تؤكد دراسة حديثة أنّ المرأة تقضي ما متوسطه 16 شهراً من حياتها في البكاء، فهي في أول عام لها من حياتها تذرف الدموع لمدة 3 ساعات في اليوم عندما تكون بحاجة لتغيير الحفاظ أو الطعام أو المناغاة أو التدليل. وتؤكد الدراسة التي أجريت على نساء في لندن، معتمدة على المسح الميداني لأكثر من 3000 امرأة أنّ المرأة تستغرق ساعتين و14 دقيقة في البكاء بعد سن التاسعة عشرة، في حين أنّ مجرّد فيلم سينمائي عاطفي يكفي لإبكائها، فتنهمر الدموع من عينيها مدراراً في الفترة العمرية بين سن التاسعة عشرة والخامسة والعشرين. وتشير الدراسة إلى أنه ووفقاً للمسح الذي أجراه الموقع الإلكتروني The Baby Websiteتتمثّل أهم الأسباب المفضية إلى أن تنفجر المرأة بكاءً بعد سن الخامسة والعشرين في انفصام عرى العلاقة الزوجية وسماع أخبار محزنة والشعور بالإجهاد والإرهاق. وتفضي جميع الأسباب المتقدّم ذكرها إلى إمضاء ما يزيد على 12 ألف ساعة في البكاء. وعلّقت كاثرين كراوفورد القائمة على أمر الموقع الإلكتروني على نتائج المسح قائلةً: لا غرابة في بكاء البنات الصغيرات كنتيجة مباشرة للتعرُّض لحادث. بيْد أنّ هذا البحث يثبت أننا نكمل دائرة البكاء عندما نصبح كبيرات، حيث يمثل الإجهاد أحد الأسباب الأكثر شيوعاً وانتشاراً لبكاء الإناث صغيرات وكبيرات. ومع هذا توجد أمور خطيرة أخرى تؤثر على النساء فنكون أقرب ما نكون من البكاء لأسباب من قبيل سماع الأنباء الأليمة وتقارير الأخبار المثيرة للقلق والمسببة للانزعاج. الغرب يتناولون بالدراسة حالات طبيعية تعيشها المرأة، كما هو الحال بالنسبة للرجل، والتحوّلات التي تحصل في حياته من الولادة إلى الشيخوخة. أما في مجتمعاتنا فالمرأة تبكي بنسبة أكبر مما ذُكر، فهي تبكي بأسباب القمع الذي تجده من إخوانها الشباب في سن المراهقة، ثم تبكي لأسباب حرمانها والشعور بالتفرقة الواضحة بينها وبين أخيها الذّكر، ثم تبكي لعدم فهم مَن حولها من أسرتها، أو معلماتها في المدرسة أو في حياتها الزوجية لمطالبها الإنسانية العادية، ثم تبكي لما هو أكبر من ذلك بكثير، للظنون والشكوك التي قد تصدر ممن حولها تجاهها، من أفراد أسرتها، أو في حياتها الزوجية مع زوج ينقصه الوعي، التي تؤدي إلى الحكم عليها بالعزلة عن كافة أفراد المجتمع، فهي في كل الأحوال محاصرة ومدانة، سواء في بقائها لدى زوج غير سوي أو غير واعٍ - إذا كان حظها قد رزقها بمثله - أو ذهابها إلى أهلها وطلاقها، فالمطلّقة هي الأخرى مدانة ومحاصرة لكونها مطلّقة، هناك حالات إنسانية صعبة للغاية تعانيها المرأة، فقد فوجئت بوجود بعض العقليات التي لا تزال تؤمن بالحكر لدى بعض القبائل، وهو بقاء الفتاة مرهونة لابن عمها، حتى يسمح هو بزواجها من زوج آخر، وإن نسي أو تناسى هذا الأمر، فإنها تعيش محرومة من الزواج ما لم يقم هو بإعتاقها لوجه الله، إنها عبودية جديدة في عصرنا هذا. ثم تبكي لحرمانها من حقوقها المشروعة مقارنة بأخيها الذّكر، وقد كفل لها الإسلام كافة الحقوق كإنسانة مثلها مثل الرجل في كافة الجوانب، القرآن لم يفرّق في خطابه الموحّد للرجل والمرأة في كافة شئونهم التعبدية والأحكام الحدودية التي هي الأخرى لا تميز أحداً على حساب الآخر.