فجرت زيارة ميدانية ل»المدينة» داخل المدرسة الابتدائية الرابعة والخمسين بجدة عدة مفاجآت خطيرة تنذر بانتشار الجرب بين طالبات ومنسوبات المدرسة على نطاق واسع، حيث كشفت قائدة المدرسة وأكثر من 20 معلمة تواصل المدرسة منذ 3 أسابيع مع عدة جهات تابعة ل4 وزارات لإزالة المستنقعات والقاذورات والسيارات القديمة، التي تحيط بالمدرسة دون جدوى، وأكدن ارتفاع عدد المصابين إلى 9 حالات بينهن 7حالات مؤكدة مقابل حالتين مشتبه بهما، فيما كشفت الزيارة، والتي تزامنت مع توجه وفد طبي من وزارة الصحة للمدرسة عن انتشار المستنقعات والفئران بالمدرسة ونقص وتدني مستوى النظافة في دورات المياه لدرجة استخدام دورة مياه واحدة لنحو 60 موظفة، فيما تزايدت حالات الغياب بين الطالبات بسبب الخوف من انتقال العدوى. وحول بدايات المشكلة وأبعادها وتطور الحالات، التي رُصدت في المدرسة، قالت مديرة المدرسة: «للأسف الشديد المدرسة حاولت التواصل منذ 3 أسابيع مع الجهات المعنية لإزالة المستنقعات والقاذورات والسيارات القديمة، التي تحيط بالمدرسة، بعد رصد أول حالة اشتباه بالمرض، إلا أن أحدًا لم يستجب طوال تلك الفترة، لكن «أمس» بدأت الاستجابة الفعلية بعد أن قامت المعلمات بنشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، وأكدت أن عدد الإصابات وصل إلى 9 حالات علمًا بأن إحداهن نقلت المرض إلى أفراد أسرتها!. انتشار العدوى بين الطالبات والتقطت طرف الحديث إحدى معلمات الصف الخامس ابتدائي، وقالت إنه في يوم تطعيم طالبات الصف الأول ابتدائي لاحظت الممرضة والمعلمة وجود إحمرار في الجلد على كتف إحدى الطالبات، ومن ثم أخبرتها المعلمة بأن الطالبة يجب أن تزور المركز الصحي للتحقق من نوع هذا الطفح الجلدي، فأجابتها المعلمة بأن أختها تدرس في الصف الخامس، وبالفعل تم الكشف عليها، وظهرت لديها نفس الأعراض، وبعد تحويلهن من المدرسة إلى المركز الصحي أظهرت نتائج التشخيص إصابتهن بالجرب، ومن ثم بدأت تنتقل العدوى بين الطالبات واحدة تلو الأخرى. اشتباه في إحدى الموظفات وقالت مجموعة من المعلمات، بأنهن يشتبهن فى إحدى الموظفات بأنها سبب انتشار مرض الجرب بالمدرسة، حيث لاحظن عليها طفح جلدي شديد وعندها سؤالها أجابت بأنها مُصابة بحساسية شديدة بسبب الحمل، وبعد أن ظهرت حالات إصابة بالجرب بين الطالبات اختفت هذه الموظفة تمامًا في اليوم التالي، وهي متغيبة عن العمل حتى الآن. الحل عند «توتير» وتقول إحدى المعلمات: «منذ بداية ظهور مشكلة المياه قبل 3 أسابيع وبعده المرض، ونحن نتواصل مع الجهات المعنية من وزارات المياه والبيئة والصحة والتعليم والشؤون البلدية ووحدات مكافحة العدوى والأمراض المعدية من هواتفنا الخاصة ونقوم بتقديم الشكاوى لإنقاذنا من مستنقع الأوبئة، الذي نعيش فيه، ولكن دون أي حِراك أو جدوى كل تلك الأسابيع، وبعد أن قمنا بالتغريد عبر تويتر ونشر الخبر عن طريق المواقع بدأ التفاعل اليوم الثاني على التوالي، وكأن المرجع المنقذ هو وسائل التواصل التي تحرك الوزارات للنظر في أمر المواطنين. حصار الأوبئة وتؤكد منسوبات المدرسة أن المدرسة محاطة بالأوبئة من الخارج والداخل حيث إنها مليئة بالفئران والحشرات وتعاني من تدن شديد في صيانة دورات المياه وقلتها، حيث إن الطالبات يتكدسن في عدد قليل جدًا من دورات المياه والطامة الكبرى أن عدد موظفات المدرسة 60 موظفة جميعهن يستخدمن دورة مياه واحدة فقط، كما يشاركهن فيها الطالبات المريضات..! وطالبن وزارة التعليم بإغلاق المدرسة مؤقتًا وتوكيل شركة لتعقيمها وتنظيفها من الداخل والخارج وإعطاء الطالبات فرصة للتعافي والأخريات فرصة للوقاية، ومن ثم عودة الدوام، خاصة أن المعلمات غير قادرات على احتواء هذا العدد الكبير من الطالبات المصابات.. والأولى أن تتولى الأمهات رعايتهن. فترة حضانة المرض تصل إلى شهرين أكدت إحدى الطبيبات أن علاج الجرب سهل جدًا مع تطور الطب، حيث إن الكريم المعالج، الذي توزعه الوزارة على المصابين يقتل الحشرة في غضون من 8 إلى 14 ساعة ولا تحتاج المصابة بعده إلى إجازة مرضية أو حتى غياب، خاصًة أن فترة حضانة المرض من 9 أيام إلى شهرين حتى تظهر أعراضه، فمن غير المنطقي أن تغيب الطالبات كل هذه المدة دون ظهور أعراض..! وتابعت: أكدت الطبيبات المندوبات لزيارة المدرسة أنه لا توجد طرق للوقاية من انتقال عدوى الجرب في المدرسة وفي المنزل إلا بتجنب الملامسة المباشرة بين الأشخاص المصابين والأصحاء مثل المصافحة والأحضان واستخدام ملابس الغير، نافيات تمامًا بأن المرض قد ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح والطاولات والكتب ومقابض الأبواب ونحوها لأن الحشرة المسببة للمرض والناقلة له لا تعيش إلا في بشرة الإنسان فقط. منسوبات المدرسة يطالبن بإجازة طالب عدد من منسوبات المدرسة بإعطاء الطالبات والمعلمات إجازة إلى حين انتهاء الوباء، خاصة أن أعداد الطالبات المتغيبات في ازدياد مستمر، بسبب خوف الأهالي من انتقال العدوى، وأشرن في حال لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية سيزيد عدد المصابين. منع الحالات المؤكدة إصابتها من دخول المدرسة أكد حمود الصقيران مدير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم تعليم جدة قيام إدارة الصحة المدرسية بالكشف الدوري على طالبات المدرسة والتأكد من سلامتهن حيث لم يتم تسجيل إصابات جديدة غير الإصابات السبعة التي تم التعامل معها، وقال إنه تم منع جميع الحالات المؤكدة إصابتها من الدخول للمدرسة لمدة أسبوعين وحتى يتم التأكد طبياً من شفائها تماماً تجنباً لانتقال العدوى من خلال اللمس. وأشار إلى أنه ليس هناك حاجة لإخلاء مبنى المدرسة أو القيام بعملية تعقيم لها وذلك لأن الإصابة بالمرض «الجرب» تأتي عن طريق الاحتكاك المباشر بين المصاب به والطرف الآخر عند ملامسة الجلد المصاب من خلال طفيليات مجهرية لا ترى بالعين المجردة. وكانت إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة قد شكلت فريقا طبيا متخصصا بعد الإبلاغ عن حالات مصابة بمرض الجرب في المدرسة، وذلك للقيام بإجراء الفحص اللازم على المصابات وتحويلهن إلى مركز صحي الروابي للتأكد من حالاتهن، كما تم تنفيذ محاضرات توعوية وتثقيفية للطالبات في المدرسة حول الوقاية من المرض. طبيبات الصحة يثرن غضب المعلمات أبدى عدد من معلمات المدرسة استياءهن من طبيبات وزارة الصحة لطلب الأخريات منهن في حالة رغبتهن في الكشف أن يكشفن على المناطق الحساسة، مما أدى إلى انفجار موجة غضب المعلمات، حيث اعتبرن ذلك مجرد خطة حتى يرفضن الكشف، وبالتالي لا يتم رصد حالات مصابة بين المعلمات، وبالتالي تتفاقم المشكلة. تضارب التقارير الطبية حول الحالات المصابة كشفت إحدى الطبيبات على طالبة كانت قادمة للتو من المركز الصحي المجاور، الذي شخص حالتها بإصابتها بالجرب، وبعد إعادة الكشف شخصتها مندوبة الصحة بأنها مصابة بحساسية عادية نافيًة بذلك تقرير المركز الصحي..! واستمر الكشف خلال زيارة وفد الصحة للمدرسة على مجموعة من الطالبات اللواتي صنفت حالاتهن أيضًا بأنها حساسية عادية، إلى أن ظهرت حالة صرحت طبيبة بأنها مصابة ببدايات «جرب» وقامت بإعطائها العلاج الخاص بذلك، وطلبت التواصل مع والدتها حتى تشرح لها كيفية التعامل مع الحالة وطريقة العلاج والوقاية لباقي أفراد الأسرة. مشاهدات * المعلمات يرتدين قفازات طبية طيلة اليوم الدراسي * مندوبات الصحة أكدن تجنب ملامسة الأطفال * رائحة المياه الراكدة تزكم أنوف الطالبات والطاقم التعليمي * سيارات تالفة وبدون إطارات بجوار المدرسة * يلاحظ وجود عدد كبير من القطط والفئران