من أشهر وسائل الضرب في العالم العربي «الفلكة» ولم ينجُ منها طالب عربي مرّ بمرحلة الكُتاب فإذا مرَّ هذا الألم بأي طالب من جيل الكُتاب يسرد لك القصة ويصف كيف كان يترنح في خطواته بعد أن ذاق «الفلكة» من أستاذ لم يرحم صرخاته ومن قبضة طالب شديد غليظ ولربما وصل بالطالب أن يحبو على مؤخرته من شدة الألم وتورم القدم. هذا هو حال تعليمنا في الماضي يقوم على مبدأ «لك اللحم ولنا العظم»! هذا التاريخ القاسي للعلم في تلك الحقبة ما زلنا لليوم نتذكره بكل فخر -للأسف- فما أن يقوم مهرجان للتراث إلا ويتصدره الكُتاب بفلقته ويسترجع أمام جيل جديد ألم الماضي وقسوته على الطالب الصغير.. وما أن يرسم مبدع ذكريات الماضي إلا وتجد بين رسوماته ذاك الذي يلوح بالعصا ضاربًا الفتى. كل هذه الصور لابد أن تنسى من تاريخ التعليم العربي، هي وصمة عار عليه، نعم المخرجات تمشي على الأرض حاليًا وقد اعتلوا أعلى المناصب والمراكز ولكن لم يصلوا إلى ذلك بالضرب وإنما بمعلم كفؤ. اليوم غاب المعلم الكفؤ وبقيت «الفلكة» بهيئة المسطرة وسيلة للفهم.. عفوًا وإنما وسيلة ألى ان يَصب المعلم غضبه وحنقه على جسد الطفل الغض الذي ربما لم يفهم أو صدر منه شغب الطفولة. لا بد من تاريخنا التعليمي أن يمحو كل ذكريات «الفلكة وألا يتباهى بها فاهو التعليم الأمريكي لا يظهر لنا أخطاء التعليم السابقة من ضرب للطالب وعزل له في أقصى الفصل وهو يرتدي طربوشًا مكتوبًا عليه «كسلان» مسح كل ذلك ولم يبق سوى ذكرى المعلم الكفؤ الذي توراثته الأجيال.. إذًا لننسى الضرب و»الفلكة» ونمسحها من تراثنا ومن ذاكرة الأجيال المقبلة ولنحيي ذكرى المعلم الحازم بلين الذي يعطي بإخلاص لينشئ جيلًا تفخر به الأمة.