أبهرت أسعار الأراضي في عنيزة المتسوقين، وتذمر الشباب من المزادات التي تمت منذ شهر شوال الفائت على ثلاثة مخططات: أحدها يقع وسط حي قديم، فالأسعار جاءت مخيبة لآمالهم في امتلاك أرض يقيمون عليها منزل يضم أسرهم الصغيرة. (الجزيرة) رصدت انطباعات لمجموعة من الشباب والمستثمرين والتجّار بعد ثلاثة مزادات أبهرت من حضرها بارتفاع أسعار أراضيها الخيالي؛ ففي وسط حي الأشرفية (القديم) وصل سعر المتر المربع إلى ستمائة ريال وبيعت أرض لم تتجاوز الأربعمائة متر مربع بأكثر من ثلاثمائة وستين ألف ريال في حين أن بيتا قائما لا يفصله سوى شارع عن هذه الأرض بيع بمبلغ زهيد جدا لم يتجاوز المئتي ألف ريال، وفي مخطط أرضه جبلية وتنقصه خدمات هامة وصلت أسعار الأراضي فيه إلى أسعار كبيرة جدا وبيعت أرض سكنية مساحتها أربعمائة متر بمئتين وخمسين ألف ريال، هذه الأسعار جعلت الشباب يبحثون عن مواقع أخرى خاصة الأحياء القديمة نظرا لانخفاض أسعارها. الشاب محمد السحيباني قال:حضرت المزاد الأول في بداية شوال وصعقت من الأسعار الخيالية وعجزت عن المنافسة أو الدخول في المزاد لأني لا أملك مبلغ لايتجاوز مائة وستين ألف ريال وكنت أطمح لشراء أرض في هذا المخطط لبناء منزل العمر، ولكن ذهلت من الأسعار التي اتهم المساهمين في تسببهم بارتفاعها لأنهم يبحثون عن المزيد من المكاسب على حساب الصغار. وأضاف السحيباني: حضرت المزاد الثاني في حي قديم لعل وعسى أن يكون بعيدا عن أعين المستثمرين وتجّار العقار لأنها مجموعة أراض تقع في حي قديم ولكن كانت الصدمة أشد فالأسعار أشبه ما تكون للنخبة فقط رغم صغر مساحة الأراضي، وكذلك المباني القديمة تحيط بها من كل جانب، ولكن لم يمنع ذلك أن تباع أرض صغيرة بثلاثمائة ألف ريال. وذكر السحيباني بأنه توجه إلى الأحياء المتوسطة كالقادسية والأشرفية والهدا والسليمانية والبحث عن أراض لعلها تكون أقل أسعارا وقال: بالفعل جدت أراض مساحتها خمسمائة متر مربع وسعرها معقول جدا رغم أن المنازل القريبة منها قديمة إلا أنها أفضل من تلك الأراضي التي لم يتمكن الشباب من شرائها طال الزمن أو قصر حسب تعبيره. شاب آخر ذكر بأنه تفاجأ بأسعار الأراضي التي تم الإعلان عنها في مزادات الشهرين الماضيين، وقال أحمد العبيدان: ما حدث خلال تلك الفترة أمر مفاجئ وصدمنا نحن الشباب فعن نفسي انتظرت الإعلان عن تلك المخططات التي سبق بيع أجزاء كبيرة منها وكنت أعتقد بأن الأسعار ستكون أقل أو في حدود المعقول، ولكن صدمت بأسعار غير معقولة ومرتفعة للغاية فليس أمرا طبيعيا أن تباع أرض في حي قديم بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال ومساحتها صغيرة، ولكن يبدو أن هناك منافسة بين المساهمين لرفع الأسعار ليحققوا أكبر المكاسب وهذا أمر مرفوض، وأضاف: حضرت مزادين آخرين، وكانا بنفس الطريقة أسعار مرتفعة فالأرض ذات الخمسمائة متر مربع وصلت إلى أكثر من مئتين وخمسين ألف ريال وهذا عندنا في عنيزة يعتبر مرتفعا نظرا لموقع المخططات ومساحات الأراضي. أنظمة المخططات تجبر الملاك على التوقف المهندس عبدالرحمن الغريّر تاجر عقار ذكر ل(الجزيرة) بأن أنظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية في المخططات أجبرت ملاكها على التوقف على التخطيط فالمرحلة الأولى تلزم صاحب المخطط أن يضع الخدمات الأساسية كالشوارع والأرصفة والإنارة والصرف الصحي والماء والكهرباء والهاتف وفي المرحلة الثانية يتم بناء نصف المخطط وبيع النصف الآخر وهذا النظام يحتاج إلى شركات كبيرة وذات رؤوس أموال عالية قد لا تتوافر في عنيزة خلال الفترة الحالية، ويمكن أن تنجح في المدن الكبيرة كالعاصمة الرياض أو الدماموجدة ومكة وغيرها من المدن ذات الكثافة العالية من السكان، هذه الأنظمة جعلت من ملاك المخططات التوقف عن التخطيط والبحث عن بدائل استثمارية أخرى، وأشار المهندس الغريّر بأن سرعة صندوق التنمية العقارية في صرف القروض جعل الشباب يقبلون على البناء والبحث عن أراض وأصبح الطلب كبيرا والعرض أقل وكذلك المستثمرين الذين خسروا أموالا في الأسهم توجهوا إلى العقار في محاولات جادة لتعويض الخسائر المالية التي تعرضوا لها، فاجتمعت مسببات عدة أثرت على العقار في عنيزة وجعلت الأسعار ترتفع كثيرا خلال العامين الماضيين. وحول توجه الشباب إلى الأحياء القديمة لشراء الأراضي، قال: فكرة طيبة، ولكن الكل يبحث عن الجديد والمتطور في التصميم والشكل الخارجي للمنزل وفي الغالب أن الأحياء القديمة منازلها تعتبر قديمة التصاميم ومرّ عليها سنوات طويلة جعلت من شكلها وجمالها غير مرغوب لدى الشباب والفتيات. وعن الحلول المناسبة، أكد المهندس عبدالرحمن الغريّر بأن تجرى تعديلات على أنظمة المخططات السكنية وتوضع شروط خاصة لكل منطقة ومحافظة حسب ما يناسبها وأن تكون القوة الاقتصادية لكل موقع في الحسبان أثناء تعديل الشروط والتسهيل على ملاك المخططات لمنح الفرصة لأصحاب الحاجة من الشراء وبناء منازلهم، وألمح بأن العقار في عنيزة يعيش ازدهارا كبيرا منح فرصا استثمارية للكثير من الشباب من خلال العمل بتجارة العقار سواء البيع أو الشراء في الأراضي والمنازل.