الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وبعد. اذا كانت الشعوب والدول تفاخر بأيام مجيدة في تاريخها فان اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يبقى ذلك اليوم الخالد في ذاكرة الانسان والتاريخ لأنه ليس ككل الانتصارات والتحولات التي يصنعها القادة، فاليوم الوطني ارتباطه وثيق وحدثه أكبر لأنه جاء بلغة الاسلام وكلمة التوحيد الأبدية ليضع المعجزة على أرض الجزيرة على يد أعظم رجالاتها بل رجالات التاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله فكان يوما موحدا للعقيدة والقلوب والأرض يوم التحولات يوم الاشراق يوم عبدالعزيز الذي أشرقت فيه بحول الله ثم عزم الملك الموحد أنوار العلم والبصيرة وارتفعت راية التوحيد شامخة تردد صداها السهول والجبال والوديان لينطلق هذا الكيان الشامخ في كبرياء ورفعة تشع أنواره سماء العالم وتتسامى قيمه فوق كل المبادىء الدنيوية ويأتي عطاؤه نقيا صادقا لتصبح المملكة العربية السعودية بلد الاسلام والسلام بلد العطاء والبذل حاملة هموم المسلمين في شتى أقطار العالم راعية لشؤونهم. ان المقاصد النبيلة والنوايا الحسنة تحقق الغايات الرفيعة فالملك عبدالعزيز رحمه الله عندما عزم على توحيد شتات الجزيرة العربية لم يكن هاجسه السلطة أو الزعامة، بل كان يؤلمه رؤية أبناء وطنه وهم منغمسون في مهاوي الشرك والخرافات تتنازع قبائله، القتل والنهب لأتفه الأسباب وتقسو الحياة على صغيرهم ومسنهم والحياة هكذا تسري في ضياع وهلاك، ظلام دامس في العقيدة والحياة للقوي, فلم يكن أمامه رحمه الله الا انقاذ هؤلاء الخلق من الهلاك، فصدق جل جلاله: إن تنصروا الله ينصركم فكان لعبدالعزيز ورجاله المخلصين النصر المبين ولم يكن سلاحه سوى قوة الايمان كلمة التوحيد المخلصة من الرجل المؤمن المخلص لربه ووطنه فانتظمت له البيد والسهول والجبال حبا وولاء لتغدو كما نراها اليوم صفحات نور واشراق عمت اجزاءها الحضارة وسادت ربوعها الأمن والرخاء، فعلى نهج الموحد سار أبناء الملك من بعده سعود وفيصل وخالد يرحمهم الله حتى عهد الفهد الباني يحفظه الله حيث سطر أبناء الموحد صورة صادقة في العطاء وترجمة لمدرسة أبيهم الموحد في جعل المملكة نموذجا مميزا في التطور والحضارة وبناء الانسان وحمل راية الاسلام مما جعلها مكان احترام وتقدير العالم لسرعة تطور حضارتها واحترام ثوابت قيمها وتفعيل دورها الرائد في ارساء دعائم السلام. لا شك ونحن نسترجع هذه الذكرى العظيمة نستشعر أهمية هذا اليوم وما حققه من نقلة هائلة في حياة انسان هذا الكيان مما يتوجب علينا الدعاء للموحد بالمغفرة والرحمة لقاء ما غرسه لهذه الأجيال ولأمته ولدينه ولأبنائه الملوك من بعده الذين أسهموا في بناء المملكة الى أفضل السبل والأساليب الحديثة مما كتب لها نهضة تطويرية سابقت أحداثها عمر الزمن، وندعو للملك الفهد يحفظه الله بدوام الصحة مستشرفين في عهده الميمون وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني عهدا مشرقا مزدهرا وضاء جعل من المملكة اسما لامعا بين دول العالم في كافة المجالات، فليحفظ الله لنا الفهد ذخرا وسندا لأمته العربية والاسلامية وليغفر الله للموحد البطل عبدالعزيز ويسكنه أعالي جناته, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الأمير فيصل بن محمد بن سعود