الأربعاء 29/6/1421ه 27/9/2000م سجلوا في ذاكرتكم هذا الاسم,, واكتبوا حروفه على جدار قلوبكم من الداخل بأحرف من ذهب,, هادي صوعان,. انه البطل الذي دخل تاريخ الرياضة السعودية من أوسع أبوابها,, منذ لحظة معرفتنا بالرياضة وحتى لحظة صعوده منصات التتويج,, أمس الأول. سجلوا في ذاكرتكم,. هذا الحدث التاريخي الذي أعاد اكتشافنا من جديد,, أعاد صياغة عقولنا وأفكارنا,, أعاد برمجة خططنا ومشاريعنا المستقبلية,, أعاد رسم خريطة طموحاتنا وأحلامنا من جديد,. سجلوا في ذاكرتكم,. يا أهل الرياضة,, يا وطني,, كيف استطاع مدرس التربية الرياضية البسيط في كل شيء إلا من احلامه وطموحاته,, وعزيمته واصراره القادم من قلب الوطن,, فكل شبر من أرجاء الوطن هو بلده وموطنه,, مدينته وقريته,, فالوطن هو الذي أنجب بطلنا السعودي الأولمبي العالمي هادي صوعان وليست الطائف ولا أبها,, إنه نتاج الوطن,, انه غرس فيصل بن فهد يرحمه الله ليتك كنت معنا,, وهادي يجندل أبطال العالم في أكبر أولمبياد تاريخي عرفه العالم في الألفية الثانية وبداية الألفية الجديدة,, ليتك كنت معنا يا فيصل,, لترى أحد ابنائك الذين سهرت من أجلهم,, ووهبتهم رصيد عمرك وزهرة شبابك,, ليصعدوا ذرى المجد الأولمبي,, وهو يحقق لوطنك أول ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة السعودية,, وهو الحلم الذي كنت تنتظر قدومه في كل دورة أولمبية,, فلا يأتي الحلم,, ولا تعرف التعب,, أو اليأس,, بل تواصل العمل والجهد والسهر,, وقلبك المسكون بالحب لشباب وطنك يخبرك همسا,, ان هذا الحلم آت لا محالة وسيبصر النور على يد أحد ابنائك الذين هيأت لهم وعلى مدى ربع قرن كل أسباب النجاح وكل مقومات التفوق,, وقد كان,, فالحلم أمسى حقيقة ولأول مرة,, تكتحل أعيننا برؤية اسم المملكة العربية السعودية مزدانا على قائمة ميداليات الدول,, لأول مرة يرتفع العلم السعودي على منصات التتويج الأولمبية,, لأول مرة تلمس أيدينا وتعانق عيوننا ميدالية أولمبية رغم كثرة مشاركاتنا,, في الدورات الأولمبية,, اننا أمام تاريخ جديد,, في كل شيء للرياضة السعودية منذ وضعنا الإنجاز الأولمبي التاريخي لهادي صوعان أمام مسؤولياتنا,, كل في مجاله,, وسنأتي على ذلك في مقال آخر,, لكنني وبهذه المناسبة التاريخية أريد السماح لي بممارسة شيء من الأحلام المشروعة. أحلم باستقبال شعبي تاريخي لهادي صوعان عند عودته من سيدني,, حافلة مكشوفة,, تسبقها الدوريات وتتبعها مئات السيارات,, أريده ان يشعر فعلا وليس كلاما في الهواء انه حقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق لبلده ولعالمه العربي إذ لم يسبق لأي بطل عربي الفوز بميدالية أولمبية في سباق 400 متر موانع الذي يعرف بسباق الموت لصعوبته البالغة. تطوف به الحافلة شوارع الرياض حتى وصوله مقر اللجنة الأولمبية السعودية,, ويتكرر هذا المشهد في محافظة جدة. احلم بتكريم غير عادي من قائد المسيرة وباني النهضة المباركة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني للبطل الأولمبي هادي صوعان. أحلم بتكريم خاص من ربان الحركة الرياضية الماهر الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد,, والأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى للبطل هادي صوعان. أحلم بتكريم خاص من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ومن الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة للبطل هادي صوعان بوصفه أحد أبناء مدينة جدة,. أحلم بتسابق الشركات والبنوك والمصانع الوطنية لتكريم البطل هادي صوعان تكريما يليق بإنجازه الأولمبي التاريخي وهديته الوطنية التي لا تقدر بثمن,. هذه الأحلام والتي لا أشك في إمكانية تحقيقها على جانب كبير من الأهمية,, لماذا؟؟ لأنني أريد أن يشعر البطل هادي صوعان بقيمة ما أنجز لرياضة وطنه في أكبر وأرقى وأعظم ملتقى رياضي على وجه الأرض,, فيواصل مشواره بحثا عن المزيد من الإنجازات العالمية. هذا أولا، وثانيا,, تحفيز أبطالنا في الألعاب الأخرى للسير على خطى هادي,, البطل الأسطوري,, الأنموذج,. وأخيرا هذه تهانينا الخالصة لكل من كان وراء هذا الإنجاز التاريخي الذي رفع رؤوسنا عاليا بين الأمم واكد للعالم ان الرياضة السعودية مازالت بخير وان شباب المملكة العربية السعودية قادر على احتراف الابداع,, ومعانقة المجد شأنه في هذا شأن ابطال العالم,, بدءا بالأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف ومرورا بالأمير نواف بن محمد صانع هذا الإنجاز فهو الذي اختار مدرب هادي وتعاقد معه,, وهو الذي هيأ للبطل كل عناصر الابداع,. وهو الذي تعهده بالرعاية والمتابعة والاهتمام وانتهاء بالبطل الأولمبي هادي صوعان ,, بطل الأبطال ونجم النجوم بلا منازع,, وبلا منافس فألف,, ألف مبروك لمن طبع على جبين الوطن قبلة حب ووفاء في أغلى أيامه اليوم الوطني المجيد.