سيكون الجهد الشاق الذي سيبذله الرئيس الامريكي بيل كلينتون لدفع الاسرائيليين والفلسطينيين للوصول لاتفاق سلام هو اهم ملامح المحادثات التي يجريها الرئيس الامريكي على مدى ثلاثة ايام مع زعماء العالم في قمة الالفية التي تعقد هذا الاسبوع. وفيما يطوف مرشحا الرئاسة الامريكية انحاء البلاد لاستقطاب الاصوات سيركز كلينتون على السياسة الخارجية مع اكثر من 160 ملكا وولي عهد ورئيسا للوزراء يحضرون القمة التي توصف بأنها اكبر تجمع لزعماء العالم في التاريخ. ووصل الرئيس الامريكي الى نيويورك مساء يوم الثلاثاء وعقد اجتماعات مع زعماء روسيا والصين واليونان وتركيا وسلسلة من الجلسات في محاولة لتنشيط مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. واعتبر مسؤولون امريكيون محادثات كلينتون المنفصلة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التي تمت امس اختباراً مهما بشأن ما اذا كان من الممكن الوصول لاتفاق للسلام هذا العام. واخفق كلينتون في التوفيق بين الاسرائيليين والفلسطينيين للوصول الى اتفاق للسلام في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في يوليو/ تموز. وسعى المسؤولون الامريكيون للتهوين من شأن التوقعات الخاصة بالاجتماعات التي سيجريها كلينتون قبل موعد 13 سبتمبر المتفق عليه للوصول لاتفاق نهائي للسلام, ولكن يبدو ان الوصول لاتفاق قبل هذا الموعد بات غير ممكن ولاسيما بعد انهيار قمة كامب ديفيد. وتناولت قمة كامب ديفيد القضايا الصعبة في الصراع المستمر منذ اكثر من 50 عاما بما فيها قضية اللاجئين والقدس والمستوطنات اليهودية. وقال ساندي بيرجر مستشار الامن القومي الامريكي الشهر المقبل سيكون في تقديري شهرا مهما,,, لتقرير اذا كان يمكن تحقيق انفراج . واشار الى ان الكنيست الاسرائيلي سيعود للانعقاد بعد العطلة الصيفية في اكتوبر/ تشرين الاول وربما تجرى الانتخابات مما يعرض حكومة باراك للخطر. وقال بيرجر هذا امر صعب جدا جدا جدا,, ولا اعلم ما اذا كان بمقدورنا عمل ذلك,, من الناحية النظرية فان الافكار موجودة لاحراز تقدم اذا توفرت الارادة السياسية لعمل ذلك . وهوّن بيرجر من فرص حدوث انفراجة هذ الاسبوع. وقال ان باراك يحتاج ليلتقي فكره مع فكر رئيس منظمة التحرير عرفات,, ولا ارى هذا يحدث هذا الاسبوع,, وامل ان نرى هذا الاسبوع سبيلا محددا للمضي قدما . وقد اجتمع العاهل الاردني الملك عبدالله ورئيس الوزراء الاسرئيلي ايهود باراك مساء الثلاثاء لبحث امكانية الترتيب لعقد قمة سلام جديدة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للتوصل الى معاهدة سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال متحدث باسم الملك عبدالله ان العاهل الاردني ابلغ باراك بأنه يأمل في ان يتم الترتيب قريبا لقمة جديدة ليبرم الجانبان اتفاق سلام نهائيا الآن الوقت ينفد . وقال المتحدث الاردني ايمن الصفدي للصحفيين ان صاحب الجلالة اكد ان هناك نافذة امل مهمة للغاية للتوصل الى تسوية نهائية وليس بوسع دول او شعوب المنطقة السماح بإهدارها . واصدر مساعد لباراك في نيويورك بيانا بعد الاجتماع قائلا ان الملك عبدالله قال ان عرفات يدرك قيود الوقت وسيتخذ قرارا قريبا ينهي عدم اليقين في عملية صنع السلام. وحتى الآن لا توجد خطط لاجتماع باراك وعرفات لكن من المقرر ان يعقد كل من باراك وعرفات اجتماعات منفصلة مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون وقال احمد عبدالرحمن امين عام السلطة الفلسطينية ان الفلسطينيين سيؤجلون خطط اعلان الدولة اذا حدثت انفراجة في عملية صنع السلام. من جانبها بذلت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت جهدا خاصا الثلاثاء لتسمع الرئيس الايراني محمد خاتمي يشرح مقترحاته بشأن الحوار بين الحضارات . وخاتمي الموجود في الاممالمتحدة لحضور قمة الالفية هو نجم حلقة دراسية تنظمها منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) علىهامش قمة الالفية. وكانت اولبرايت تخطط للتوجه الى نيويورك من وشنطن جواً بعد ان يتحدث خاتمي ولكنها غيّرت خططها الخاصة الاثنين. وقال مساعد لاولبرايت انها هناك بهدف الاستماع لما سيقوله الرئيس خاتمي . وتسعى الولاياتالمتحدة منذ اكثر من ثلاثة اعوام لاقامة علاقات دبلوماسية مع ايران ولكن حوار الحضارات والاتصالات بين الشعبين الايراني والامريكي هو اقصى ما عرضه خاتمي. واتخذت اولبرايت جانبا في الصف الامامي لتجلس فيه في قاعة الاجتماعات فيما جلس خاتمي على منصة المتحدثين مواجها الجمهور او وقف على منصة التحدث. واضاف مساعد اولبرايت انها تخالطت بالدبلوماسيين خارج قاعة المؤتمر قبل بدء حلقة النقاش ولكنها لم تلتق بالرئيس الايراني الذي اعطى انتخابه عام 1997 بارقة امل للادارة الامريكية بشأن بدء محادثات مباشرة بين البلدين. ويقول محللون ان العقبة الرئيسية في العلاقات هي الصراع المستمر في السلطة في ايران بين المعتدلين بقيادة خاتمي والمتشددين الذين يعارضون الولاياتالمتحدة منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وفي وقت لاحق قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي تحدث باقتضاب في افتتاح الحلقة ان القمة ستوفر فرصة لدول كثيرة بينها ايرانوالولاياتالمتحدة للاستماع لبعضها. وقال عنان في مؤتمر صحفي اعتقد اننا نتحرك قدما, وربما لايمكنني القول باننا خطونا خطوة رئيسية ولكن لنقل بان الجليد ذاب وان الامور بدأت تسير في الطريق السليم . وتحدث خاتمي من منظور فلسفي عن الحاجة بالا تتجاوز الحضارات المسيطرة في العالم الحضارات الاخرى, وكان الرئيس الايراني يقصد الولاياتالمتحدة والدول الصديقة لها فيما يبدو. وقال ان على الحضارات ان تتخلى عن ارادة القوة وان تتبنى قيم التفاهم والتراحم. وكان المتحدثون الآخرون في الحلقة هم الرئيس الناميبي سام نيوما والرئيس الاندونيسي عبدالرحمن عبدالواحد والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس جورجيا ادوارد شيفرنادزه.