أكد عدد من الأكاديميين أن نظام الجامعات الجديد الذي يتوقع إقراره قريبًا سيمكِّن الجامعات من الاعتماد على ذاتها، وتنوّع مواردها الماليَّة بدلاً من الاعتماد على ميزانيَّة الدولة. وأشاروا إلى أنَّ النظام الجديد يحقِّق الاستقلال للجامعات، ويخرجها من عباءة وزارة الماليَّة، مؤكِّدين أنَّ النظام الحالي «مترهل»، و»روتيني»، ولا يصلح حاليًّا مع سرعة إيقاع الزمن. ورصدوا ل»المدينة» عددًا من ميزات النظام الجديد، منها: تنويع مصادر دخل الجامعات للتخفيف عن ميزانيَّة الدولة، وإعادة النظر في آليات القبول، إلى جانب رفع تصنيف الجامعات من خلال قبول الطلاب الأجانب، وتحقيق الجودة على أسس علميَّة، وتحقيق جودة المخرَّجات. وبحسب الأكاديميين، فإنَّ النظام الجديد من شأنه فتح التبادلات العلميَّة، والخبرات على المستوى العالمي، وتحقيق التفوّق للجامعات وفق أسس الاعتماد الأكاديمي، وإشراك القطاع الخاص في التعليم. الربيعي: «إيقاع الزمن» أسرع من النظام الحالي عميد كليَّة اللغة العربيَّة بجامعة أم القرى السابق الدكتور حامد الربيعي: - نظام التعليم العالي الحالي صدر في وقت مبكر، وأدَّى دوره في تنظيم أمور الجامعات والكليَّات على نحو جيد في مراحل كان فيها كافيًا. - إيقاع الزمن أسرع من أن يبقى ما صلح قبل ربع قرن كافيًا في هذه المرحلة من عمر الوطن ومؤسساته التعليميَّة. - الجامعات ينبغي أن تعتمد على ذاتها بتنويع مصادر دخلها وفق آليَّات منضبطة بلوائح وقوانين؛ تخفيفًا على ميزانيَّة الدولة، وهو أمر ليس جديدًا، فكثير من بلدان العالم تعمل على هذا الأساس. - أيّ تحديث لنظام التعليم العالي بخاصة والتعليم بعامَّة يجب أن يركِّز على المخرَّجات بإعادة النظر في آليَّات القبول، ومعايير الحصول على المؤهَّلات، فالعصر بكل معطياته يفرض التفكير في الكيف، وليس الكم، كما يقتضي استقلال الجامعات، والتركيز في كل جامعة على نوع من المعرفة. - التعليم بصفة عامَّة يحتاج إلى إعادة نظر على كل المستويات على نحو يخدم الوطن، ويتناسب مع ما يعيشه العالم من طفرة علميَّة، ولا مناص من ذلك إلاَّ إذا رضينا بالبقاء في المؤخِّرة، وذلك لا يرضاه أحد. - بلادنا في سباق نحو نهضة شاملة تكون بها في مصاف الدول المتقدمة، والدولة -حرسها الله- أعطت للتعليم، وتعطي بسخاء، ولعلَّ الوزارة المعنيَّة تبذل من الجهد ما يتناسب مع ذلك العطاء. - في اعتقادي أنَّ كلَّ مَن هو قريب من ميدان التعليم ينتظر ويترقَّب تصحيحًا شاملاً، وصولاً إلى الجودة على أسس علميَّة، فالجودة والاعتماد الأكاديمي أصبحت ضرورة لا ترفًا وشعارات. العامودي: القبول ب«رسوم» يرفع تصنيف الجامعات الدكتورة هالة العامودي عميدة الدراسات الجامعيّة للطالبات بجامعة أم القرى - الأوقاف مصدر تمويل التعليم في الدول المتقدمة، ذلك أنَّها تسهم في دعم الميزانيَّة التشغيليَّة، والأنشطة البحثيَّة والتعليميَّة، وتخفيف الضغط على ميزانيَّة الجامعة. - دور هام للأوقاف التي ستساعد على تقدير مكانة الجامعة، ورفع سمعة الجامعة أكاديميًّا. - عن قبول الطلاب والطالبات غير السعوديين مقابل رسوم.. هذا القرار للمقيم، أو للاستقطاب يترتب عليه عدد من المزايا، فلا شك أن ذلك سيرفع من تصنيف الجامعة عالميًّا. - القبول برسوم مصدر للتمويل للجامعة، يُستغل ريعها لزيادة الواردات الجامعيَّة، وتنويع مصادر دخلها، وتحسين الأوضاع الماليَّة لميزانيَّة الجامعة، وخدمة المجتمع، وكذلك تبادل الخبرات بين الطلبة من بيئات تعليميَّة مختلفة. - كل ذلك ينعكس على تحسين عمليَّة التعليم والتعلم، ولكن لابدَّ أن يكون ذلك الاستيعاب وفق معايير للقبول للحفاظ على المستوى الجامعي، وجودة الخريج. الخماش: تحرير الجامعات من أنظمة وزارة الماليَّة الدكتور أحمد الخماش عميد كليَّة العلوم التطبيقيَّة السابق - النظام الجديد يوفِّر للجامعات قدرًا من الاستقلال المالي - يعمل على تحريرها من أنظمة وزارة المالية التي كبَّلت الجامعات ردحًا من الزمن وحالت دون قيامها بدورها. - الأفضل بالطبع أن يصاحب ذلك استقلال إداري، بعيدًا عن وزارة الخدمة المدنيَّة. - ينبغي التأكيد على ضرورة اختيار مديري الجامعات وفق رؤية شاملة، وبرامج عمل محددة، ومحاسبتهم في ضوء تلك البرامج. تركستاني: الأوقاف تدعم مشروعات الأبحاث العلميَّة الدكتور فهد تركستاني أستاذ الكيمياء المشارك - النظام الجديد يتوافق مع رؤية المملكة 2030 خاصة أنَّ الكثير من الجامعات لها سنوات تسارع في الاعتمادات العالميَّة لمعظم أقسامها، خاصَّة الأقسام العلميَّة والهندسيَّة والطبيَّة التي تهدف إلى التماشي مع خطط المملكة في التنمية ومسيرة التنمية. - حان الوقت في فتح التبادلات العلميَّة والخبرات العلميَّة على المستوى العالمي، وذلك بفتح قبول الطلاب الأجانب برسوم أسوة بنظام الجامعات العالميَّة في أي دولة، سواء عربيَّة أو غربيَّة. - سيرفع المستوى التعليمي على جميع المستويات سواء التعليم العام، أو التعليم العالي، وبالنسبة للرسوم أتمنَّى أن يتم دراسة الرسوم الدراسيَّة بالأنظمة العالميَّة للجامعات الأجنبيَّة، والتوفيق معها في هذا الشأن. - بالنسبة لموضوع إنشاء وقف لتنويع الدخل ومصادر الاستثمار، فقد تمَّ بالفعل إنشاء صندوق الوقف في جامعة الملك عبدالعزيز بجدَّة في المساهمة في دعم المشروعات والأبحاث العلميَّة. العميري: النظام الحالي «مترهل» لا يصلح معه «الترقيع» البروفيسور محمد فواز العميري عميد كليَّة العلوم الإداريَّة السابق - هناك اعتقاد سائد في الأوساط الأكاديميَّة بأن نظام التعليم العالي مترهل جدًّا، ولم تنجح عمليَّات الترقيع المستمرة، بدءًا من مرتبات أعضاء هيئة التدريس المتدنّية، مقارنة بنظيراتها في المحيط بها. - جاءت معالجة ذلك بمخدِّر مؤقت، تمخض في البدلات التي أُقرَّت قبل سنوات، وللأسف لم تعالج المشكلة الأساسيَّة في النظام نفسها، رغم قيام مشروع آفاق التي شارك فيها العديد من أعضاء هيئة التدريس. - أعتقد أن التوصل لنتائج جيدة تصب في مصلحة تطوير نظام الجامعات، ولكن للأسف لم يرَ النور بطريقة ملموسة، ولا تُعرف الأسباب. - كان الجميع ينتظر تطبيق بعض المواد التي تعتبر من مقوِّمات التطوير الأساسيَّة هي استقلال الجامعات، ابتداءً بنظام تطويري يمنح الجامعات استقلاليَّة حقيقيَّة عن جميع السلطات، كما هو معمول في الجامعات التي حقَّقت قفزات هائلة على مستوى التدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع. - لابدَّ من آليَّات جديدة لتعيين مديري الجامعات حسب الكفاءة والخبرة، ووجود مشروع حيوي قابل للقياس لمن يريد أن يكون مديرًا لهذه المؤسسات. - نفس الكلام ينطبق على العمداء، ورؤساء الأقسام، ووجود نخبة من ذوي الخبرات الأكاديميَّة والمهنيَّة في مجلس إداراتها يمتلكون نفس التوجه مع آليَّات واضحة لترشيحهم من قِبل إدارة الجامعة. - المعلومات الأوَّليَّة تشير إلى جملة من التغيُّرات في النظام الجديد، كما تمَّ تداوله، منها إنشاء وقف مستمر للجامعات، ومصادر للاستثمار، وهذا يتوافق مع رؤية المملكة الجديدة، على الرغم من وجود هذه الأوقاف سابقًا (وقد بدأت بها جامعة الملك سعود، وجامعات أخرى قبل عدة سنوات)، ونتمنَّى وجود آليَّات واضحة لذلك. - هناك قضيَّة رئيسة قد طالبت بها الجامعات من قبل، وهي قبول الطلاب غير السعوديين برسوم تدريس تقرّرها اللوائح الداخليَّة للجامعات. - الإجراءات الجديدة نقلة نوعية لحل مشكلات بعض الأخوة الذين يعملون في المملكة لتدريس أبنائهم بالقرب منهم، ولكن هل جامعاتنا جاذبة للطلبة غير السعوديين للدراسة فيها؟ وما هي مقوِّمات جامعاتنا لجذبهم؟ - أعتقد أن الإجابة قد تكون في طيَّات هذا النظام الجديد! ولكنَّها خطوة جيّدة بالتأكيد. بالإضافة إلى تشكيل لجان لدراسة وضع الجامعات التي لم تحصل على الاعتماد الأكاديمي، وهنا مربط الفرس؛ لأن الحصول على الاعتماد الأكاديمي هو نتيجة نظام متطوّر للجامعات يتيح للجامعات التفوّق من خلال المنظومة، وليس عمل ورقي فقط. فالاعتماد الأكاديمي يعني محصلة للتفوّق في النظام الإداري والتعليمي في الجامعة. - تشكيل لجان للدراسة اعتراف ضمني بوجود مشكلة، وأي عضو هيئة تدريس يعرف الأسباب، ويعلم الحلول بسهولة يقينًا، ولكن نقول: إنّ الأمل معقود في أن التطوير حتمي في الجامعات بعد وجود رؤية المملكة، ويجب أن تتحرَّك الجامعات للحاق بالتغيير للأفضل، وإلاَّ سوف تكون في عبء على المجتمع الذي تعمل فيه. عزت: إبداع ومرونة وسرعة في الإنجاز الدكتورة سمية عزت شرف وكيلة كليَّة التربية - الجامعات الأساس القاعدي للتعليم في المجتمع المحلي والدولي، وهي المحور الأهم في تقدُّم الأمم وحضارتها، فمسؤوليتها كبيرة في إعداد الأجيال، وتهيئتها لتكون واجهة التعليم العالي المعرفي، وفقًا لروية المملكة 2030. - جاء مشروع نظام الجامعات المتوقع تطبيقه بمجموعة من الإستراتيجيَّات المعنيَّة بتحقيق الاستقلال الأكاديمي الجامعي، وتمكين الجهاز الإداري من دعم القرار الداخلي بالجامعات. - يزيد من سرعة الإنجاز، وكفاءة الإنتاج، وتحقيق اشتراك القطاع الخاص، بالإضافة إلى تعزيز الرؤية الذاتيَّة للتقييم؛ ممَّا يشجِّع على تحقيق الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي الوطني والدولي للكليَّات والإدارات. - يُعدُّ هذا المشروع -كما جاءت حيثياته المختلفة- خطوة لتحقيق المزيد من الإنجازات ذات العلاقة بالدور الجامعي في التعليم، والمجتمع بشكل مستقل مرن؛ ممَّا يسمح بالإبداع في مجال التنمية والتطوير والخدمة البحثيَّة والمجتمعيَّة. - لابدَّ من قراءات إيجابيَّة في مؤشرات الأداء المخصَّصة لوزارة التعليم، وما ذلك إلاَّ بالاختيار الجيد للقيادات الأكاديميَّة، وتوظيف الإمكانيَّات، والطاقات البشريَّة، ووضع الأهداف الخاصة للعمادات والكليَّات بما يخدم الأهداف العامَّة. الحسيني: رفع المستوى العلمي في الجامعات الدكتورة منى الحسيني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام - إنشاء وقف تعليمى يصرف منفعته في مجال التعليم العالي، يُعدُّ بمثابة الرجوع للدور الفعَّال للوقف الذي كان عليه من قبل، والذي أدركه الاستعمار حينما بسط نفوذه على الدول الإسلاميَّة. - الاستعمار عمد إلى القضاء على المؤسسات الوقفيَّة التي كانت تدعم الطبقة المتعلِّمة الواعية لذلك، فإنشاء هذا الوقف اليوم يُعدُّ من أسباب النهوض بسياسة الوقف من جديد، وإحياء هذه السُّنَّة الحميدة. - قبول الطالب غير السعودي في الجامعات السعوديَّة سوف يعمل على زيادة المنافسة بين الطلاب؛ ممَّا يعمل على رفع المستوي العلمي في الجامعات. - يصب هذا في صالح الجامعة سواء علميًّا ممَّا يؤهِّلها للحصول على الجودة، أو ماديًّا خاصًّا إذا كان قبولهم مقابل رسوم يمثِّل إيرادات خاصة لكل جامعة. الدكتورة فاطمة عاشور: رقابة مالية لعوائد الاوقاف - إنشاء الأوقاف معمول به في العديد من الدول، ولكن لا بدَّ من التعامل مع دخل الأوقاف بمراقب ومتابع، بحيث تتم الاستفادة منه في دعم أهداف الجامعات. - ميزانيَّة الدولة تشدد على أهميَّة إخضاع عوائد الأوقاف لرقابة ماليَّة. - من المهم وضع نظام مقنن لدخول الطالبات غير السعوديات الجامعات، بحيث لا يُفسح المجال لكلِّ مَن هبَّ ودبَّ، وحتَّى تكون الجامعات للمتميزين، وأن لا يكون ذلك على حساب أبناء الوطن.