ما يحدث من أزمات اقتصادية للأندية السعودية أمر متوقع مع زيادة فاتورة استقطاب اللاعبين، وعقد صفقات بأرقام مليونية. والمتتبع لتحوّل كرتنا من عصر الهواة إلى عصر الاحتراف؛ سيلاحظ أنه لا يوجد أي فرق بين العصرين، باستثناء سوق انتقالات اللاعبين. كل ما سبق انتهى بواقع مديون، وأندية متعثرة تبحث عن الدعم من خلال اجتماعات شرفية، أو تحويل قميص الفريق لصحيفة «مبوبة» للإعلانات بعد غياب الشريك الاستراتيجي الذي كان إحدى علامات «التشخيص» لبعض رؤساء الأندية، فبهذا الواقع وهذا النظام لا ترغب الشركات الرائدة في الدخول لسوق خاسر مفلس. لكن ما يجري ل «النادي الأهلي» أمر مختلف، فالفريق يمضي قُدُمًا بالتوقيع مع نجوم الكرة السعودية ولا يبالي، ويوفر أفضل طواقم فنية ولا يتوقف عند ذلك، بل هو الفريق الوحيد الذي يملك عقد رعاية مع مستثمر كبير. كل هذا يقف خلفه رجل كسر معادلة الأرقام، وجعل من فريق «الأهلي» فريق «الأحلام» لكل لاعب، وأمسى المفاوض الأهلاوي «بعبعًا» لأي مفاوض لأي نادٍ آخر. لكي لا أبالغ لنادٍ عليه فاتورة مديونيات، لكن النادي الراقي يقف خلفه رجل راقٍ في تفكيره، همُّه الوحيد النهوض بهذه الكتيبة «الأمير خالد بن عبدالله»، أصبح حلمًا لكل مشجعٍ بأن يوجد في ناديه رجل يملك كل هذا العطاء والسخاء المنهمر، لتعزيز صفوف فريقه. هناك كُثر في سنوات خلت كانوا مؤثرين، ويقدمون الغالي والنفيس لكياناتهم، ولكنهم كانوا يأخذون حيزهم من خلال الوجود عبر شاشات التلفاز، وصفحات الصحف، أما ما يحدث من رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي فأمر مغاير للواقع، مع كل هذا البذل فهو بخيل في الظهور الإعلامي، وهذا يدل على حب خالص من شخص كَرَّس كل جُهده لرفعة أسوار القلعة الخضراء. حسب رؤيتي: ما يعيشه «أهلي جدة»عاش فيه نادي الهلال خلال فترة التسعينيات، وحقق كل الألقاب، وحدث لنادي الاتحاد في بداية الألفية وحقق كذلك كل الألقاب. فمن المنطق بأن «يكوِّش الأهلي» على كل البطولات المحلية والقارية؛ لكي تكتمل المعادلة، ويكون الحب والعطاء من طرفين- اللاعبون والأمير خالد بن عبدالله- وليس من طرف واحد. فالمنتظر في ظل الأجواء المتاحة أن يسجل «الأهلي» اسمه بطلاً للدوري لأكثر من موسم، وأن يعيد اسم الكرة السعودية في آسيا، ويحقق دوري أبطال القارة. فليس هناك فريق مهيأ مثل «الأهلي» الآن... لذلك يجب على إدارة «المرزوقي» وضع الأهداف، والبُعد عن الصراعات، وتعزيز الثقة داخل صفوف فريق النجوم. فعندما أشاهد كلا من «عبدالشافي وبصاص وعواجي ومهند والمقهوي ومعتز والزبيدي» في دكَّة البدلاء أو غياب لأي ظرف، لسان حالي يقول: «ما شاء الله تبارك الله».