أكدت القمة السعودية المصرية التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك أمس الأول في الرياض على وحدة الصف العربي ومتانة العلاقات السعودية المصرية التي تؤكد قوة البلدان وأهمية تواجدهما على الصعيد الإقليمي والدولي وأهمية ضمان أمنهما. وجاءت القمة السعودية - المصرية متزامنة مع موقف عربي كبير مؤيد لدفاع المملكة العربية السعودية عن حدودها وأمنها لردع المتسللين الذين يحاولون دخول الأراضي السعودية، ويمارسون عملياتهم التخريبية على الشريط الحدودي مع السعودية منذ أكثر من شهرين. كما أكدت القمة على موقف البلدان من الأحداث الراهنة في المنطقة العربية وسبل دعم التعاون بين البلدان ودعمها وتطويرها. وأكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أن مصر تدعم السعودية وتقف بجوارها ومستعدة لكل أنواع الدعم في مواجهة المتسللين جنوب المملكة. وقال: إن لقاء الزعيمين الكبيرين يعكس كل ما هو جيد ومتميز في العلاقات المصرية السعودية، وهذا استمرار لعلاقة قوية ومستقرة لا يمكن أن تهتز، وهو رد على هؤلاء الذين حاولوا الدس في هذه العلاقات. وأضاف: إن المباحثات ركزت على الوضع الإقليمي في المنطقة ودعم مصر للمملكة في وقفتها الحازمة ضد هؤلاء الذين حاولوا الاعتداء على الأراضي السعودية. وأوضح أبو الغيط في تصريحات صحفية مساء أول أمس في قصر القبة بالرياض أنه دار نقاش وتشاور بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك حول الملف الإيراني والحاجة للوصول إلى تسوية سلمية لهذا الملف تحقق لإيران حقها في الاستفادة من الطاقة السلمية، وتبعد شبح الخطر النووي عن هذه المنطقة.. وقال: إن مصر تدعم كل دول الخليج وتعتبر نفسها العمق الاستراتيجي للمنطقة. وفي تصريحات للسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية قبيل مغادرة الرئيس مبارك الرياض أمس، أكد أن القمة بين الرئيس مبارك وخادم الحرمين ركزت على جميع الملفات في الوضع الإقليمي، وشهدت تركيزاً خاصاً على قضية تحريك جهود السلام والمصالحة الفلسطينية، كما تناولت جهود عملية السلام الفلسطيني، كما ركزت على تصاعد المواجهة بين إيران والغرب. وأكد عواد أن الرئيس مبارك أطلع خادم الحرمين الشريفين على جهود مصر لكسر جمود عملية السلام. وقال عواد: إن الملف الإيراني حظي بتركيز مماثل، مشيراً إلى أن الإخوة في الخليج أقرب إلى إيران، وأن أي تصعيد بين إيران والغرب سيلحق ضرراً بالغاً بأمن الخليج وأمن الشرق الأوسط بشكل عام. وأبرزت الصحف المصرية أمس المباحثات بين خادم الحرمين والرئيس مبارك وتأكيدهما على أهمية تنسيق المواقف السعودية والمصرية في جميع القضايا التي تهم العالم العربي والإسلامي بما يخدم المصالح العربية المشتركة، وكذلك تأكيد مبارك على دعم مصر لحكومة خادم الحرمين في الإجراءات التي تقوم بها حالياً لردع المتسللين. وأجمعت الصحف المصرية أمس على أن العلاقات المصرية - السعودية ليست في حاجة إلى إعادة تذكير فهي علاقات تاريخية وممتدة وتتسم بالتميز والرسوخ والقوة بفضل الرؤى الواضحة لكل من خادم الحرمين والرئيس مبارك.