مساء أمس امتزجت أفراحنا بالفرحة الكبيرة لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بلقاء ولي عهده الأمين، وقد جمع الله الشمل، وطابت أفراح الوطن، وها هي فراشات الحروف تنطلق لتغزل أناشيد الفرح بمقدم سلطان الخير، وها هي خارطة الوطن تفتح ذراعيها لاحتضان ابنها البار سلطان الجود.. إنني أكتب اليوم عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأقف كعادتي في كل مرة حائراً من أين أبدأ، وكل ما ارتبط بهذا النهر الإنساني العظيم يستحق أن يكون نقطة للبدء، وفاتحة للكلام؛ فشخصية لها هذا الثراء والتنوُّع في العطاء ليس سهلاً أن تلاحقها الكلمات، أو تختزل صهيل خيولها الحروف، فهو الكف الحنون الذي يربت على أكتاف اليتامى، فينبت في دواخلهم الإحساس بفيض أبوته، وهو القلب العطوف الذي يواسي الفقراء؛ فيشعرون أنهم أكثر الناس ثراء بوجوده بينهم، وهو الحكيم الذي يتصدى للصعاب فيغدو بعزيمته الجبل سهلاً، وهو رجل الدولة الذي أجزل العطاء، ونهلت من عبقريته مواقع المسؤولية، إنه الفارس الذي يمتطي صهوة جواده على مدى عقود في خدمة وطن أحبه وأخلص له، فبادله الوطن حباً بحب، وقابل صدق إخلاصه بفيض من الوفاء. إنَّ أفراح الوطن بسلامتك يا سيدي تمتد من الشمال الأبي إلى الجنوب الوفي، ومن البحر الجميل غرباً إلى الخليج الأصيل شرقاً، إنه الوطن الذي اشتقت إليه واشتاق إليك، يضمك اليوم وتضمه، يعانق وفاءك وتعانق شموخه، وها هم أبناء الوطن ينثرون المدى قصائد في استقبالك، ويغزلون من أفراحهم موانئ لقدومك.. إن قصائدهم اليوم هي نبت ما غرست، وأفراحهم بك اليوم هي ثمار ما قدمت، فدمت يا سيدي ودام الوطن. إنَّ فرحتنا بقدومك مساء أمس امتداد للفرحة الكبيرة التي ارتسمت على محيا سيدي قائد الوطن الكبير، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتواصل مع البهجة التي غمرت وجه سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز وإخوانك الميامين في قدومك.. إننا يا سيدي نتقاسم الفرح، ونتبادل التهاني في الدروب وكل الأماكن، ومن له مثل سلطان الوفاء يحق له أن يطلق الفرحة من عقالها، فلمثل هذا اليوم البهي تدخر الأفراح، وتختزن المشاعر. دمت سيدي في رعاية الله وحفظه، ودام دورك الفاعل، والمخلص، والمؤازر لقائد المسيرة، سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ودام عز الوطن وشموخه وتميزه.