يوم غادر محمد بن فهد بن سويلم منطقة حائل إلى منطقة نجران للعمل وكيلاً لإمارتها,, لم يكن هذا الأمر عادياً على أهلها صغيراً وكبيراً، فقد عرفوا هذا الرجل وعايشوه وعاش معهم في أفراحهم وأحزانهم وترك فيهم أجمل معاني الإنسانية والطيبة والتعامل الأخلاقي الرائع الذي يعكس ما يتمتع به ذلك الرجل الرائع. محمد بن سويلم,, شخص غير عادي على الاطلاق,, ولهذا فإننا وبالقدر الذي نأسف فيه على فراقه,, بهذا القدر أيضاً نحمد وجوده الذي استمر بيننا هذه السنوات الخمس والتي تعادل في عددها خمسة أيام لنعيش في تعامل أخلاقي مع أخ رسمي يتفاعل مع أدق أحاسيسنا ومشاعرنا ومشاكلنا وأمور حياتنا,, كبيرنا وصغيرنا,, ضعيفنا,, وقوينا,, وجعل الفارق بيننا وبينه خطوة يحرص دائماً ومسرعاً على أن يتجاوزها ليلتقي بنا ويشاركنا كل همومنا. من عرف هذا الرجل عن قرب,, أدرك لماذا كل هذا الحب؟ وكل هذا الأسف على فراقه؟ ولماذا نندب حظنا العاثر الذي أبعدنا عنه؟ لا شيء أكثر من القول انه رجل عظيم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى تمتع بخصال نادرة ونبل وكرم وتفان لا محدود من أجل الآخرين. لقد ضحى الرجل بوقته وجهده ليخدم بكل أمانة وصدق أبناءه واخوانه في منطقة حائل,, وليس غريباً ان ترى الجميع مجمعين على محبته وتقديره,, لأنه حفظ لهم في قلبه وعقله ومشاعره مثل ذلك وظل في كل ساعات يومه يضفيها على الجميع دون استثناء. إن كل من تعامل مع هذا الرجل,, يعرف عن قرب لماذا كل هذا الحب؟ ولكن وبالرغم من كل هذا,, أعترف بالتقصير اننا حفظنا ما نهنئه عليه من هذه الخصال التي لا تتوفر إلا في النادرين أمثاله,, واكتفينا بذلك,, وكنا نود لو أمهلنا الزمن لترجمة كل هذا,, إلى شيء ملموس يحمل في معانيه التقدير والحب الذي تختزنه قلوبنا لهذا الرجل. أكثر من هذا,, هنيئاً لك أبا سلطان ما سمعته من أبناء مجتمع منطقة حائل,, لقد تركت فيهم أثراً طيباً لا ينسى وسوف يتذكرك مجتمعي الطيب كثيراً. وهنيئاً لمنطقة عزيزة هي نجران على تواجدك بينهم. إن عظمة الرجال تكمن في عظمة مسؤولياتهم,, وها أنت أمام عظمة المسؤولية من جديد,, نتمنى لك التوفيق وعزاؤنا الوحيد,,أن صوتك لا يزال حياً بيننا. وقبل ذلك عزاؤنا في حائل المنطقة تواجد أميرها الرائع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن وسمو نائبه الأمير عبدالعزيز بن سعد ثم وكيلها سعادة الأستاذ سعد البقمي الذي نتمنى له التوفيق لخدمة منطقتنا الغالية. عجلان عبدالعزيز العجلان حائل