مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    محترفات التنس عندنا في الرياض!    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    على يد ترمب.. أمريكا عاصمة العملات المشفرة الجديدة    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    أجواء شتوية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    الذاكرة.. وحاسة الشم    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    إرشاد مكاني بلغات في المسجد الحرام    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحذير من التشدد والمبالغة في فتاوى الحج .. والقواعد الشرعية في التيسير مؤكدة
وزير الشؤون الإسلامية في حديث متنوع عن شؤون الحج:
نشر في الجزيرة يوم 20 - 11 - 2009

حذر معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح آل الشيخ الدعاة والعلماء من التشدد والمبالغة في فتاوى مناسك الحج، وفقاً لقاعدة المشقة تجلب التيسير بما لا يخالف السنة.
وقال إن هناك اجتهادات كبيرة لم يفهمها العلماء على انها خروج عن قاعدة (خذوا عني مناسككم).
وتطرق معاليه لوضعية المرأة والحج، قائلاً: إن من قدرت على الحج ولم يكن لها محرم فحكمها في الإسلام أنها غير مستطيعة.
مؤكداً.. أنه ليس لزوج المرأة منعها من أداء الفريضة إذا ملكت ما يبلغها الحج ويرجعها ووجدت محرماً.
وفيما يلي نص حديث وزير الشؤون الإسلامية..
الحديث النبوي الشريف يقول: (خذوا عني مناسككم).. ما حدود التيسير في أداء المناسك؟.
- السنة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم)، والسنة في الحج هي التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، نرى مثلاً أن اجتهادات الخلفاء الراشدين في بعضها كان فيها تيسير على الناس من خلال بعض أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وفي فتاواه، وهي ليست عامة، ولكنها في بعض الحالات، لذلك إذا نظرنا إلى فتاوى ابن عمر، وابن عباس - رضي الله عنهما - وفتاوى مفتي الحج كعطاء وغيره، وجدنا أن هناك اجتهادات كبيرة لم يفهمها العلماء على أنها خروج عن قاعدة (خذوا عني مناسككم)، فإذاً التيسير إذا صار وفق ضوابطه الشرعية فهو من مفهوم (خذوا عني مناسككم)، ومن ضمنها أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (افعل ولا حرج)، ومن مضامين (خذوا عني مناسككم)، كذلك الأخذ بقول الله - تعالى-: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، و(خذوا عني مناسككم)، من مضامينها التيسير على الرعاة، وعلى من يزود الحجاج بالمياه، ليبيتوا خارج منى لأجل مشقة التردد إليها، إذن هناك مفهوم واسع لقاعدة (المشقة تجلب التيسير)، بما لا يخالف السنة، فالفقيه الذي يطبق {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، ويطبق قاعدة (المشقة تجلب التيسير) هو في الواقع يطبق (خذوا عني مناسككم)، فإذا استطعنا إيصال هذا الفقه إلى الدعاة والمشاركين في الحج، فإننا نقول لهم دائماً: إذا استرشدكم حاج عن كيفية الحج فأرشده بالسنة، أرشده إلى كيفية حج النبي صلى الله عليه وسلم، بما تيسر عليه حجه، ولا تعسره عليه، ثم إذا سأل بعد أن وقع في الشيء فلا تشدد عليه في الحكم، لأنه قد وقع في هذا الشيء، فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أسامة بن شريك المعروف: جاء رجل فقال يا رسول الله: سعيت قبل أن أطوف، قال: (اسع ولا حرج)، ومع أن السنة واضحة في أن يكون الطواف ثم السعي، وهذا الحديث رواه أبو داود، وكان سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - يصححه ويأخذ به، والسؤال هنا: لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: (اسع ولا حرج)، لأنه فعل الفعل وانتهى، فإذا حمله وطلب منه العودة ليطوف ثم يسعى كان فيه مشقة عليه، والمشقة تجلب التيسير.
وما الرسالة التي يوجهها معاليكم للدعاة حول هذا؟.
- أقول للدعاة: (المشقة تجلب التيسير)، و{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، والآيات والأحاديث حول هذا هي جزء من (خذوا عني مناسككم)، فلا يتصور أحد أن يفتي بالتيسير المنضبط بأصول الشريعة أنه خارج عن السنة التي هي الحكم والأصل.
مراعاة ظروف الحجاج أمر مهم جداً، وتوجيهات معاليكم للعاملين في التوعية الإسلامية بالحج بضرورة التيسير على الحجاج.. فما حدود التيسير؟
- الواجب على الجميع تقوى الله - عزّ وجل-، والتقوى تكون حتى في الفقه، والتفقه في علوم الشريعة لابد له من استصحاب التقوى، وعلم الله - جل وعلا - يؤتيه لمن اتقاه، فطالب العلم والداعية اذا كان يطلب العلم، ويتحرى الحق، عليه أن يكون متقياً لله في ذلك، وهذا يجعلنا نصل إلى نظرة صحيحة، فالقواعد الشرعية في التيسير هي مؤكدة لتقوى الله - جل وعلا - الذي قال لنا: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، وقال لنا: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، والله سبحانه وتعالى هو الذي بعث نبيه بالتيسير فقال: (بعثت بالحنيفية السمحة)، والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، ولذلك أجمع العلماء على قاعدة (المشقة تجلب التيسير)، وهناك تفصيلات أصولية في أنواع المشقة التي تجلب التيسير.
وليس كل مشقة مطلوب نفيها، فالعبادات فيها مشقة، والتيسير بضوابطه الشرعية هو صناعة الفقيه والمجتهد، وهنا نأتي إلى أنه لا ينبغي للمفتي أو المرشد أن يعلم الناس، ويرشدهم إلى تيسير يأخذ برخص المذاهب بما يخالف السنة، لكن إذا كانت هناك مشكلة ومشقة تصيب عامة الحجاج فإن التيسير فيها بما لا يخالف السنة.
الهدوء والسكينة لحجاج بيت الله الحرام، وهم يؤدون الفريضة في المشاعر المقدسة، إلى أي مدى يستمر هذا الأثر النفسي في الحجاج بعد عودتهم إلى أوطانهم؟.
- إن للحج أثراً طيباً في نفسية المسلم وسلوكه، لأنه يساعد الفرد على تفهم روح الأخوة والتضامن، كما يؤدي إلى توحد أفكاره، ويمده بالقوة الإيمانية للتغلب على عوامل الفرقة، مثل الفردية والأنانية والأثرة، واللامبالاة تجاه إخوانه، وتضيف جماعية العبادة في الحج بعداً نفسياً آخر للفرد، حيث يتحرر من مكانته الاجتماعية، ومناصبه الدنيوية، ويعلن بكل فخر انتماءه لجماعة ذات توجه واحد، ويشارك بإحساسه كل المسلمين - بغض النظر عن العرق واللون واللغة - فيجد المسلم نفسه مندمجاً في علاقة أخوية، وأحاسيس موحدة، فتتحد وجهته مع إخوانه، ويخرج المسلم من إقليميته الضيقة، إلى رحابة الإسلام وعالميته التي تسمو فوق كل شيء، وأما أثر الحج في تحقيق تضامن الشعوب الإسلامية - وهذا أحد أهم مقاصد الحج - فإن هذا لا يتحقق إلا عبر التحكم في واقع الحج، وتفعيل كل مقاصده ومنافعه في إطار إرضاء الله - جل وعلا -، وبحيث يصير هذا المقصد العالمي للمسلمين، دافعاً للاجتهاد والتطوير والتجديد والإبداع في عالم الوسائل والإمكانات المستحدثة لتحقيق وتعميق التواصل والتضامن والتعاون بين أفراد الأمة وعناصرها دولا وشعوباً، فالحج فرصة عظيمة لإعادة التوازن والتفاعل في علاقات المسلم بمنهجه، وبالكون، وبالبيئة، وبالآخرين، وإن إدراك كل هذه الأبعاد في الحج يمكن أن يعيد للأمة تماسكها ووحدتها، ويحقق لها الأخوة المرجوة، ويزيد شعور أفرادها بما يحيط بهم من تحديات فيتضامنون معاً، ويستثمرون تجمعهم لتحقيق مقاصد النفع، وإحداث مصالحة عامة بين عناصر الأمة، ولذا يتوجب على المسلمين أن يحسنوا الاستفادة من الحج لتحقيق وحدتهم المرجوة، وإعداد قوتهم المأمولة، وأن ينفتحوا بعقلانية على عصرهم ليبلغوا رسالتهم بعيداً عن الغلو والجفاء.
ذهاب المرأة للحج له ضوابطه وشروطه الشرعية من وجود محرم، والالتزام بما أمرها الله به.. فما المطلوب منها؟
- للمرأة المسلمة دورها ومكانتها في المجتمع كله لا في الحج فقط، ولكن هناك ضوابط للمرأة في الحج، فهي لا تحج إلا مع محرم، ومن قدرت على الحج، ولم يكن لها محرم فحكمها في الإسلام أنها غير مستطيعة، فمن شأن ذلك التذكير بحفظ الإسلام للمرأة، ورعايته لقدرتها، وما يكتنف سفرها من مخاطر، فهي مختلفة عن الرجل خلقة، فاختلفت شروط وجوب الحج عليها عن شروط وجوب الحج على الرجل بأن زاد عليها ما يتعلق بالمحرم، وذكر الفقهاء أن المرأة إذا وجدت محرماً، وملكت ما يبلغها للحج، ويرجعها فإنها في هذه الحال مستطيعة للحج، ومتى استطاعت فالحج واجب عليها، وليس لزوج المرأة منعها من أداء فريضة الحج في مثل هذه الحال، ولو منعها فإن لها أن تخرج إلى الحج بغير إذنه، وهذا له أثر في معاملة الفرد والمجتمع للمرأة، بحيث يعرف لها حقوقها ومستحقاتها وتوفى إياها، ولا ينظر إليها بما فيه إخلال، كما لا تعامل، ولا تكلف بما لا يناسب قدرتها وما تميزت به عن الرجل.
أثبت الهاتف المجاني أيام الحج أهميته في الإجابة عن استفسارات وتساؤلات الحجيج.. فلماذا لا يعمم طوال العام؟
- الدراسة موجودة ومكتملة بأن يكون الهاتف المجاني طوال العام، لكن هذا يحتاج إلى عدد كبير من العلماء والدعاة الذين يجيبون عبر الهاتف، واختلاف التوقيت في العالم يستوجب وجودهم خلف الهاتف طوال اليوم والليلة، وقد كانت تجربة الهاتف المجاني في موسم الحج ناجحة، لذا بدأت بتطويرها هذا العام، وسوف نستمر في التطوير في الأعوام القادمة لتشمل أيضاً مواسم العمرة، المسألة ليست مالية، ولكن من يتولى الإجابة على أسئلة المتصلين بالهاتف المجاني عبر العالم طوال اليوم؟ فإذا كان كل عالم أو داعية يجلس خلف الهاتف ساعتين أو ثلاثاً، كم نحتاج من الأعداد؟ هذا يتطلب استعدادات كبيرة، لكني أقول: إن الوصول إلى الهدف عبر مراحل وخطوات يكون ادعى لإجادته، والذي يهمنا في الهاتف المجاني أن من يتصل من جميع أنحاء العالم يجد من يجيب عليه على مدار الساعة، وان الذين يجيبون على الأسئلة لا بد أن نختارهم بعناية، بحيث يكون لديهم وعي باختلاف السائلين فهماً ولغة ومكاناً، وأيضاً اختلافهم المذهبي، وهذا يحتاج إلى جهود أكبر لرفع مستوى تدريب من يجيب عبر الهاتف المجاني للعالم كله، نحن نرغب أن تكون فكرة الهاتف المجاني بلغات مختلفة، ويحوي حال الانتظار رسائل إرشادية مثل واجبات الحج والعمرة، ومحظورات الإحرام، وصفة الحج والعمرة، وخلق الحاج، والتوعية بالأنظمة، كما نطمح أن يكون متطوراً ليكون مرشداً مسهلاً في رفع مستوى عقلية الحجاج والمعتمرين ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.
كيف تسهم فريضة الحج في وحدة الأمة الإسلامية؟.
- الوحدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت قضية أساسية، حيث كانت الفئة التي آمنت وجهرت بإسلامها، من أجناس مختلفة، بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وأبو بكر القرشي، منهم أحرار وعبيد، وفيهم أغنياء وفقراء، وقد تجسدت الدعوة إلى الوحدة والتضامن في سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وعملاً، وقد توجهت أولى جهود الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة إلى بناء وحدة الأمة وتضامنها من خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، لتكون أمة واحدة، ذات رسالة عالمية تضم العديد من الثقافات والمفاهيم والأفكار المختلفة والمتنوعة، دون أن يؤدي ذلك إلى تهديد الوحدة والاخوة العامة في الأمة.
الحج مؤتمر المسلمين الأكبر، يأتون إليه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم.. نريد إلقاء الضوء على عالمية هذه الفريضة، وعلاقتها بعالمية الإسلام؟.
- يستمد الحج عالميته من عالمية الإسلام الذي هو رحمة للناس كافة، قال -تعالى- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وقال -جل وعلا- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}، والإسلام منهاج كامل لكل الأجناس، وليس مقصوراً على جنس أو مذهب بعينه، ومعيار التفاضل فيه أمام الله بالتقوى، تصديقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع (يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال فليبلغ الشاهد الغائب)، وهكذا فإن الحج تطبيق عملي لفكرة العالمية التي هي خاصية رسالة الإسلام للعالمين، والحج له مكانة عظيمة في الإسلام، قال -جل وعلا- {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، وقد جعل الله الحج ركناً من أركان الإسلام، لا يكتمل بناؤه إلا بأداء هذا الركن لمن استطاع إليه سبيلاً، ومنذ أن أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام في قوله -جل وعلا- {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَج عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ...}، لا تزال أسرار الحج الكامنة في قول الله جل وعلاً: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)، والرغبة في الوقوف على حقيقة هذه الأسرار، تتجدد في كل موسم، حيث يتدارس المسلمون ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
نتساءل (معالي الوزير).. ما هو جديد وزارتكم هذا العام؟.
- أعمال الوزارة في الحج على قسمين: قسم كبير تعود عليه جميع العاملين، مثل تجهيز المساجد في منى، وعرفات، ومزدلفة، والمواقيت، وتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين في المنافذ، وغيرها من الأعمال الأخرى في الحج التي نقوم بتطويرها سنوياً.. أما القسم الثاني -وهو الذي يهمنا- فهو: تطوير الأداء للاستمرار في أداء الرسالة، وكل عام نشهد تطويراً، مثل انتشار كبائن الإرشاد في الأحياء مما ييسر للسائل الاستفسار في كل مكان يكون فيه، وإيجاد الخطوط الهاتفية المجانية للسؤال عن مناسك الحج والعمرة، وتطوير العمل داخل المطارات والموانئ البحرية والمنافذ، ورفع مستوى الأئمة في المساجد التي يقطنها الحجاج، كما نستعين بعدد كبير من المترجمين، وبعضهم يجيب على الأسئلة بلغته، وفي هذا العام سوف يجيبون عن أسئلة الحجاج بلغتهم عبر الهاتف المجاني.
بذلتم جهوداً كبيرة في تأهيل وتدريب الدعاة العاملين في مجال التوعية الإسلامية في الحج، لمراعاة اختلاف الأجناس واللغات والمستويات، فهل لمستم تطوراً جيداً في أداء رجال التوعية الإسلامية في الحج؟.
- الإخوة العاملون في مجال التوعية في الحج من ذوي العلم والخبرة، وهم من خيرة العلماء وطلبة العلم، ويقومون بعملهم الكبير في التوعية والإرشاد، والإجابة على أسئلة الحجاج والمعتمرين، واختيار العاملين في التوعية الإسلامية في الحج يتم عبر هيئة مكونة من عدة جهات، بتوجيه من ولاة الأمر، ومن يقوم بهذه المهمة لا بد أن يكون لديه عدة أنواع من التصورات، منها: أن يكون مستواه الشرعي والعلمي عالياً، وأن يكون لديه علم بواقع الحج، وحالة الحجاج، ومستوياتهم.
أما المعرفة بواقع الحج، فهناك برامج مشتركة مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بعقد عدة دورات للمشاركين في التوعية الإسلامية في كل موسم، وهذه الدورات كان يصاحبها عرض صور وأفلام عن واقع الحج في المطارات، والحرم، والمشاعر، ووسائل النقل والانتقال والتنقل، وعندما يشاهد عضو التوعية هذه الصور فإنها تعطيه وعياً أكبر، وإدراكاً أشمل للواقع، وهذا حتماً سيؤثر في نظرته إلى ما يرشد به الحاج، وكيفية التعامل معه، فقد يكون هذا الحاج جاهلاً، لذا فإن الحالة النفسية والمذهبية للحاج توضح لعضو التوعية كيف يتعامل مع هذه الفروقات الكبيرة بين الحجاج، وبالتالي يمكن لعضو التوعية الإسلامية أن يرفع من مستواه.
وحتى ننظم عمل التوعية الإسلامية في الحج، نحتاج إلى إدارة مساندة قوية، لذلك نسعى الآن إلى دراسات جادة لتطوير الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج إدارياً، وهيكلياً، وبشرياً، وتقنياً، لأن الكثير من الأعمال المساندة هي التي تخدم العمل، وتساهم بشكل مباشر في تقديم أفضل الخدمات التوعوية، وفق معايير عالية المستوى.
والأمر الآخر الذي نفكر فيه هو كيفية التواصل طوال العام مع العلماء والدعاة من خارج الوزارة المتعاونين معها في فترة الحج، فهؤلاء من خيرة المجتمع، ولا بد أن نشركهم معنا في المحاضرات والندوات، فهذه بالنسبة لنا قيمة إضافية يجب الاستفادة منها على نحو أوسع وأشمل، بما يحقق مزيداً من البرامج الدعوية المفيدة.. ومن الأفكار التي هي قيد الدراسة: إنشاء معهد مستقل لتدريب المشاركين في التوعية الإسلامية في الحج، بإيجاد مرجعية مكتوبة للاستفتاءات المتكررة، بحيث تكون لكل مشارك مرجعية دائمة من واقع العمل طوال الأعوام السابقة، خاصة أن استفتاءات الحجاج غالباً ما تكون متكررة، كما نرمي إلى أن تشمل أعمال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية موسمي الحج والعمرة، وبذلك نقدم خدماتنا للحجاج والمعتمرين طوال العام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.