الفرد المسلم له حق ان تحمى نفسه ويصان عرضه ويحفظ ماله، ودين الاسلام جاء بضوابط شرعية تكفل للمسلم هذه المقومات وتحميه من اعتداء غيره عليه واعتدائه على نفسه ولاشك ان المجتمع الراشد المسدد هو ذلك المجتمع المثقف الواعي الذي يدرك ويعي اهمية اشاعة الامن والامان ويعرف الاسباب التي تضمن له حياة كريمة وآمنة, ويأتي في طليعة ذلك إتباع أوامر الله واجتناب نواهيه وتقوية الحس الديني في كل فرد من افراده، وذلك من خلال فهم النصوص القرآنية والاحاديث النبوية, ويتحتم الواجب وتعظم المسؤولية على العلماء والمشايخ ورجال التعليم والثقافة الذين بهم ينهض المجتمع ويتحلى بشرائع الدين حتى ينضج ويدرك ويفرق بين الضار من النافع، وعندما يعي الفرد الواجبات المكلف بها ويتعاون مع اخوانه ومجتمعه وامته تشيع بين المجتمع الطمأنينة وتنتشر السعادة ويطمئن الناس على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، فالامن في جوهرة هو استشعار المسلم نعمة الله عليه ومن ثم قيامه بشكرها فإن الله سبحانه لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم, فالحفاظ على النعم يكون بالشكر المتواصل المقيد لبقائها والشكر يتمثل بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية الاسرة تربية صالحة ومستقيمة على منهاج الدين القويم، وكذلك حماية شباب المجتمع من الضعف والخور والفتور وتقوية الوازع الديني لديهم من خلال الشريط والكتاب والمحاضرة والدورة العلمية في مسجد لحي ومناهج التعليم وبهذا المفهوم يتولد الوعي الامني لدى المجتمع وتقل الجريمة ويحارب الفساد ويأمن الناس على ارواحهم وممتلكاتهم واعراضهم, وفي بلادنا المباركة نتمتع ولله الحمد بالامن والامان ومرد ذلك تطبيق حدود الله والعمل بمنهاج الشريعة في كل جوانب الحياة حتى نتج عن ذلك مجتمعاً مثالياً يحترم الحقوق الفردية والعامة ويساهم في بناء التنمية ويساعد ولاة الامر في محاربة الجريمة, واستمراراً لهذه المعطيات فقد تبني ولاة الامر -يحفظهم الله- حملة توعوية اطلق عليها (الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الامنية والمرورية) والتي تهدف الى توعية المجتمع والاستفادة من كافة الخدمات المتاحة باسلوب علمي اعلامي، وكذلك حث المجتمع على التعاون في القضاء على الجريمة وقطع دابر الفساد والمفسدين واحترام الانظمة والقواعد المنظمة للمسيرة الامنية والمرورية وهو واجب مكلف به كل فرد منا على هذه الارض الطيبة, يبقى دور المواطن في التفاعل مع هذه الحملة وتحقيق اهدافها والتعاون مع مسؤولي الامن في مجال الامن والمرور. سليمان بن علي الضالع مساعد المدير العام لفرع الشؤون الإسلامية بالقصيم