البرودكاست كلمة أجنبية أستميحُ القارئ الكريم بعنونة مقالي اليوم بها، وهي تعني باللغة العربية بث رسائل أو إذاعة أو نشر الخبر، وكانت تُستخدم في السابق في الإذاعة، إلا أنها انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير بين مستخدمي البلاك بيري، حتى أن كثيرين يكتبونها ويطلقونها بدون فَهْم ومعرفة لمعناها!! الغريب في الأمر هو أن نترك لغتنا العربية الأصيلة الغنية بالمفردات ونستخدم كلمة أجنبية كتلك، يتداولها شبابنا وبناتنا وكأنها كلمة من لغتنا العربية! أتأسف كثيراً عندما أكون في مجلس عائلي وأسمع إحدى البنات أو أحد الأولاد يقول لآخر لقد أرسلت لك (برودكاست) ما رأيك فيه؟!!! أعود إلى تلك الكلمة التي أصبح استخدامها مع تسارع وتطوُّر الإنترنت وتسللها إلى منازلنا يتزايد يوماً بيوم، وأصبح نقل المعلومة من خلالها كبيراً، وحيث نعلم جميعاً أنه قد واكب الثورة المعلوماتية وتطوُّرها تطور في نوع المعلومة المرسلة؛ فأصبح الباب مشرعاً على مصراعيه لانتقال شائعات وحقائق، وصار الناس يدركون خطورة المعلومة، خاصة مع الأحداث الأخيرة التي شهدها وطننا العربي. وللأسف الشديد أصبح تناقل المعلومة حتى وإن كانت غير صحيحة دارجاً، المهم أن يرسل الشخص (برودكاست) معمماً لمن هم في قائمة الاتصالات المخزنة في جهازه بغض النظر عن محتواها أو صحتها. يُعدّ تبادل المعلومة ونقلها أمراً في غاية الأهمية، ويجب على الشخص ألا يرسل معلومة أياً كانت، سواء خبراً أو صورة أو مقطعاً صوتياً أو مرئياً، إلا بعد التأكد منها؛ لما قد يسببه نقل معلومة خاطئة من أثر سلبي، ونحن الآن نعيش في زمن يكثر فيه اللغط والإثارة. ومن المؤسف أن كثيراً من ناشري الأخبار من خلال (البرودكاست) يجهلون أن هناك نظاماً للجرائم المعلوماتية، وفيه عقوبات صارمة على مَنْ ينقل أو ينشر أخباراً غير صحيحة من خلال وسائل التقنية الحديثة. [email protected]