تأهل فريق الهلال الكروي ممثل الكرة السعودية وحامل اللقب الى الأدوار التالية من البطولة الاسيوية إثر تعادله السلبي مع فريق الكرامة السوري في المباراة التي جمعت الفريقين عصر أمس في ملعب الشهيد باسل الأسد في مدينة حمص السورية,, وكان قبلها قد كسب مباراة الذهاب بهدفين لهدف واحد في استاد الملك فهد الدولي قبل نحو أسبوعين. في هذه المباراة لم يظهر الهلال بنفس مستواه المعروف رغم أفضليته التامة في شوطها الأول ويبدو أنه تأثر كثيرا من غياب عدد من نجومه والعودة المتأخرة للبعض الآخر الذين لم ينسجموا بعد مع باقي المجموعة. ورغم أن الهلال حقق المهم والأهم وهو التأهل للدور الثاني إلا أنه ما يزال بحاجة للكثير من العمل الجاد وفي مقدمته دعم صفوفه بأكثر من مهاجم أجنبي يعوض غياب النجوم الدوليين التسعة الذين ينضمون غدا للمنتخب. كما أن بلاتشي مطالب بعلاج الخلل الكبير في خط الوسط بالذات حيث كثرت الكرات المقطوعة التي يستغلها لاعبو الفريق المنافس ويشنون من خلالها هجمات خطرة على المرمى الهلالي بالاضافة الى مصيدة التسلل التي عجز الهلاليون عن كسرها. هذه النتيجة أهلت الهلال لملاقاة الفائز من مباراتي الرمثا الأردني والسالمية الكويتي. الشوط الأول كان الحذر والهدوء الشديد هو النهج الذي سار عليه الفريقان مع انطلاقة شوطها الأول,, وهو الاجراء المعروف الذي تعمل به كل الفرق في مبارياتها في جميع المناسبات,, لكن الحذر في مباراة الأمس استمر طويلا لدرجة أنه طال أكثر من نصف وقت الحصة الأولى. وقد كان الفريقان محقين في ذلك الحذر لأن الهدف الذي سيهز شباك أحدهما سيكون ثمنه غاليا جدا وربما ينهي المباراة. بلاتشي مدرب الهلال أشرك تشكيلا مختلفا نوعا ما عن تشكيل مباراة الذهاب إذ غاب عنه نجمه الكبير وهدافه سامي الجابر فيما عاد له محمد لطف ونواف التمياط وخميس العويران. وكان التشكيل الهلالي بالأمس مكونا من الدعيع والنزهان والشريدة وخليل ولطف والتمياط والعويران وابوثنين والشلهوب والجمعان والغامدي. ويحسب لمدرب الهلال عدم ركونه للدفاع على اعتبار أنه يلعب بفرصتي الفوز أو التعادل حيث لعب بطريقته المعتادة 4/4/2 وحاول الغزو عن طريق الجهة اليمنى تارة أو ارسال الكرات ساقطة خلف المدافعين لكنه يؤخذ عليه تجاهله للدولي أحمد الدوخي واصراره على مشاركة محمد النزهان (!!) أما محمد قويض مدرب الكرامة فقد أشرك نفس عناصره الذين لعب بهم ذهابا كما أنه لعب بنفس الطريقة تقريبا غير أنه كان يركز كثيرا على المهاجمة بأكبر عدد في حالة الهجمة والدفاع بأكبر عدد من اللاعبين في حالة الهجمة الهلالية وقد نجح في ذلك كثيرا. ورغم الحذر الشديد الذي شهده الشوط الأول إلا أن الفريقين كشفا عن نيتهما في تسجيل هدف مبكر حيث هاجم السوريون في دقائقه الأولى وتحصلوا على عدة أخطاء خلال ال10 الدقائق الأولى,, التي عاد بعدها الهلاليون الى جو المباراة فكاد عمر الغامدي أن يفتتح التسجيل عند الدقيقة 10 عندما طار لكرة أتته من ضربة ركنية وحولها برأسه باتجاه المرمى غير أن مدافعا سوريا أبعدها في آخر لحظة وقبل أن تهز شباك فريقه. ثم انطلق نواف التمياط من الجهة اليسرى ودخل المنطقة المحرمة للفريق السوري وسدد كرة ضعيفة أمسك بها الحارس ق15 . هاتان الهجمتان فتحتا شهية لاعبي الهلال الذين واصلوا بناء الهجمات,, ومن إحداها كاد الشلهوب أن يهز شباك سالم البيطار عندما أتته كرة مرتدة من حارس المرمى السوري وسددها باتجاه المرمى الخالي لكنها اعتلت العارضة بقليل ق24 . وكان يمكن للهلاليين أن ينهوا الشوط بتقدم يريح اعصابهم ويبعثر أوراق محمد قويض ولاعبيه لكن أداءهم اتسم بالاستعجال وكراتهم كان أغلبها مقطوعة. وسدد الجمعان قذيفة من منتصف الملعب اعتلت العارضة بسنتميترات ق28 . ثم سجل الجمعان نفسه هدفا جميلا عند الدقيقة 33 غير ان حكم المباراة لم يحتسبه بحجة وقوفه متسللا. وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة كاد الفريق السوري أن ينهيه بهدف عندما جلى محمد لطف كرة لعبها الرفاعي ووصلت الى شادي حاج بيك في مكان سليم وسدد باتجاه المرمى لكن الدعيع أنقذ الموقف أخيرا. الشوط الثاني: ظهر هذا الشوط بشكل مغاير تماماً لسابقه من حيث أداء الفريقين اذ كان الفريق السوري هو الأكثر سيطرة والأخطر في هجماته خصوصاً بعد أن فضل الهلاليون التراجع للخلف دفاعاً عن مرماهم وهو الأمر الذي ساهم في منح لاعبي الكرامة فرصة شنّ الهجمات بشكل متواصل. ومما زاد من منح الأفضلية للسوريين هو الأداء الغريب للاعبي الهلال وخصوصاً أفراد خط الوسط الذين كانت أغلب إن لم تكن جميع كراتهم مقطوعة!! وقد شهدت الدقيقة4 أول تهديد للمرمى الهلالي عن طريق أحمد غرير عندما وصلته كرة قرب خط ال6 الهلالي وسددها بيسراه فوق العارضة. اتبعها رياض المصري بكرة أخرى وصلته من شادي حاج بيك في مواجه المرمى لكن الدعيع انقذ الموقف ق 8 . وكان الهلال قبلها قد بدأ مشروع هجمتين انتهتا على اقدام دفاع الكرامة. ثم فرصة ثالثة للكرامة عند الدقيقة10 اضاعها شادي حاج الذي سدد الكرة في الشبك الجانبي. بعد هذه الهجمات المتتالية بدأ لاعبو الهلال يعودون لأجواء المباراة وسدد الجمعان كرة ضعيفة أمسك بها الحارس,, ثم اتبعها رأسية رائعة أمسك بها الحارس أيضاً في آخر لحظة. وعاود لاعبو الجيش هجماتهم فسدد أحمد غرير كرة أبعدها الدعيع ق 15 . وكانت الدقيقة17 على موعد مع اثمن فرصة للكرامة عندما تناقل أكثر من لاعب سوري كرة داخل منطقة الجزاء انتهت فوق العارضة. وتدخل ابو ثنين عند الدقيقة 26 ليبعد كرة فراس الخطيب في آخر لحظة. رد عليه الجمعان بكرة تسلمها وسط3 مدافعين وسددها بروعة بجوار القائم بقليل ق 30 . وقام الشلهوب بمجهود كبير جداً وانطلق من اليسار خلف احدى الكرات وعكسها بروعة حولها الجمعان برأسه ارتدت للتمياط المواجه للمرمى الذي حول الكرة برأسه أيضاً ولكن خارج المرمى ق 38 . وفي الوقت بدل الضائع كاد السوريون ان ينهوا المباراة عندما تحصلوا على احدى الكرات التي احدثت دربكة داخل المنطقة الهلالية وانتهت أخيراً إلى ضربة ركنية. أعلن بعدها يوسف سواركي الاردني نهاية المباراة بالتعادل السلبي الذي كان كافياً للهلال للانتقال إلى المرحلة الثانية. من المباراة * جمهور غفير جداً تابع المباراة وساند الكرامة. * أدارها تحكيماً الدولي الأردني يوسف سواركي وكان جيداً نوعاً ما لكنه تساهل مع نادي حاج بيك الذي استحق البطاقة الحمراء لاعتراضه كرة هلالية بيده واكتفى بالاصفر، وقد انذر إلى جانب جهاد قصاب وعمر الغامدي. * الهلال بحاجة ماسة إلى مهاجم يعوض غياب الجمعان والجابر. * بلاتشي وضع أكثر من علامة استفهام حول اصراره على النزهان والاحتفاظ بالدوخي إلى جانبه!!. * محمد الشلهوب لم يظهر بمستواه المعروف. * نواف التمياط تأثر كثيراً من غيابه الطويل.