نعيش حالياً في عصر المعلومة، فامتلاكها والحصول عليها يعد مصدر قوة كما يقال في اللغة الإنجليزية Information is power، ولا أعتقد أن أهمية البحث عن المعلومة خافية على احد، وقد تعددت في الفترة الحالية مصادر الحصول عليها, وأبرزها وأسرعها الشبكة المعلوماتية (الإنترنت)، بل حتى أنها أصبحت توفر المعلومة للباحث عنها قبل الإفشاء عنها من مصدرها في أحيان كثيرة. ما دفعني للحديث عن هذا الأمر هو التطرق للمعاناة التي يواجهها الكثير من رجال الصحافة والإعلام والمختصون في حقل المال والأعمال عند طلبهم لمعلومات مهمة تثري كتاباتهم لأخبار أو تحقيقات وتقارير لإنجاح عملهم وتوثيقه بمعلومات صحيحة من مصادرها الرسمية، إلا أنه وبسبب غياب المعلومة وعدم الإفصاح عنها من قبل بعض الجهات الحكومية والخاصة فيلجأ الباحثون عنها للانترنت سعيا نحو الحصول على معلومات يغالبها في أحيان كثيرة عدم الدقة والصحة. ذلك يؤكد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسؤولين بضرورة نشر ثقافة الإفصاح عن المعلومة لدى الجهات التابعة لديهم وتوفيرها للباحثين عنها من خلال نشرها عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالمنشأة أو من خلال نشرها عبر وسائل الإعلام وعدم التهرب أو الاعتذار، والحديث هنا عن المعلومات غير السرية والتي لا يؤثر نشرها على المنشأة بل يكسبها ثقة ويزيدها ظهورا وبروزا أمام الآخرين. ولعل من ابرز مخاطر غياب المعلومة الصحيحة انتشار الشائعات وخصوصا من خلال الإنترنت مما يضطر بعض المنشآت المتضررة أن تبدأ في محاولات يائسة لدحضها ومحاولة تكذيبها وهذا بكل تأكيد يأتي نتيجة طبيعية لعدم نشر المعلومة للجميع من البداية، وقد سبق أن كتبت مقالاً عن أهمية نشر الحقائق وعدم إخفائها وطالبت المنشآت بأن تكون أكثر شفافية ووضوحا من خلال نشر كل الحقائق والمعلومات الإيجابية والسلبية. [email protected]