في الوقت الذي لا يكون منشغلا فيه بالأعمال التجارية التي ساعدته على تكوين ثروته البالغة 40 مليار دولار يحتفظ وورين بافيت بود يرجع إلى عقود مضت لآلة قيثارة الاكلال وهو يريد لها الاستمرار. وحتى يتسنى تحقيق هذا الغرض منح ثاني أثرى رجل في العالم قيثارات ودروسا على الآلة للفتيات بفرع مؤسسة جيرلز اينك في نورث أوماها. ريلين مكريري واحدة من الفتيات. وتصف الفتاة (عشرة أعوام) ما فعله بافيت بأنه (كرم بحت. إذا كان المرء شخصا مشغولا حقا ويقتطع وقتا من جدوله للذهاب لتعليم شخص آخر القيام بشيء فإن هذا ما يجب أن يقوم به الجميع). وهدف مؤسسة جيرلز اينك هو مساعدة الفتيات على أن يصبحن (قويات وذكيات وجريئات) بدعم ثقتهن واكتفائهن الذاتي. وتعمل الجماعة مع فتيات تتراوح أعمارهن يبن خمسة و18 عاما ومعظمهن من أسر منخفضة الدخل. ويعيش معظمهن مع ولي أمر واحد أو في رعاية أسرة بالتبني. وسوزي ابنة بافيت عضوة بمجلس إدارة الجماعة. وقد وزع والدها الآلات منذ أكثر من شهر بقليل وتتلقى عدة فتيات الآن دروسا أسبوعية. وتقول ناتاليا بارتريدج وهي في العاشرة من عمرها أيضاً (إنه رجل ثري ولا يظهر هذا... تصورت أنه سيكون مغرورا ووضيعا لكن تبين أنه لطيف بحق). وجاءت الهدية بطريقة غير مألوفة. وأقام اثنان من الفنانين حفلا موسيقيا في ديسمبر في بروكلين بنيويورك وأديا أغاني لفرقة البيتلز على القيثارة. وقد تلقيا تبرعات لصالح بافيت. وتقول روبرتا فيلهيلم المديرة التنفيذية لجماعة جيرلز اينك في اوماها إن إجمالي الحصيلة بلغ 344.23 دولاراً. وتضمن هذا الكثير من الفكة وورقة بخمسة جنيهات إسترلينية. بالطبع لم يكن بافيت بحاجة إلى المال. لكنه أخذه وتوجه إلى متجر ديتزي ميوزيك في غرب أوماها ليعثر على القيثارات التي كان يريدها. هناك أحجام أكبر وأنواع أخرى لكن هذه مناسبة للأطفال. وبعد أن ذكر البائع سعرا طلب بافيت تخفيضا لأنه سيشتري كمية. وقال دان سوليفان المدير بمتجر ديتزي ميوزيك (أعطيناه صفقة جيدة... كان هذا من أجل هدف نبيل). في النهاية خرج بافيت بسبع عشرة قيثارة باللون الأحمر الشفاف. وقضى بافيت نحو ساعة مع 13 فتاة في مبنى الجماعة محاولا تعليمهن أغنيتي (وادي النهر الأحمر) و(عيد ميلاد سعيد). ولزم توضيح من يكون بافيت لبعض الفتيات. وتتذكر فيلهيلم (بعد الواقعة جاءت فتاة إلى المكتب وسألت هل مدرسنا للقيثارة ثاني أغنى رجل في العالم. وقلت لها أجل هذا صحيح. فقالت وهل يعزف أغنى رجل في العالم). في الواقع أغنى رجل في العالم بيل جيتس يعزف. فقد علمه بافيت. في مبنى مؤسسة جيرلز اينك المبني من الطوب الأحمر في نورث أوماها تقضي نحو 170 فتاة بضع ساعات بعد اليوم الدراسي كل يوم في مجالات مثل الصحة الإنجابية والوظائف والفن والثقافة واللياقة البدنية والتغذية. كما ينجزن أيضا واجباتهن المدرسية. والآن وكل يوم خميس يذهب مارك جوتيريز طالب الموسيقى بجامعة نبراسكا في أوماها لتدريس آلة القيثارة. وتقول ديجا جريجوري (11 عاما) التي تعزف أيضا على الكمان (إنها فرصة جيدة بالنسبة لي لأقوم بشيء جديد). ومؤسسة شيروود التي ترأسها سوزي بافيت من كبار المتبرعين لجماعة جيرلز اينك وقد أتت صلات والدها ثمارها. في عام 2006م عرض بافيت سيارته للبيع بالمزاد وبيعت بمبلغ 73200 دولار. بعد ذلك بعامين بيعت لوحة له بمبلغ 100 ألف دولار.