تابعت ما كتبه حماد السالمي عن محافظة الرس في عدد الجزيرة 12470 وقرأت ذلك جيداً ودققت فيه كثيراً فوجدت التخبط، والمخالفة الصريحة للحقيقة في كثير مما ذكر، ولي عنق الحق فيه، حيث ذكر رؤى وروايات عن الرس أكثرها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، بل إن بعضها تصرفات سليمة رأى - من وجهة نظره - أنها مخالفة وفيها تطرف وتشدد، خاصة فيما يخص الأمور التعليمية والاحتفالات، وقد أثنى في بداية مقاله على المحافظة وأهلها، وليته لم يفعل ذلك؛ لأنه أثنى ثم انتقد واتهم وصال وجال وأخذ يفصل ويبين بعض الأحداث التي نقلت له من بعض الأشخاص الذين آثروا مصالحهم الشخصية على حساب الحقيقة التي تبدو واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، والتي أراد الكاتب - هدانا الله وإياه - إخفاءها. ولأهمية الموضوع ودفاعاً عن محافظتي التي مدحها وأثنى على أهلها في بداية مقاله وأفسد ذلك المديح والكلام المليح عن الرس بحديثه عن بعض النقاط التي أزعجتني كثيراً، كما أزعجت أهالي الرس، خاصة إنها مواضيع لا داعي لإثارتها، إضافة إلى أن ما تطرق إليه فيه الكثير من المغالطات وطمس الحقائق، ويا ليتنا من مدحه سالمون. وعلى العموم هذه أسطوانة أكل عليها الزمان تعودنا عليها منه ومن بعض الكتاب الذين يركزون في أغلب كتاباتهم على النيل من المؤسسات الخيرية، وكل ما له صلة بذلك، وهي أمور سمعنا وقرأنا عنها كثيراً، والحمد لله أن الكثير من أفراد المجتمع لا يخفى عليهم شيء، والحقيقة لا تجهلهم، ويميزون بين الحق وخلافه، ولا تنطلي عليهم تلك الكتابات، وإظهاراً للحقيقة التي أراد أن يحجبها أحببت أن أوضح بعضاً مما جاء في كلامه: 1 - عنون لمقاله بكلمات تدل على أن ما يجري في الرس أمور عظيمة كما صورها بقوله: (ماذا يجري في الرس؟)، والحقيقة أن كل ما يجري في الرس خير، ولا يوجد ما يعكر صفونا وينغص علينا حياتنا، وما ذكره في مقاله من تصورات وتخيلات نُقلت له فكتبها دون تثبت وهي عادة بعض الكتاب الذين يبحثون عن العثرات ويصطادون في الماء العكر دون تثبت وينقلون الأنباء دون تثبت لأغراض وهوى في نفوسهم. 2 - بالنسبة لمحاضرة (الفدائي الأول) التي قال عنها إن لها إعلانات على أبواب المساجد في الوقت الذي تواجه فيه قواتنا الأمنية مجموعة من المحاصرين في أطراف محافظة الرس فهي سلسلة لقصص السيرة اعتاد أحد المشايخ الفضلاء إلقاءها أسبوعياً، ولا ذنب له أنها وافقت تلك الأحداث، ثم إن الشيخ في ذلك اليوم قد حولها لمحاضرة عن الإرهاب تحدث فيها عما يجري في بلادنا من إرهاب وتكلم عن ذلك مفصلاً. وهنا أقول: تثبت يا سالمي ولا تعتمد على وكالة يقولون التي جعلتك تتخبط وتقول ما لا علم لك به إلا من مقولة فلان وفلان الذين لا هم لهم إلا النقل الخاطئ الذي يسيء للآخرين، فهل تعي ذلك وتصحح معلوماتك وتعترف بأنك لم تصب الحقيقة؟ أرجو ذلك. 3 - إذا لم يكن من يتولى القيادات التعليمية وغيرها من أهل الخير الذين يحملون الأمانة التعليمية ممن هم أهل لذلك فمن تريد أن يتولاها إذاً؟ هذا إن صحت رواية من نقل لك، وإن كنت أعلم علم اليقين أن هذا الكلام ليس بصحيح، علماً بأن وزارتنا الموقرة ومن خلفها إدارة التربية والتعليم في المحافظة حريصون كل الحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فلمَ نتدخل في عملهم ونحاسبهم على ذلك ونحن ممن لا يحق لهم ذلك، وأنت بعيد عن الرس ولم تزرها؟ وكيف تحكم وتكتب عنها ما كتبت دون تثبت أو علم؟ فابتعد عن اتهام الآخرين وظلمهم. 4 - بالنسبة لقضية المعلم الذي نزل من تدريس الصف السادس إلى الصف الثاني، لا كما قلت الصف الأول! فهذه قضية أجهل أنا وأنت خفاياها وإدارتنا الموقرة أعلم بما جرى وبما حدث؛ لذا حققوا ورأوا هذا الحل المناسب وهم أدرى منا جميعاً، ومن الظلم أن تحكم عليهم بالخطأ وأنت بعيد عن الحدث، فكيف سمحت لنفسك بالحديث عن هذا الموضوع وأنت لا تدري عن الموضوع وخفاياه، ويا ليتك سألت حتى تتأكد مَن الظالم ومَن المظلوم في قضية هذا المعلم. 5 - أما قصة الشريط الذي يفند الجهاد الأفغاني والذي وزع في إحدى المدارس فإن ما قام به الإخوة في إدارة التربية والتعليم من تحقيق مع هذا المعلم ومساءلته عن توزيعه إجراء نظامي بحسب تعميم وزارة الداخلية ومن بعدها وزارة التربية، والذي يفيد منع توزيع أي شريط مهما كانت مادته أو نشره دون أخذ الإذن من المسؤولين كلاً بحسب المسؤول عنه، فهل تريد من الإدارة مخالفة أمر ولاة الأمر - حفظهم الله - فيما ورد منهم من تعاميم تمنع توزيع أي نشرات وأشرطة ما لم يصرح بها، سواء من وزارة الثقافة والإعلام أو بعد التصريح من قبل المسؤولين، وهو عين العقل؛ حتى لا يكون الأمر مشوباً بالفوضى؟! إنني أدعوك إلى التعقل وعدم التسرع في الكتابة؛ حتى لا تكون عرضة لفقد مصداقية القارئ بك، وكلما زدت تخبطاً في كتاباتك قلت قيمتك، وتركيزك على الكتابة عن المناشط الخيرية هو الذي سيوصلك لهذا فكن على حذر، واكتب ما يكون شاهداً لك يوم القيامة ويقربك من ربك ومن الناس، واترك أهل الخير وشأنهم، فقط عليك المناصحة إذا رأيت من يخالف، وستجد منا آذاناً صاغية وقلوباً واعية، وشكراً جزيلاً. 6 - بالنسبة لما ذكرته عن مديرة دار الرعاية الاجتماعية السابقة وما حصل لها، كما زعمت ونقل لك، فأنا وأنت وغيرنا لا دخل لنا بموضوعها؛ لأن هناك جهة مسؤولة عنها وهي التي تتولى أمرها وتعلم علم اليقين عن سبب إخراجها فاتركها وشأنها إذا كنت تبحث عن الحق، وليس من رأى كمن سمع، وأنت تعلم أن أغلب ما ينقل من كلام بين الناس كذب في كذب، وكم من إنسان افتري عليه وظلم بسبب فلان وعلان الذين لا هم لهم إلا تتبع العثرات واصطياد الزلات والتجني على عباد الله. 7 - الاحتفالات التي أقامها أهل الرس في هذا العام بمناسبة العيد هي التي نريدها ونتمناها دائماً؛ لأنها لا تحمل أي مخالفة شرعية، فنحن انتهينا من صيامنا وكلنا أمل أن يغفر لنا ربنا خطايانا، فهل تريد أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ ونحن نعلم أن الفنون الشعبية التي تريد منا أن نقيمها محرمة في الشرع بفتوى من علمائنا الأجلاء وعلى رأسهم الشيخان عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين - رحمهما الله - فلماذا لا تتركنا وشأننا، خاصة أننا لسنا بحاجة إلى من يوجهنا ويعلمنا بالحق وبالطريق الصحيح؟ ولا غرابة أن تطالب أنت وغيرك وترى أحقية اقامة حفلات تشتمل على الفنون الشعبية؛ لأننا في آخر الزمان الذي تصبح فيه البدعة سنة والسنة بدعة، والحق باطلاً والباطل حقاً، كما ورد في الحديث، ثم إن هذا الأمر يعنينا ولا يعنيك بشيء؛ فلمَ تدخلت فيما لا يعنيك، ولماذا لا تدع الخلق للخالق؟! 8 - المخيم الدعوي الذي أقيم في الرس عن طريق مكتب الدعوة في المحافظة وذكرت أنه متزامن مع مناسبة اليوم الوطني مصرح له من قبل وزارة الداخلية وإمارة منطقة القصيم، ولو كان فيه خلل أو وقت إقامته غير مناسب لما صرح له وأقيم، ولكن دولتنا - حفظها الله - أدرى بكل شيء وتسير بخطى ثابتة لا يضرها كلام فلان وعلان؛ لأنها أعلم بمصالح المواطنين، ولا يمكن أن تسمح لأحد بمخالفة سياستها التي تقوم - ولله الحمد - على تطبيق شرع الله، وهذه حسنة من مئات الحسنات لدولتنا - حفظها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وبقية إخوانه الذين يسعون لكل خير؛ بحثاً عن رقي وأمن هذه البلاد، مدركين أن الأمن لا يأتي إلا بتطبيق شرع الله المطهر، وهم يفعلون ذلك ويقومون به حق القيام - جزاهم الله عنا خير الجزاء - ، فهل بعد تصريح المسؤولين في الدولة تريد أن تواصل عتابك وتتهم وتلوم من كان السبب في ذلك، وتريد أن تحرمنا الأجر الذي يقربنا إلى الله زلفى؟ 9 - القناة الفضائية التي اعترض على وجود دعايتها على دفاتر الواجبات قناة طيبة ولا يقال ويعرض فيها إلا كل خير، تلك القناة التي أغنتنا وأغنت الكثير من أفراد المجتمع المسلم الذي يبحث عن كل ما يفيده في دنياه وآخرته عما سواها ما تلك القناة التي تعرض كل خير وفيها ما يغني المسلم عن غيرها، فحمداً لله على ذلك وجزى الله القائمين عليها كل خير، وشكراً للقائمين على مستشفى الرس الذين أحسنوا بإدخالها في المستشفى كقناة وحيدة تقدم كل خير للمسلم، تلك القناة الفاضلة الطيبة التي ينتقد الكاتب وجودها في المستشفى كقناة(وحيدة!) وهنا أتوقف وأدعو الله أن يهديني وإياك وجميع المسلمين إلى كل خير. صالح بن عبدالله الزرير التميمي