أكد عدد من الأكاديميين أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى ماليزيا، تأتي في اطار دفع العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين منذ سنوات طويلة. وقالوا ل «اليوم»: إن وحدة الدين والروابط الشعبية والرسمية التي تربط بين البلدين تجسد اهمية هذه الزيارة التاريخية. بداية، بين أستاذ الاعلام د. محمد الصبيحي: إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وماليزيا تتسم منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في بداية الستينيات على الاحترام المتبادل والعمل على تطويرها في كافة المجالات، وقد استمرت هذه العلاقات المتميزة بين البلدين على كافة الأصعدة. وأضاف بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- الى ماليزيا، أن المملكة تحظى باحترام كبير خاصة لدى كافة الأوساط الرسمية والشعبية والتجمعات الإسلامية، وتشكل وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية الأسس المتينة للعلاقات القائمة بين المملكة وماليزيا، والعلاقات السياسية بين البلدين تقوم على أساس إيجاد مناخ للتفاهم والاحترام المتبادل، وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في منتصف عام 1961م بفتح سفارة للمملكة في كوالالمبور وسفارة لماليزيا في جدة. من جانبه، قال المستشار القانوني والمحكم الدولي علي بن محمد القريشي: إن الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة تشهد تعاونا سياسيا مثمرا بين المملكة وماليزيا، ادى الى تبلور شكل العلاقة وظهورها كحليف استراتيجي، وتأتي مشاركة ماليزيا في قوات التحالف لإعاده الشرعية في اليمن (عاصفة الحزم) الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتخليص اليمن من الإرهاب الحوثي والداعمين له، وايضا مشاركة ماليزيا بصحبة 20 دولة عربية وإسلامية في المناورات الضخمة (رعد الشمال) التي جرت في المملكة العربية السعودية بمدينة الملك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن اوائل مارس 2016م دليلا واضحا على مدى التكاتف والتلاحم البناء بين البلدين. من جانبه، قال د. خالد بن عبدالعزيز السعران: إن العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وماليزيا تحتل جانباً أساسياً على مستوى إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، فيمكن أن يولي البلدان فرصاً استثمارية أكبر لزيادة هذا التعاون عبر الشراكات مع الشركات الماليزية وبيوت الخبرة بما فيها تنفيذ مشاريع البنى التحتية ومشاريع الطاقة والمياه.. كذلك على مستوى قطاع الصناعات الزراعية، لا سيما أن المملكة فيها بيئة جاذبة لتنفيذ كافة الاستثمارات. وبين أنه من المهم تكثيف الجانب الثقافي بشكل مستمر في جميع المناسبات والاحتفالات وفي جميع ولايات ماليزيا عامل مهم وركيزة أساسية لتعريف الماليزيين بشكل أكبر بثقافتنا واتجاهاتنا، وإلى منعطف البحث والتعليم، فالتعاون الوثيق بين الجامعات السعودية والماليزية في المجالات البحثية وزيادة في تبادل الزيارات العلمية وإقامة المؤتمرات وتبادل الخبرات والبرامج والتجارب، وكذلك بتكثيف برامج «المنح الدراسية» للطلاب الماليزيين المميزين الذين تحتضنهم الجامعات السعودية، مع استقطاب للكوادر المميزة الماليزية من أعضاء هيئة التدريس والباحثين ليدرسوا في الجامعات السعودية ، كل ذلك سيعزز من العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين ويزيد من فرص التطوير والاقتصاد المعرفي بشكل أكبر.