقق من النجاح الشيء الكثير وما يكتب لباعشن في صفحات الوفاء أنه في غمرة الأفراح بالانتصار لم ينس الصديق الوفي احمد مسعود فرفع صورته أمام الجماهير مذكرا إياهم بما قدمه الرجل للنادي.. يا له من وفاء. سييرا ربان ماهر سار بالسفينة لبر النجاح فرض المدرب التشيلي خوزيه سييرا «48 عامًا» اسمه في الدوري السعودي فهو أحد ثلاثة مدربين لا زالوا على رأس العمل منذ بداية الموسم في زمن تقوم فيه الأندية بتغيير مدربيها 3 إلى 4 مرات في السنة الواحدة، ولم يكن بقاء سييرا على رأس العمل بسبب الأزمة المالية التي حرمت الفريق الاتحادي من التسجيل في الفترة الشتوية، ومن المشاركة في دوري الأبطال الآسيوي، وانما لحسن ادارته للفريق ومقدرته الفكرية على استخلاص أفضل ما لدى لاعبيه من عطاء وجهد داخل الملعب والتعاون مع الإدارة في إبعاد اللاعبين عن الأمور الإدارية والمالية التي تطوق عنق النادي، ونجاحه في عمل توليفة جيدة من اللاعبين السعوديين والأجانب حققت له كأس ولي العهد، حيث يعد سييرا هو أنجح المدربين حتى الآن بحصول فريقه على إحدى البطولات الثلاث وأولها حصادا وهي كأس ولي العهد والتي سترفع دون أدنى شك من أسهمه لدى الجماهير الاتحادية وفي سوق المدربين. جمال.. وجمال الأداء في أمسية كأس ولي العهد كان اللاعب جمال باجندوح واحدًا من أبرز الأسماء على أرض الملعب عطاء.. جهده وفير، وعمله متقن في قطع الطريق على مراكز القوى في الفريق النصراوي مقدمًا الإسناد والحماية الدفاعية من جهة، ودعم المجهود الهجومي من جهة ثانية بتمريرات متقنة من الخلف حيث نال إعجاب الجميع.