تحل الذكرى الرابعة للبيعة الغالية على قلوبنا بفرحة غامرة؛ لنزف التهنئة معطرة بمسك الحب والسمع والطاعة لملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين، قائد مسيرتنا الشامخة وقيادته الرشيدة والتهنئة لهذا الشعب الكريم بحلولها، وأن يحفظه الله تعالى ذخرا للإسلام والمسلمين، ولقد تجلت قيادته وحكمته ورعايته ومسيرة عطائه الكريم بمنجزات تاريخية عظيمة رفعت مكانة مملكتنا الغالية دوليا، وشهد بها التاريخ على الرغم من الظروف الدولية الصعبة التي تمر بها دول العالم قاطبة ومملكتنا خاصة، ومن تلك الظروف الأمن الاقتصادي الذي عصف بدول كثيرة عظمى ولا زال يعصف بها، وبحكمته رفع هذا القائد من مكانة مملكتنا ومكانة شعبه وأرسى دعائم الأمن والاستقرار في جميع المجالات، ودعم رفاهية الشعب واستقراره وملك القلوب بإنسانيته ودعمه الكريم والمتواصل لعجلة التنمية في البلاد وفي جميع المجالات دون استثناء، وامتد هذا الدعم المبارك الى أنحاء العالم، وأن الأمن الذي نعيشه وتفقده كثير من الشعوب لم يأت من فراغ، بل جاء من حكمة هذا القائد العظيم وقيادته المباركة وتحقيقه العدل وإحقاق الحق والأمن والاستقرار والحكم بنور من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .إن الجريمة بشتى أنواعها وطرقها تعاني منها دول العالم قاطبة وشعوبها، ما دام سلوك الأنفس الشريرة والضعيفة والمغرر بها قائم تغذيه ينابيع الجهل والشر والحقد على مجتمعاتها وكرهها الأمن ولأسباب ودوافع لا حصر لها، ومع سلوكها الإجرامي إلا أن الأمن والحمد لله في مملكتنا الغالية، أضحى شعاع نوره يسر الآمنين وشروق شمسه يزيل شرور هذه النفوس، ويردع كيد المجرمين، ويبعثر ظلمات أحقادها، ويشتت نزعاتها، ويبطل مخططاتها، ويفضح سترها، ليحل محلها الإصلاح لها بالنصح والتوجيه والأخذ بيدها للطريق القويم أو بالعقوبة الشرعية الزاجرة والرادعة لشرورها والمقومة لاعوجاجها، ليشع ضياء الحق والعدل بالأمن والأمان وليتفيأ ظله شعب كريم ومملكتنا الغالية مهد الرسالة وأغلى الأوطان بفضل من الله ثم بفضل القادة الحكماء الذين تزين التاريخ بسيرهم من علم الأمن والأمان ومرسي راية التوحيد والأمن ومؤسس هذا الكيان العظيم وموحده الملك عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة - إلى قادة الحكم من أبنائه البررة على رأسهم ملكنا عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - ثم التهنئة بهذه المناسبة الكريمة والغالية موصولة لأفذاذ القادة حماة الأمن نائبنا الأول - حفظه الله - ونائبنا الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف ومساعده الأمير محمد ورجالهما المخلصين، الذين بحكمتهم ورويتهم استقر الأمن وعم الاستقرار وشهد التاريخ بعظم إنجازاتهما الأمنية في مجال الأمن عامة وفي مكافحة الجرائم بشتى أنواعها، فلا غرابة في شخصيتهما العظيمة وقيادتهما الحكيمة وقوتهما في الحق والعدل وخير شاهد ودليل جهودهما الجبارة التي لا تحصى ولا تعد في مجال إرساء الأمن واستقراره وجهودهما المباركة في معالجة الانحراف بشتى طرقه، ومنه الانحراف الفكري كفكر الإرهاب وحلول الأمن الفكري من النبع الصافي، ومجددين البيعة على خطاهم المباركة، والله أسأل أن يحفظ مليكنا الغالي ويسدد خطاه وينصره بنصره والقيادة الرشيدة في خدمة الدين والوطن.