أيها الأحبة في صفحة مدارات تحية طيبة وبعد. ما أحببت التطرق اليه عبر هذه الاسطر هو مسألة الغموض والتكلّف في بعض القصائد من قبل بعض الشعراء!! فكثيرا ما تقع أعيننا على نماذج من تلك القصائد وقد غُلّفت بغموض غريب لا يستطيع ايضاحه وفك طلاسمه إلا شاعر تلك القصيدة نفسه!! فتكون أشبه ما تكون ببعض أقول بعض تلك المساجلات التي تتم بين بعض الشعراء التي لا يتوصل الى فهمها إلا قلة وربما انحصر فهمها على أصحابها أنفسهم فما الفائدة من عرض مثل هذه القصائد على صفحة أو في ثنايا مجلة لها جماهيريتها؟! وهناك فئة أخرى من أولئك الشعراء!! أمعنوا في التكلف والشطح في الخيال فأصبحت قصيدته أبعد عن الخيال نفسه فكأنه أتى من كوكب آخر بتركيبة غريبة فلا هو أفاد ولا استفاد وربما بعضهم أسعفه وتستر خلف مقولة المعنى في بطن الشاعر هذه المقولة التي أشبعت استهلاكا ومللنا من ترديدها والمشكلة أنها لا تحتمل بعدها أي نقاش فأصبحت كالنقطة نهاية السطر!! والبعض الآخر أخذ يلهث خلف مقولة أعذب الشعر أكذبه وقد أبحر بقصائده على هذا المركب فتاه على ظهره وتوّه من خلفه!! وما أريد الوصول اليه من خلال هذه الأسطر هو همسة في أذن كل من كان هذا ديدنه ويصحبه رجاء بأن تكون تلك القصائد وما على شاكلتها أن توأد في مهدها وألا تتجاوز خيال شاعرها على أقل تقدير ليريح ويستريح لأنه وبكل أسف هناك من المحررين من يطهبل وراء تلك النوعية من القصائد ويفرضها عنوة!! على القراء دونما مراعاة لهم,. والأمثلة على تلك القصائد كثيرة ومتوفرة ولولا أن التمثيل عليها بنماذج منها قد ينقذ من يسقط سهوا فيظن أنه خارج تلك العينة وأيضا عدم اتساع المجال للأمثلة خشية الاطالة فلعل في التلميح ما يغني عن التوضيح والاشارة للبيب!! فكم من الروائع التي خلدتها الذاكرة نجدها سهلة اللفظ بعمق ليس له حدود وبوضوح في متناول الجميع فظلت وستظل بالذاكرة وعلى سبيل المثال لا الحصر لأنه بالتأكيد لن يستطيع أحد منا وإن اجتهد وبلغ غاية الاجتهاد أن يحصر تلك الروائع لأنها ليست محددة لا بوقت ولا زمن ولا فئة. يقول الشاعر محمد بن أحمد السديري رحمه الله : لا خاب ظني بالرفيق الموالي مالي مشاريه على نايد الناس ويقول الشاعر صالح الهليمة الحربي رحمه الله : لا صار ما تاخذ أمورك بحيلات يصير عقلك والهبال متساوي ويقول الشاعر عبدالله بن حمود السبيل رحمه الله : لا تاخذ الدنيا خراص وهقوات يقطعك من نقل الصميل البرادي وهناك أبيات من قصائد كثيرة جدا بهذه الروعة وربما فاقتها!! قصدت منها الاستشهاد للأسطر السالف ذكرها.