الحمد لله ولي النعماء، تفرد بالعز والبقاء والوحدانية والكبرياء، وقضى بالفناء على كل الأحياء ف كل من عليها فان و كل نفس ذائقة الموت ومن حكمته البالغة وحجته الدامغة ان جعل الموت كأسا تدار على الأنام ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . حمى القضاء وكل حي هالك إلا الإله الواحد القهار سبحانه وإذا انتهت المدة لم تنفع العبرة، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وصدق من قال: وإن أمت فقد تناهت مدتي وكل شيء بلغ المدى فقد انتهى! إنها عبرة الموت وأي عبرة، وياسعادة من كانت له فيه نظرة وفكرة. لكل أناس معتبر بفنائهم فهم ينقصون والقبور تزيد ومشهد الموت، واستدامة التأمل في المآل وقرب النقلة من دار المهلة ترياق ناجع ودواء نافع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فالأمر قضاء مبرم وقدر محتم، لا خلاص منه ولا مناص. إنك ميت وإنهم ميتون ألا كل حي هالك وابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق!! هو الموت ما عنه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب والسعيد السعيد من قدم لنفسه من دنياه ومهد لقراره في أخراه وأبقى له بعد رحيله لسان صدق في الآخرين، وذكرى طيبة ومحبة في قلوب المؤمنين، كما قال الحق سبحانه :إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا والمرء في هذه الحياة حديث يعده والموفق من طيب ذكراه في عقباه فإذا ما ذكر هش الناس وبشوا لذكراه ، وسحت له ألسنتهم بالدعوات والرحمات فذاك وأيم الله الذي تحزن النفوس لفراقه وتسعد للقياه وعناقه. هذا الصنف هو الذي تبكيه البواكي ويتوجد لرحيله اليتامى والأيامى والمحرومون والمعدومون بل يبكيه الحجر والشجر وموضع سجوده وركوعه كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه. وبالامس القريب فوجئنا بل فجعنا بوفاة عزيز علينا وأثير لدينا والد الجميع الشيخ علي بن محمد آل منيف، كبير لأسرة ورجل الخير والبر والبذل والاحسان رحمه الله وأسبغ عليه الرحمة والرضوان ، وبوأه منازل الكرامة في الجنان. وألهمنا وجميع أبنائه البررة الأوفياء الصبر والسكينة والسلوان، وجعلنا وإياهم من الصابرين الشاكرين المبشرين من ربهم بالصلاة والرحمة والهداية ولا نقول إلا ما أمرنا بقوله عند المصاب إنا لله وإنا إليه راجعون . وإني أعزي في هذا المصاب نفسي أولا ثم أعزي في فقيدنا الغالي أبناءه البررة الميامين : الشيخ محمد بن علي المنيف والشيخ عبدالعزيز، والدكتور عبدالله وكافة أبنائه واحفاده. وإلى سعادة الشيخ العم صالح بن إبراهيم آل منيف مدير فرع وزارة العدل بمنطقة مكةالمكرمة وإلى كافة أبنائه ومحبيه وأهله وذويه , رحمه الله وأسكنه الجنة وعموم أموات المسلمين. فهد بن عبدالعزيز الحمد الوهيِّب