السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: كل إنسان معرض للخطأ ولكن خير الخطائين التوابون إلا انني أرى في الأخ راشد آل دحيم هداه الله إصرارا على تخطئه من يجمع مشكلة على (مشاكل) والحق انه (راشد) سار على طريق من يمنع ذلك من غير أن يتعمق فيما يبدو لي في هذه المسألة. أقول: يمنع بعض الأدباء والباحثين جمع مشكلة على (مشاكل) ويحتجون لرأيهم بأن : 1 معاجم اللغة لم تذكر لها جمع تكسير. 2 ان الكلمة مؤنثة. فأصحاب هذا الرأي يكتفون بجمعها جمع مؤنث سالم. والصحيح أولا: ان أصحاب المعاجم لم يتعرضوا غالبا في معاجمهم لذكر الجموع القياسية مكتفين بأقيسة النحو والصرف. ثانيا: ثم إن هناك من اللغويين من صرح بصحة جمع التكسير على هذا الوزن (مفاعل) ومن هؤلاء الفارابي ت350ه ، فقد قال في معجمه (ديوان الأدب) 1/83 :وإذا كانت الزيادة ميماً مفتوحة فهو اسم الزمان والمكان والمصدر. هذا إذا كانت العين مفتوحة,, وما كان بضم الميم وفتح العين فهو اسم المكان والزمان والمصدر والمفعول من أَفعَل يُفعل، وإذا كسرت العين منه فهو اسم فاعل من هذا الباب ,, وجمعها جميعا بالهاء كان أو بغير الهاء : على (مفاعل) . ثالثا: ثم إن هذا الجمع ورد كثيرا في كتب اللغويين دون أن يثار وينقد ومن ذلك قول الفارابي في معجمه (ديوان الأدب )1/22: ابن مُنَاذِر (بضم الميم) شاعر، وبعضٌ يفتح الميم منه فيقول مَنَاذِر يريد جمع مُنذر . وقد استعمل الزبيدي في مستدركه كلمة (المشاكل) راجع تاج العروس مادة (شكل). رابعا: هذا الجمع ورد في القرآن الكريم من ذلك قوله تعالى: وحرمنا عليه المراضع من قبل . خامسا: يقول الدكتور أحمد مختار عمر أستاذ في علم اللغة :إنني رجعت إلى كثير من كتب اللغة لأحصي ما جمع من هذا النوع جمع تكسير فأحصيت ما يربو على الثمانين كلمة, ولا أزعم أنني أحصيتها كلها، كما لا أزعم كل ما جمع من هذا النوع جمع تكسير . وأذكر منها ما يلي: يقال: مُبسِق (بضم الميم وكسر السين) من أَبسَقت الناقة وقع في ضرعها اللبأ قبل النتاج وجمعا (مَبَاسِق) راجع القاموس المحيط للفيروز آبادي مادة (بسق). ويقال: مُخرِط (بضم الميم وكسر الراء)، الناقة تعقد لبنها تجمع على (مَخَارط) ومخاريط. ويقال: مُديِنة (الناقة دنا نتاجها ) وتجمع على (مَدَانٍ). ويقال: مُشدِن (بضم الميم وكسر الدال، الظبية شدن ولدها أي طلع قرنه) وتجمع على (مَشَادِن). راجع مادة (شدن) القاموس المحيط. ويقال : (مُعصِر) وتجمع على (مَعَاصِر) القاموس المحيط مادة (عصر). ويقال : (مُعوِز) وتجمع على (مَعَاوِز). ويقال: مُمجِر (بكسر الجيم، الشاة التي لا تستطيع النهوض) وتجمع على (مَمَاجِر). وغيرها كثير. ثم في نهاية كلام الدكتور: أحمد مختار عمر نراه يقول: وأظننا الآن بعد هذه الجولة الطويلة لا نجد حرجا في استعمال كلمات مثل :معاجم ومشاكل,, . (ومن هنا يتضح لنا ان مشكلة تجمع على مشكلات، وعلى مشاكل جمعا قياسيا مطرداً، وان لا ضير على من يستعمل جمع التكسير) راجع أزاهير الفصحى . أما قول ابن مالك: وبفعالل وشبهه انطقا في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى فالمراد بشبه (فعالل) ما ماثله عدداً وهيئة، وإن خالفه وزناً ك(مفاعل)و (فواعل) و (فياعل) و (أفاعل)، أي أن المفرد الذي زاد على ثلاثة يطّرد جمعه على مفاعل سواء أكان مختوما بالهاء، كمهلكة ومهالك، ومفازة ومفاوز، ومكرمة ومكارم، ومنقبة ومناقب، ومشكلة ومشاكل، ومُدنية ومدانٍ، أم كان مجردا منها، كمنهل ومناهل ومرجع ومراجع (انظر أزاهير الفصحى عباس أبو السعود ص15), وفي (شذا العرف) ص82 وفي مراجع الصرف شرح طويل لهذه القاعدة لعلك ترجع إليها مع أحد الأساتذة!! وأقرأ ذلك البحث الذي نشر في مجلة الأزهر فبراير مارس 1964م. وفي الدورة السادسة والثلاثين (1969 - 1970م) لمجمع اللغة العربية بالقاهرة اتخذ المجمع قرارا بقياسة هذا الجمع, (انظر البحوث والمحاضرات الدورة السادسة والثلاثين ص124و 125. وانظر كذلك (مؤتمر الدورة التاسعة والثلاثين ص209). مسألة دخول (أل) على (غير). أشكر للأخ علي القحطاني توضيحه لهذه النقطة وذكره للشرطين اللذين بهما اجاز المجمع اللغوي بالقاهرة هذا الدخول. يقول الأخ راشد: إن قولنا : (أدمنت على الشيء) خطأ والصواب عنده أن نقول: (أدمنت الشيء) ويستند في ذلك على ماجاء في لسان العرب والقاموس المحيط. وأنا أذكر ان الفعل (أدمن) يتعدى بنفسه كما في اللسان والقاموس ويتعدى بحرف الجر (على) كما في أساس البلاغة : أدمن الأمر، وأدمن على الشيء: واظب وذكرت للأخ راشد ان (متن اللغة) و (المعجم الوسيط) اجازا ان نقول: (أدمنت على الشيء) لكن يبدو لي ان الأخ راشد لم يسمع بهذه المعاجم التي ذكرتها. أما ما تزعم أنها أخطاء إملائية والتي قمت بحصرها فلم تخل مقالتك منها فهي أخطاء مطبعية وليست إملائية فهي لا تغيب عن القارئ العادي فما بالك بالقارئ المثقف!! ويا أخ راشد علامة الاستفهام لا توضع في أي مكان بل لها مكان محدد وهو عقب الجملة الاستفهامية وهذا ما وقعت به في عنوان هذا (بيت أبي طالب خرج عن القاعدة؟) فليتك تراجع علامات الترقيم في كتاب الصف السادس الابتدائي 2/48 طبعة عام 1420ه يوسف بن علي الحسياني مدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض