دخلت ثلاثية روائية سعودية قائمة الترشيحات الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، رواية (ترمي بشرر) لعبده خال، ورواية (شارع العطايف) لعبدالله بن بخيت، ورواية (الوارفة) لأميمة الخميس، ضمن قائمة شملت مجموعة منتقاة من إبداعات الروايات العربية. الاختيار حدد 16عملاً روائياً تم تصفيتها من أصل 115 رواية عربية. الجائزة حققت في سنواتها الثلاث إثارة واهتماماً بالأدب الروائي العربي، وجميل رؤية التغيير الذي تحقّقه في الحياة الأدبية، من خلال زيادة نسبة مبيعات الكتب وتشجيع الترجمات والنشر، وليست أعمال الفائزين وحدها التي تترجَم وتنشر بلغات أخرى، وإنما تحظى أعمال المرشّحين الآخرين هي أيضاً بهذه العناية، كما تستقطب قراء كثر. الروائي لا يسيل لعابه للفوز بالخمسين ألف دولار فقط، وهو حال المرشحين النهائيين الذين سيحصل كل منهم على عشرة آلاف دولار، لأن أهمية المال بالنسبة للروائي هي تكميلية في الغالب، وإلا لم يصبح كاتباً وروائياً في عالم عربي لا يحترم حقوق الملكية الفكرية، فيما الناشر والموزع والعارض يبتلع الاستحقاق المالي للإصدار قبل الجائزة وبعدها. لكن هنا فرصة مهمة للمزيد من الشهرة، وترجمة الأعمال المرشحة والعمل الفائز بالجائزة إلى لغات أخرى. لكن لماذا نهتم..؟ حقيقة ليس من أجل سعوديين فقط.. ولكن من قرأ رواية عبده خال (ترمي بشرر) مثلاً يجد نفسه أمام عمل فخم وضخم يرتقي إلى حرية (واحة الغروب) للروائي المصري بهاء طاهر، ورائعة يوسف زيدان (عزازيل)، وهما العملان الروائيان الفائزان في الدورتين السابقتين، ورواية عبده خال تستحق أن تكون في مقدمة الروايات العربية الحديثة لناحية المعنى واللغة والأسلوب والحبكة الروائية. والأعمال الثلاثة كتبت بلغة ونمط وحبكة تتجاوز الخوف، تتجاوز سلطات المكان والعامة، لمنح العمل الروائي بكل سلطته وهجومه المباغت على الزمن والأحداث والذكريات دوره الطبيعي الذي يتجاوز أسلوب الإرشاد والوعظ. وتذكرت علاء الأسواني صاحب تحفة (عمارة يعقوبيان) وهو يقول إنه لا يكتب أبداً وهو خائف. والحقيقة أن الخوف يقلم أطراف الكلمات إن لم يقتلعها من جذورها، حيث أرضها وطنها تربتها وسماؤها. أتمنى دخول إحدى هذه الروايات إلى القائمة القصيرة التي ستعلن في معرض الكتاب ببيروت، وأتمنى شخصياً أن أرى عبده خال الأسمر يقف على المسرح في أول أيام معرض أبوظبي لاستلام أول جائزة بوكر تمنح لروائي خليجي، وإن كانت التسريبات تقول شيئاً آخر. إلى لقاء