يتسارع العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد لإنجاز هذا المشروع العملاق، واختصار الفترة الزمنية إلى أقل من 12 شهرًا مقبلَة. ووقفت «المدينة» أمس الأول على الأعمال، التي تقوم بها الهيئة العامَّة للطيران المدني، والمقاول الرئيس، حيث أكَّدت مصادر مطَّلعة أنَّ بعض الظروف الاضطراريَّة تسبَّبت في تعطيل الأعمال التنفيذيَّة لنحو 6 أشهر.. إلاَّ أنَّ الهيئة والمقاول بذلوا جهودًا كبيرة لتدارك الأمر، وتسريع الأعمال، بما يتناسب مع متطلبات إنجاز المشروع (حسب توقعات بعض المصادر) قبل بداية العام 2018 المقبل. وكان لزامًا على المقاول الرئيس وبقية المقاولين العمل على مدار ال 24 ساعة حاليًا للتعجيل في هذه الأعمال التنفيذية المتأخرة، وتوقعت هذه المصادر أن يكون المقاول قد استعان مؤخرًا بشكل عاجل بطلب نحو 1000 عامل لتحقيق الاستمرارية في تنفيذ الأعمال المتأخرة. كشف جولة «المدينة» أن نسبة الإنجاز تجاوزت ال 80 في المئة ولم يتبق سوى بعض الأعمال «الكهروميكانيكية» وتركيب الأجهزة التقنية والديكورات الداخلية، ويرى القائمون على المشروع أنه الآن في مراحله الأخيرة. ولأن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي صمم على أن يستوعب أكثر من 30 مليون مسافر في السنة، فقد تم الانتهاء من تنفيذ 13 كيلو مترا من الجسور والكباري ونحو 2.5 كيلومتر من الأنفاق والممرات تحت الأرض للسيارات لاستقبال ومغادرة المسافرين، والتي تصل معظمها مع شبكة الطرق لمدينة جدة، والتي يصل إجمالي أطوالها ل 35 كلم، وتم الانتهاء تقريبًا من معظم الصالات الخاصة بإنهاء إجراءات المسافرين وتحديد مواقع ل 220 كاونتر لشركات الطيران الداخلية والأجنبية، إضافة إلى صالات (التنفيذي والفرسان والدرجة الأولى لشركات الطيران الأخرى). كما تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية والديكورات لفندق المطار، الذي سيحتوي على 120 غرفة من فئة ال 4 نجوم. كما انتهت جميع الأعمال والتجارب الخاصة ب (سيور نثل الأمتعة) وتبلغ الأطوال الإجمالي لهذه السيور نحو 33 كيلو مترا، بالإضافة إلى سيور نقل الأمتعة إلى المسافرين القادمين، التي تضم 10 سيور وتقع في صالة القدوم. وخلال الجولة قامت «المدينة» بالاطلاع على برج المراقبة، الذي يعتبر أطول برج مراقبة في مطار بالعالم بارتفاع 136 مترا وأصبح جاهزًا تقريبًا للقيام بجميع أعمال المراقبة الملاحية بعد أن يتم تركيب الأجهزة والمعدات التقنية اللازمة، حيث يتكون هذا البرج من نحو 22 طابقا تضم إدارة المراقبة الجوية ومراقبة الطقس والأحوال الجوية ومواقع للراحة ومركزا لتدريب موظفي المراقبة الجوية. ويتوقع أن يتم تحويل الصالة الجنوبية في مطار الملك عبدالعزيز الحالية (المستخدمة لشركات الطيران المحلية) بعد تشغيل المطار الجديد إلى قرية للشحن الجوي، التي ستحول جدة إلى مركز للشحن الجوي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت بعض شركات البريد السريع في نقل معظم خدماتها للشحن الجوي إلى مدينة جدة مؤخرًا. وروعي في تصميم المطار الجديد إمكانية توسعته لاحقًا بالمرحلة الثانية وبسهولة لنقل الركاب إلى المرحلة الثانية والثالثة للمشروع، التي تصل الطاقة الاستعابية فيها إلى 80 مليون مسافر. وحسب التصميم والأعمال التنفيذية القائمة فإن مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد يمتاز بالأنظمة المتطورة، التي استخدمت في مراقبة كل موقع في المطار، بالإضافة إلى الأنظمة التي استخدمت في التفتيش والمراقبة على الأمتعة. ويتسع المطار الجديد إلى أكثر من 22 ألف موقف للسيارات والحافلات، من بينها عدد من المواقف المزودة بنظام إرشادي ذكي، لتحديد المواقف الشاغرة عبر تطبيق الجوال.. بالإضافة للوحات إلكترونية لإرشاد السائقين نحو المواقف الشاغرة ضمن الدور نفسه أو في الأدوار الأخرى، إضافة إلى اللوحات الإلكترونية، التي تظهر عدد الأماكن الشاغرة في الأدوار المختلفة داخل مبنى المواقف. ويحتوى المطار على أربع بوابات لاستقبال الطائرات العملاقة مثل طائرة 380 A، وكذلك 94 جسرًا ثابتًا ومتحركًا للطائرات، وجسرين لكل بوابة. ويحتوي المطار على واحدة من أكبر محطات النقل العام في المملكة والمنطقة من خلال شبكة الحافلات ومحطة قطار الحرمين، الذي سيصل مباشرة إلى جدة ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية.