يمكن أن نصنف الكوارث التي تعصف بالدول إلى فئتين: كوارث طبيعية، وهي كوارث تحدث دون تدخل من الإنسان، وكثير من تلك الكوارث تخلف ورآها دماراً كبيراً دون أن يكون للإنسان فيها حول ولا قوة (فيضانات، عواصف، زلازل). في المقابل هناك كوارث يصنعها الإنسان بفعله الأحمق اللامسؤول، هذه الكوارث تتكرر طالما بقي الإنسان عاجزاً عن تنظيم نفسه وعن إدراك السوء الذي يمكن أن يحيط به نتيجة جهله بعواقب ما يفعله. ونحن في بلادنا من أقل الأمم تعرضاً للكوارث الطبيعية، أما الكوارث غير الطبيعية وهي تلك التي تحدث بفعل بشري قاصر ومتخلف فلم نسلم منها، وسأشير فيما يلي إلى ما ينذر بكارثتين نحن فيهما المخططون والفاعلون مع سبق الترصد والإصرار. الأولى منهما تتمثل في أزمة المرور وما نتح عنها من إزهاق آلاف الأرواح سنوياً. وحسب علمي فإن نسب الحوادث المرورية لدينا هي من أعلى النسب في العالم، أما الكارثة الثانية التي صنعناها بأيدينا في وقت غابت عنا الحكمة والرأي السديد فهي ضعف تعليمنا. ومؤشرات هذا الضعف لا تحتاج إلى دليل، تعليمنا المتواضع هذا لم يفرضه أحد علينا ولم يهبط علينا من السماء بل نحن الذين خططنا له. ومع ذلك فنحن اليوم متفائلون بقدوم تعليم سعودي أفضل.