اطلعت على ما كتبه لعزيزتي في الجزيرة الأخ الزميل عبدالرحمن عبدالله بتاريخ 12 جماد الثاني الجاري تحت عنوان الكاتب وقع في متناقضات في اشارة الى ما كنت قد كتبته في عدد سابق عن بعض منتقدي مستشفى الرس ولمزيد من البسط والايضاح استميح الأخوة في غاليتنا الجزيرة واستميح الكاتب عذرا في ابداء الملاحظات التالية. 1 ليس فيما كتبته شيء من التناقض الحقيقي وكلامي بحمد الله يكمل بعضه بعضا لأنني لا أكتب الا ما أعرفه تمام المعرفة وما تصوره الكاتب من متناقضات فناجم مع الأسف عن سوء فهم ومشكلة سوء الفهم هذه مشكلة أزلية عانى منها الأقدمون قبلنا وقال قائلهم: وكم من عائب قولا سديدا وآفته من الفهم السقيم 2 تجاهل الأخ الكاتب كل المآخذ والملاحظات التي ذكرناها حول المكتبة العامة ووصفها بأنها صرح علمي هام ومن شأن هذه المعلومة المخالفة للواقع المشاهد ان تقلل الثقة في مصداقية الكاتب وتشوش على الآراء والكتابات المخلصة التي ترصد السلبيات وتحاول ايصالها إلى المسؤولين لمعالجتها وتبقى مثل هذه المرافق على علاتها والكاتب في مثل هذا الموقف إما انه يعبر عن رأيه الشخصي كأحد منسوبيها وإما انه وهذا هو الراجح لا يقصد المعنى الظاهر لهذا الوصف وانما يقصد المجاملة حتى لا يتهم بأنه يوجه النقد الى جهة عمله فيتعرض للمساءلة، ولما اسماه بتصفية الحسابات بين المرؤوسين ورؤسائهم التي لا وجود لمثلها في بلادنا فالجميع أخوة يتعاونون على الخير والثقة المتوفرة بفضل هذه الأخوة فوق كل خلاف في الرأي وقبل ذلك وبعده فان السلطة بحمد الله قد كفت يد الصغير والكبير من الرؤوساء حتى عن مجرد التفكير في ان يمارس أي تسلط على مرؤوسيه. أخلص الى القول بأن هذه المكتبة مجرد مكتبة عادية كغيرها من المكتبات العامة القائمة في المدن الصغيرة ولكنها تقل عن غيرها من المكتبات في ان الاستفادة منها بحالتها الراهنة ما تزال محدودة جدا بسبب وجودها في بيت شعبي عمره يزيد على الثلاثين عاما وفي حي قديم تكثر فيه الخرائب والبيوت الطينية المهجورة أو المسكونة بالعمال هذا عن حالتها من الظاهر، أما من الداخل فالله أعلم ولكن في الغالب تدل المظاهر على المخابر، مما جعلها شبه مجهولة وغير مرغوب في ارتيادها من الجميع الا للضرورة. 3 يحتج الأخ الكاتب بأن التعليمات تمنع الموظف من الكتابة عن نواقص الجهة التي يعمل بها وانه لهذا السبب لا ينتظر منه أن يكتب عما في المكتبة من تصور وأقول لماذا لا يتوجه بكتاباته الى مسؤوليه تحريريا أو شفويا وهو مما تسمح به التعليمات، واذا كان قد فعل فلماذا لم يشر الى ذلك أم انه أيضا يخشى من المسؤولين وأين هي ثمرة جهوده واهتماماته من أي طريق باصلاح حال أقرب المرافق اليه اذا كانت كتابته عن المرافق الأخرى ناجمة عن الاهتمام بالمصلحة العامة وليس رد فعل الموقف أو مشكلة خاصة. وأبشر الأخ الكاتب انه قد وقع فيما كان يحاذره فقد تسبب في توجيه النقد الى جهة عمله من قبل الغير بسبب ما وجهه هو من انتقادات لجهة عمله. وأجد من المناسب هنا أن أهمس في أذنه قائلا: ليتنا لا نخالف من تعليمات العمل الا في هذا الجانب اذن لهان الأمر ولأمكن التغلب على هذه المشكلة ولكنها مخالفات كثيرة تتعلق بالمحافظة على الدوام والاخلاص في أداء الواجب والتعاون الحسن مع الجمهور ومصالح الناس ومخالفة في تضييع ما تحضره من الدوام في الثرثرة وقراءة المطبوعات ومخالفة في التعامل بالواسطة والمحسوبية ومخالفة للتعليمات في استغلال الوظيفة لتحقيق المصالح الخاصة وتبادلها مع الآخرين وغير ذلك من السلوكيات التي يوجد لها من التعليمات المشددة ما لا يخفى أمره على أي موظف ومع ذلك تخالفها جهارا نهارا أم ان المهم في نظر الأخ الكاتب ان نتقن من التعليمات بما يرون لنا وبما لا تنفعنا مخالفته بشيء ثم لا نتحرج من امتداح أنفسنا كما فعل الكاتب بقوله انه يعرف ما يجوز له وما لا يجوز. 4 بالفعل هناك حاجة لأن يعاد النظر في مثل هذه الادارات الخاملة قليلة النفع فاما ان تحسن أوضاعها لتؤدي الغرض الذي انشئت من أجله في خدمة المجتمع أو تصفيتها والاستفادة من موجوداتها في مواقع أخرى ولا عبرة باحتجاج الأخ الكاتب بأن الدولة أعانها الله في تحمل مثل هذه التكاليف قد وصفتهم وتصرف مرتباتهم أقول لا يحتج بهذا على انه مبرر كاف لاستمرارية هذه المكتبة بهذه الصفة فهي شبه منسية من المجتمع وقد تكون كذلك من قبل الجهة التابعة لها وأذكر على سبيل المثال مركز الأمراض الصدرية بمدينة بريدة الذي أثمرت اعادة النظر في وضعه من قبل المسؤولين الى تصفيته كمرفق مستقل لأن المصلحة تتطلب ذلك وتجزئة موجوداته بين مستشفى بريدة المركزي وبين مستشفى الرس وهي بالمناسبة من التغيرات الايجابية التي نثمنها لسعادة المدير العام د, ياسر الغمدي حتى وان كانت نسبة التوزيع ونوعيته غير مرضية لمستشفى الرس, وأخيرا فانني لا أساوي في الأهمية بين مستشفى الرس وبين جهة عمل الأخ الكاتب ولا أرى حتى مجرد المقارنة للمستشفى ولكنني فقط أدعو الى نوع من التوازن والاعتدال في توجيه النقد بما يخدم تصحيح أحوال كافة المرافق بدلا من التركيز على مرفق بعينه بسبب أهميته الخاصة. محمد الحزاب الغفيلي