أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، صالح آل الشيخ، أن الدعوات التي تطلقها إيران، من وقت لآخر؛ بهدف تحقيق الوحدة الإسلامية، ليست سوى «شعارات جوفاء»، لا يعمل بها القابعون على كراسي الحكم في طهران، مشيرًا إلى أن عزل فكر الملالي، يعد ضرورة عالمية؛ لتأثيره السلبي على استقرار الشعوب. وأوضح «آل الشيخ»، في تصريحات له، أن المواجهة الجارية الآن ليست ضد الشعب الإيراني، وإنما تستهدف نظام الملالي، ورموزه، مشددًا على أن هذه المواجهة بحاجة إلى بلورة سياسة واضحة المعالم. رؤية سياسية تقودها المملكة ولفت «آل الشيخ» إلى أن المملكة، ومعها تحالف الدول الإسلامية، تعمل على تحقيق رؤية سياسية محددة العناصر والأهداف، بشكل يضمن قوة وتلاحم الأمة، وعدم تسرب الضعف واليأس إليها، في ظل سعي الملالي لتصدير فكره المضطرب، للبلاد الخالية من التشيع؛ على أمل الإخلال بالوحدة، وشق صف الإسلامي. وحدد وزير الشؤون الإسلامية عددا من العوامل التي يمكنها أن تضمن بقاء الأمة على قوتها، وفي مقدمتها التجديد والوسطية، وطرد التطرف والمغالاة، موضحا أنه لا تعارض بين الاهتمام بالعقيدة، وعوامل القوة، إذ إن الهدف ليس الإبقاء على حياة الأبدان، وإنما إعلاء قيم المبادئ، والعقيدة، والدين؛ لا سيما في ظل وجود الساعين إلى نزع الإيمان من القلوب، وإحلال الإلحاد بديلا له. وقال: «العلماء قد يختلفون في أبواب التعليم، وطرائقه، لكنهم يتفقون في توجههم العام؛ لخدمة شعار أهل السنة والجماعة، وقد يكون التنوع والاختلاف في التعليم؛ سببا من أسباب القوة، إذا استفادت منه الأمة، وقد يتحول إلى سبب للضعف إذا استخدمه الأعداء ضدها»، مشددا على أنه لا ينقص الأمة إلا الإرادة، التي توصل إلى الهدف، وتؤدي إلى الإحياء كضرورة عصرية مهمة. أهل السنة صنّاع الحياة وحذر آل الشيخ من إلغاء أو إقصاء من يريد خدمة الإسلام، والمسلمين، مطالبًا بالتعامل مع الجميع بالحكمة، والموعظة الحسنة، قائلًا: الناس درجات في الفهم، والفقه، والعلم، وكل من يعظم السنة، فهو من أهل السنة، والجماعة، مشيرًا إلى أن وجود طوائف جديدة مثل: أهل القرآن؛ يضعف قوة أهل القرآن والسنة والجماعة». وشدد آل الشيخ على أن الانتساب إلى أهل السنة والجماعة، ليس قاصرًا على العلماء، والفقهاء، وطلاب العلم، وإنما يمتد ليشمل كل من يتبع سنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج منها إلا من يفسد في الأرض، ويقتل الأبرياء، وينتهك الحرمات، باسم الدين؛ لأن أهل السنة والجماعة، يصنعون الحياة، وليسوا أعداء لها، كما أن القوة ليست هدية توهب، وإنما تنتزع بالحق. وقسّم آل الشيخ القوة، إلى قسمين: أولهما القوة الذاتية، والمستمدة من الحق الإلهي، الذي جاء في الكتاب، والسنة النبوية، مع ضرورة الإخلاص لله تعالى، والتوجه إليه، بالتضرع؛ لأن قوة المؤمن متفرعة من قوة الله، موضحا أن القسم الثاني، هو القوة المتعدية، سواء أكانت فكرية، أو عقدية، أو فلسفية، أو كلامية، وهذا يجعل الحق هدفا والثبات طريقا، والوسطية منهجها لأهل السنة والجماعة، والعدل مع خصومهم ومن خالفهم طريقا لا ميل عنه. لا وعي بلا علم وإعلام ودعا وزير الشؤون الإسلامية، إلى الاهتمام بالتقدم العلمي، إذ إنه لا حياة دون النبوغ العلمي، والاهتمام بالدين والدنيا معا، مطالبا وسائل الإعلام الحديثة بالوصول للناس والتأثير فيهم إيجابيا، وعد قصر دورها على التسلط لكسب المال، والعقول، والعواطف، مضيفا: «إذا تغيرت العقول، والعواطف، صار أهلها تبعا لمن تسلط، فكسب الولاءات يحتاج إلى تجديد في وسائل التأثير في الآخرين، وكذلك تعميق، ورفع مستوى الوعي الشرعي، والسياسي، والفكري، والعسكري، للقضاء على مكامن القوة، والضعف». وشدد «آل الشيخ» على ضرورة إعادة صياغة العقل لدى أهل السنة والجماعة، والجماعات، والعلماء، والفقهاء، مشيرا إلى أن النبوغ والتقدم في شتى العلوم والمعارف، عبر تعمق في تجارب المجتمعات البشرية، والدول الأخرى، لرفع وعي علماء الأمة وقادتها، بما يحاك من مخططات تسعى إلى إضعاف المجتمعات الإسلامية، وخلق نزعات تهدد أمن الأوطان.