تقوم العلاقات بين المملكة وماليزيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في بداية الستينات على الاحترام المتبادل والعمل على تطويرها في كافة المجالات، وقد استمرت هذه العلاقات المتميزة بين البلدين على كافة الأصعدة، وتحظى المملكة باحترام كبير خاصة لدى كافة الأوساط الرسمية والشعبية والتجمعات الإسلامية. وتشكل وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية الأسس المتينة للعلاقات القائمة بين المملكة وماليزيا، والعلاقات السياسية بين البلدين تقوم على أساس إيجاد مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل، وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في منتصف عام 1961م بفتح سفارة للمملكة في كوالالمبور وسفارة لماليزيا في جدة. ويمكن وصف العلاقات السعودية الماليزية بأنها علاقات قديمة وطبيعية، وقد شهدت العلاقات السياسية بين البلدين في مراحل تطورها قدرًا كبيرًا من التميز خلال العقد السابع من القرن الماضي، حيث لعبت ماليزيا دورًا مميزًا إثر حريق الأقصى في أواخر الستينات من القرن الماضي في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، كما توجت تلك المرحلة بزيارة ملكية قام بها صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- إلى ماليزيا صيف عام 1970م. كما شهدت الألفية الثالثة تطورًا ملحوظًا في العلاقات والاتصالات رفيعة المستوى، وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من أجل تكريس العلاقات بين البلدين وتطويرها في شتى المجالات وفتح أفاق جديدة من أجل التعاون، كما شهدت الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة تعاونًا سياسيًا مثمرًا بين المملكة وماليزيا، أدى إلى تبلور شكل العلاقة وظهورها كحليف إستراتيجي، وتأتي مشاركة ماليزيا في قوات التحالف لإعاده الشرعية في اليمن (عاصفة الحزم) الذي تقوده المملكة لتخليص اليمن من الإرهاب الحوثي والداعمين له وأيضا مشاركة ماليزيا بصحبة 20 دولة عربية وإسلامية في المناورات الضخمة (رعد الشمال) التي جرت في المملكة بمدينة الملك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن أوائل مارس 2016م دليل واضح على مدى التكاتف والتلاحم البناء بين البلدين.